رائعة يوجين أونيل على المسرح بإيقاع مشحون بالعواطف الكامنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقل ما يقال عن رائعة الكاتب المسرحي الأميركي يوجين أونيل «رحلة يوم طويل إلى الليل»، إنها مشحونة بكم هائل من العواطف الكامنة تماماً كحال القصص التي تدور حول العلاقات العائلية، بيد أنها في العرض الجديد من إنتاج ريتشارد إير، على مسرح أكاديمية بروكلين للموسيقى، ستتفجر بثوران غير عادي.

أفراد عائلة تايرون، كل واحد منهم هو في مخاض مع الإدمان؛ الأم ماري خرجت لتوها من المصح، فيما يسرف رجال العائلة في تناول المشروب. وتقضي العائلة يومها خلال الصيف معاً في منزل العطلات الرث بالقرب من البحر. لكن الإدمان الخطير الذي يتقاسمه أفراد العائلة هو الحافز الذي لا يقاوم في التصويب على النقاط الأكثر هشاشة لدى الآخر.

المسرحية لم تعرض في برودواي إلا بعد وفاة أونيل بثلاث سنوات. ويرجح أنها تدور حول حيثيات حياة أسرته؛ ماري الأم المدمنة التي حلمت في إحدى المرات أن تكون راهبة، وجيمس الأب البخيل والممثل الفاشل، وجيمي الأخ الأكبر المضطرب الفاجر، وإدموند الأخ الأصغر الحساس المريض، والذي يعاني من سعال ينبئ بمرض خطير، كل هذه الأوجاع يفاقمها تحليل صادق لأفراد العائلة لمشاعرهم تجاه بعضهم بعضاً. وبين مشاعر الذنب واللوم والقلق، ومحاولات استجداء الحنان والعطف، تبدو المسرحية الجديدة في فصلها الأول في سباق لاهث من كيل الاتهامات ومحاولات المواساة، بدءاً من اللحظة الأولى التي تظهر فيها أسرة تايرون على طاولة الإفطار.

وتظهر الشخصيات على المسرح تندفع وتخدش ثم تتراجع فتنقض مجدداً، دون توقف لالتقاط الأنفاس، أما نقطة الارتكاز لهذه الحركة الدائرية فهي ماري التي تحاول إخفاء عودتها إلى التعاطي عن رجال العائلة. وهذا الإيقاع السريع سوف يتباطأ في الفصل الثاني من المسرحية، لإتاحة المجال للشخصيات تفسير ما يعتريها من مشاعر.

والمسرحية الجديدة من بطولة الممثل الحائز جائزة الأوسكار جيرمي أيرونز بدور الأب جيمس، والممثلة ليزلي مانفيل بدور الأم ماري.

Email