قدمتها بصور غير لائقة.. وعقوبات تنتظر عديدين

«العنف ضد المرأة» يلوّن غالبية الدراما الرمضانية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في جعبة موسم رمضان الحالي، أعمال كثيرة، بعضها نجح في نيل اهتمام الجمهور ليرافقه حتى النهاية، فيما البعض الآخر سقط من الذاكرة مع انتهاء أحداث الحلقات الأولى منه، ورغم ارتفاع نسبة الأعمال التي شغلت بال الجمهور هذا العام، بعد تمكن أحداثها من تطويع «قلبه» و«سرقة» عينه، ليظل مراقباً لها على الدوام، حيث امتازت هذه الأعمال بكونها تصب في خانة الأكشن الذي «فرد عضلاته» على الإنتاج الدرامي عموماً، خاطفاً في الوقت نفسه، نجوم الصف الأول والثاني على حد سواء.

إفشاء

ومع اقترابنا من نهاية الماراثون الرمضاني، حيث ألقت الأعمال الدرامية بحملها على الشاشات الصغيرة، بدت معظمها وقد رفعت شعار «العنف ضد المرأة»، وهو ما بدا قاسماً مشتركاً بين غالبية الأعمال التي زادت فيها نسبة الألفاظ الخادشة، وكذلك الأسلحة النارية، التي لم تعد قاصرة على رجال الشرطة، لتمتد وتشمل شرائح أخرى في المجتمع، فمن «نسر الصعيد» لمحمد رمضان، و«كلبش 2» لأمير كرارة، حتى «فوق السحاب» لهاني سلامة، وليس انتهاء بـ «أبو عمر المصري» لأحمد عز، و«السهام المارقة»، وكذلك «الهيبة العودة»، وغيرها، جاءت هذه الأعمال في رأس قائمة اهتمامات رواد التواصل الاجتماعي، الذي ثاروا بـ«تغريداتهم» الرافضة للصور التي وضعت فيها المرأة، حيث قدمت في شخصية المستغلة والنصابة وغيرها، ليظل «العنف ضد المرأة» هو الأبرز في مشاهد هذه الأعمال، التي وقعت تحت مجهر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، الذي كشف أخيراً عن نيته إيقاع عقوبات رادعة بحق «المخالفين» منهم، ليبدو أن سهامه موجهة نحو «نسر الصعيد» و«كلبش 2» حيث ارتفعت فيهما نسبة العنف والألفاظ الخادشة.

نسر الصعيد

ورغم أهمية الفكرة التي حملها «نسر الصعيد» فمشاهده لم تكن لتمر على الشاشة من دون معاملة المرأة بعنف، كما بدا من خلال اعتداء «محمد رمضان» على زوجته بالضرب، وهي الواقعة التي قادتها لطلب الطلاق. كميات العنف التي فاضت بها مشاهد معظم الأعمال الدرامية، لم تتمكن من تغطية الصورة السيئة التي رسمتها عديد الأعمال عن المرأة، ففي الوقت الذي قدم فيه مسلسل «أيوب»، أسوأ صورة ممكنة عن الأخت، وقدمتها في قالب المستغلة والأنانية، التي لا تحمل على عاتقها أي مسؤولية، بدا مسلسل «ضد مجهول» لغادة عبد الرازق، حاملاً لجملة من الإساءات والتمييز ضد المرأة، فمن جهة قدمها في صورة المستغلة والمتسلطة، والمتحكمة في كل شيء، ومن جهة أخرى، عرض العمل ما تتعرض له من عنف جسدي وجنسي، عبر المشهد الذي يتم فيه اغتصاب وقتل «ريم» ابنة غادة عبد الرازق.

وخارج إطار الدراما المصرية، فقد جاء مسلسل «الهيبة العودة» على رأس الأعمال التي مارست العنف ضد المرأة، ليبدو أنه لم يكتف بما يواجهه من دعاوى قضائية بتهمة الإساءة لأهالي بعلبك، ليتحول إلى مثال لبيئة العنف الدرامية، حيث لم يكتف «جبل» (تيم حسن) بفرض سطوته على رجال عصابته، وإنما مد ذلك ليطال أهل بيته، الذين مارس عليهم سلطته باستخدام العنف، وهو ما تجلى في صورة زوجته «سمية» (نيكول سابا) التي بدت الأكثر مهانة والأشد قتامة في العمل، كونها أكثر شخصية تعرضت للعنف والضرب المبرح، بتهمة «إفشاء أحد أسرار بيت الجبل»، ليبدو أن الضرب هو الطريق الوحيد لتقويم سلوكها، خلال العمل الذي روج أيضاً لفكرة اختطاف الفتيات، واحتجازهن وممارسة الضرب المبرح ضدهن.

Email