الفنان الفلسطيني إسماعيل البزم لـ«البيان»:

لوحاتي تراجيديا إنسانية تبتسم بسخرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عبقرية تحمل بين طياتها الكثير من المعاني والقيم.. يشكل نبضها ويعكسها الفنان الفلسطيني إسماعيل البزم ببضع ضربات من ريشة سحرية تصور الأحزان والمآسي بطريقة تبعث ابتسامات تلقي بظلالها على شفاه الناظرين. هو سحر الإبداع عندما تتجلى فيه مشاعر الفنان وهو يعبِّر عما تخفيه الحقائق المُرَّة من تناقضات قد تصبح مثيرة للسخرية.. فإذا بها تحوِّل نظرك إلى ناحية أخرى من الحقيقة، لتسمِّر عينيك شاخصاً أمام عبقرية طرح فيه من الإبداع ما يدعو للتساؤل: هل حقاً يمكن لبعض من الألوان أن تختصر مشهداً برمته دون الإفصاح عن كلمة واحدة؟

أفكار تتعالى وتتداخل من رأسه تبتسم بسخرية سوداء أشبه بكوميديا سوداء لواقع تراجيدي تحياه غزة منذ اثني عشر عاماً ويزيد. ربما هي الأفكار من تئن متوسلة لمن يترجمها لوحات تطفئ غضب الفقراء أو علَّها، كما يؤكد في حواره مع «البيان»، تعبر عن مأساة وطن حيناً وأفراحه الخجلة أحياناً أخرى، بأدوات فنية بسيطة ورؤى ذهنية أوسع من أن تقاس.

وهكذا فإن البزم يباشرالرسم ليخرج لنا بلوحات معبرة اعتبرت هي الأفضل على مستوى قطاع غزة، ليكون من القلائل الذين اتخذوا من هذا الفن الكاريكاتيري وسيلة للتعبير عن خلجات نفس وشعب بأكمله.

أفضل رسام

إسماعيل البزم من مخيم جباليا للاجئين، يبلغ من العمر 32 عاماً حاصل على شهادة بكالوريوس تربية تكنولوجيا وعلوم، يعد من أوائل المؤسسين لحركات شعبية كانت قد انطلقت وشاركت في أعمال ميدانية عدة. ويقول في معرض حديثه لـ«البيان»: الحاجة الملحة للتعبير عن الرأي كانت لدي منذ الطفولة، فمنذ صغري للآن كل ما يجول بخاطري أعبر عنه بلوحات كانت في الماضي لربما متواضعة من الناحية الفنية، ولكن مع مرور السنين وصقل موهبتي تمكنت من أن أكون في نظر الكثيرين أفضل رسام كاريكاتيري في قطاع غزة.

ويضيف قائلاً: اجتهدت في الاشتغال على نفسي كثيراً لأصل إلى هذه المرحلة الإبداعية التي أنا راضٍ عنها في المقام الأول، ما يعني أن المتلقي سيكون راضياً عما يبدر مني من لوحات أصيب بها كل احتمالات الإجابة التي في أذهان الكثيرين عن واقع يحيونه، لست منتمياً لأي فصيل، حيث الإنسان هو موضع اهتمامي في المقام الأول، ناهيك عن سعيي الحثيث لترسيخ المفاهيم الوطنية في أذهان الناس من خلال هذه اللوحات.

إسماعيل البزم

 

قضية متعسرة

وبرز نجم إسماعيل أكثر من ذي قبل في السنوات الأخيرة حينما عبر عن قضية الانقسام الفلسطيني، إحدى نوائب هذا الدهر على الفلسطينيين عامة، حيث يقول: هذه القضية المتعسرة والتي لامست فيها معاناة شعب بأكمله أوجدت لدي العديد من الأفكار التي عبرت عنها بصراحة تامة مسلطاً الضوء على معاناة الإنسان في المقام الأول؛ فلاقت إعجاب الكثيرين الذين نشروها على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وبهذا ذاع صيت هذه الرسومات أكثر فأكثر.

Email