التواصل معهم يحرر عوالمهم من «البروتوكولات»

إبداعات أصحاب الهمم أكثر بهجة وعفوية

علياء عبدالقادر تتدرب على البيانو مع أستاذها محمد سعد | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

المفارقة التي يتلمسها من يتواصل مع أصحاب الهمم الذين يُشكلون جزءاً لا يتجزأ من مجتمعاتنا، أنه ينتقل إلى عالم أقل تعقيداً وأكثر بهجة وعفوية وراحة، فالتواصل معهم يحرره من التحفظات والرسميات والبروتوكول. وعاشت «البيان» تجربة مشابهة لدى زيارتها مركز الفن للجميع «فلج» حيث التقت مجموعة منهم واستمعت إلى قصصهم الملهمة المرتبطة بتنمية مواهبهم الفنية ليُشكلوا علامة فارقة في الإبداع والتألق والإنتاجية التي يتفوق البعض منهم على غيرهم ممن حباهم الله بكامل الخلق.

مهارة

والبداية كانت مع المواهب الموسيقية، وأولها الشاب إبراهيم عبدالله الحمادي البالغ من العمر 31 عاماً الذي ورث عن أبيه وعمه حب الموسيقى والذي لم يمنعه القصور في قدراته الذهنية من تنمية موهبته سواء في العزف على العود أو غنائه للون الشعبي المحلي ولمطربين مثل حسين الجسمي وميحد حمد وغيرهما.

وإن لم يكن بمقدور الحمادي تحليل ومعالجة البيانات في ذهنه، إلا أنه بارع في عزفه على العود الذي تعلمه بداية بإشراف والده ولاحقاً وحتى اليوم في المركز، مع قدرته على حفظ الأغاني وتأديتها بمهارة وطرب.

أما الفتاة علياء علي عبدالقادر ذات الخمسة عشر ربيعاً فتشكل تجربتها قصة ملهمة بحد ذاتها، فهذه الفتاة التي تعاني درجة متقدمة من الصمم، لم تعشق سوى الموسيقى وتحديداً العزف على آلة البيانو منذ كان عمرها 11 عاماً، ويتجلى تقدم تجربتها في مشاركتها بالعديد من الأنشطة الفنية والاحتفالات سواء من خلال مدرستها أو المركز. وتقول علياء: «أحب دعم عائلتي لي ومشاركتي في مراحل تدريباتي، حيث أصور تدريباتي في المركز لنشاهدها معاً في البيت، وأنا أتدرب مرتين في الأسبوع مع أستاذي محمد سعد».

حفيظة البشاني بجوار عدد من أعمالها الفنية | البيان

 

وتتجلى موهبة الشابة حفيظة محمد البشاني ذات الإعاقة الحركية في تصميم الأزياء من رسومها، التي تعكس تمكنها من أدواتها في الرسم وسعة مخيلتها في التصاميم التي تبتكرها. وتقول حفيظة: «حريصة بعد ساعات عملي كأمينة مكتبة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على الرسم في المركز مرتين في الأسبوع».

وتحكي عن أحلامها قائلة: «منذ خمس سنوات وأنا أرسم، ووجدت نفسي في تصاميم الأزياء التي أحلم أن أصل بها في يوم ما إلى كبرى دور الأزياء، وما أرسمه أشارك غيري به عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتلقى أعمالي الكثير من الاستحسان».

أما الشاب مصعب عبدالرحيم الحاصل على شهادة الثانوية والذي تتجلى موهبته الفنية في الرسم والجمع بين محاكاة لوحات كبار الفنانين والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة الخاصة بتصاميم الأزياء، فتم التواصل معه عبر لغة الإشارة والكتابة ويقول إن أحلامه كبيرة: «أحب الرسم وأصدقائي في المركز، وأنا أتدرب حالياً على إدخال البيانات في مطار الشارقة وفي إحدى الجمعيات التعاونية. أما حلمي الأكبر فهو السفر إلى ماليزيا وتركيا حيث جمال الطبيعة».

رياضة ورسم

وتستقبلنا إسراء عوض ذات الإعاقة الحركية بابتسامة واسعة والتي تقول عن اهتماماتها: أوزع وقتي بين الرسم في المركز والرياضة في نادي الثقة للمعاقين حيث حصلت على العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في رياضة رمي الجلة والرمح. وتضيف بحماس: أحب كوني إنسانة فعّالة في المجمع والتعاون مع أصحاب الهمم والعمل معهم.

بيئة

يقول محمد بكر طه مدير مركز الفن للجميع فلج حول أعضائه من أصحاب الهمم: يُعنى المركز بأصحاب المواهب الفنية سواء في الموسيقى أو التشكيل أو فنون الأداء والمسرح، والأهم خلق البيئة الاجتماعية الملهمة التي تحقق لهم ذاتهم وكينونتهم في محيط يوفر لهم الإمكانيات .

Email