«زايد.. والمبشر كيندي».. جهود مؤسس الدولة في القضاء على الأمراض والجهل

زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعود الكاتب والروائي والمخرج السينمائي منصور اليبهوني الظاهري في روايته «زايد.. والمبشر كيندي»، الصادرة عن دار «نبطي» في الإمارات، إلى زمن الأجداد ويغوص في الماضي حتى يستخرج منه لآلئ الزمن الجميل بكل أفراحه وأتراحه، إذ تصدر هذه الرواية بمناسبة عام زايد واحتفاءً بيوم زايد للعمل الإنساني، إذ تعكس الأبعاد الإنسانية الهامة في شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وحرصه منذ البواكير على توفير الحياة الكريمة لشعبه، خاصة الرعاية الصحية التي عمل لأجل أن تكون موجودة ومتطورة في الدولة، فأولاها جلّ اهتمامه.

تتناول الرواية قصة الطبيب كيندي وزوجته مريان، اللذين جلبهما الشيخ زايد، رحمه الله، إلى مدينة العين لإنشاء أول مستشفى طبي لإنقاذ أهل مدينة العين من الأمراض الفتاكة، آنذاك، خاصة النساء اللاتي كن يفقدن حياتهن أثناء الولادة نتيجة الاعتماد على «المولّدة» :(القابلة)، بالطرق البدائية القائمة على الخبرة لا أكثر. وبالتالي كانت أمهات كثيرات يفقدن حياتهن أثناء الولادة.

واعتمد الظاهري في أسلوبه على السرد الرشيق الذي يحلق بالقارئ في سماء مدينة العين بأجوائها المنعشة وطبيعتها الساحرة. كما استند في أسلوبه إلى اللغة الرصينة والوصف المستفيض والغوص في أعماق الشخصيات، وتطوّرها.

وألقى الظاهري الضوء على دور الشيخ زايد، في جلب هؤلاء الأطباء والممرضات، لتشهد العين إنشاء أول مستشفى في المنطقة، مع ذكر قصة هذا المستشفى منذ بداياته، وكيف كان يقصده الناس من كل مكان.

ونجح الظاهري في توليف خلطة روائية اجتماعية تاريخية لا تخلو من عناصر الدهشة التي تجذب القراء، وتعرفهم بعمق على حكمة وقيمة الوالد الشيخ زايد ومدى رؤيته الثاقبة وحنكته، وتركيزه مبكراً على إنقاذ الإنسان من الجهل والمرض، والاستثمار في مستقبله بالعلم والحياة الصحية السليمة.

أما أحداث الرواية فاعتمدت على التشويق والإبحار في هذه الحقبة الزمنية التي تعود إلى أوائل القرن الماضي، منذ ولادة سلطان بطل الرواية، مروراً بحكم المغفور له الشيخ زايد لمدينة العين، قبل قيام الاتحاد.

Email