ساكس: نخترع ذاتنا وما حولنا عبر الرواية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«إن هوية المرء أشبه بنموذج مرسوم على نسيج مشدود، يكفي أن تلمس منه جزءاً، أو تمس امتثاليةً ما حتى ينتفض المرء بكليته، ويسمع قرع الطبول عالياً». هذا ما كتبه الفيلسوف العبقري أمين معلوف في معالجته للشخصية. ويخطر للمرء في التأمل بكيفية إنهاك الهوية السياسية لذاك النسيج وإصابتها للكلية الجوهرية للشخصية بالاهتراء بأن لا يمكن إلا أن يتذكر ما قاله الكاتب وطبيب الأعصاب البريطاني الحائز على رتبة قائد في الإمبراطورية البريطانية أوليفر ساكس، في كتابه بعنوان «الرجل الذي حسب زوجته قبعة».

تعويض

ويروي في الفصل الثاني عشر بعنوان «مسألة هوية» قصة حالة مريض يعاني من اضطرابات في الذاكرة ، ويقوم في اللاوعي وفي خطوة تعويضية عن فقدان الذاكرة باختراع عدد لا يحصى من الروايات الخيالية التي تحكي قصة من كان وما فعله في حياته وتملأ بالتالي فراغ الهوية بذوات متخيلة وتجارب يؤمن بشدة أنها واقعية وتخصه متجاوزاً الحدود المنطقية لما يمكن أن تكدّسه حياة واحدة.

ومثل هذا المريض يقول ساكس، لا بدّ لزاماً أن يخترع نفسه وعالمه في كل لحظة. وإن هذا ما نفعله تحديداً جميعنا بطريقة ما، وبدرجات متفاوتة على مسار اختراع ذاتنا والعالم المحيط بنا عبر الروايات التي نخبر بها أنفسنا والآخرين.

قصة

ويعاين ساكس كتل بنيان التصور الذاتي وكيف تصبح الروايات أحد أعمدة تلك الهوية بالقول: «نملك، كل منا قصة حياة، رواية داخلية تشكل استمراريتها ومعناها مرادفاً لحياتنا.

حالة متفردة

يولوجياً وفيزيولوجياً قد لا نكون مختلفين أحدنا عن الآخر، لكننا تاريخياً، بمعنى الروايات كل منا حالة فريدة متفردة بذاتها.

Email