مسؤولون ومتخصصـون يـؤكدون قوتها عالمياً

دبلوماسية الإمارات الثقافية جسر لقاء حضارات العالم

2690698 copy

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

تهدف الدبلوماسية الثقافية لإبراز ما تمتلكه دولة الإمارات من ثقافة وقيم الخير والتسامح على المستويين الإقليمي والدولي، وتسعى من خلال «القوة الناعمة» وعلاقتها الثقافية والدولية، إلى إظهار الإمارات مركزاً للامتياز المعرفي والثقافي، ونموذجاً رائداً لمجتمع يعتز بهويته الوطنية وثقافته عالمياً.

وكما يقال دائماً: إن الثقافة والفن يستطيعان تحقيق ما لا تحققه السياسية، فإن هذا يترجم واقعياً من خلال مشاركات الإمارات في الكثير من الفعاليات التي تعنى بمجالات عدة في الكثير من دول العالم، وتعرِّف بالتالي شعوب العالم بما تمتلكه من إبداع ومعرفة، وهو عملياً ما يقرب بين الشعوب، ويساهم في التأثير المتبادل الذي ينعكس بالمحصلة على المعرفة الإنسانية.

عن الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات بالدبلوماسية الثقافية، وانعكاس هذا على صورة الإمارات في الخارج، تحدث عدد من المسؤولين والمعنيين لـ«البيان» من خلال الاستطلاع التالي.

 

تجارب إنسانية

بداية قال سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: تعد الدبلوماسية الثقافية من أقوى أدوات القوة الناعمة فيما يتعلق بإحداث التغيير الإيجابي، وإظهار وجهة نظر معاصرة لمعالجة قضايا مختلفة واقتراح حلول جذرية لها أو إيجاد مخرج منها.

وأضاف: إن اعتماد دولة الإمارات الترويج للثقافة وتمكين الفنون والحفاظ على التراث وإبقاءه حياً يشكل مبدأً أساسياً لتعزيز التسامح في مجتمع يضم طيفاً واسعاً من الجنسيات والثقافات وخلفيات دينية متنوعة. وأوضح: من خلال ملاحظة التعايش والتواؤم والتقبل ما بين هذا التنوع البشري المذهل في منطقة واحدة، تظهر الدبلوماسية الثقافية جسراً تعبر عليه كل الفروقات والاختلافات لتوصل الجميع إلى الجهة الأكثر روعة من التجربة الإنسانية.

 

حوار متبادل

وقالت الدكتورة نورة صابر بن عبلان المزروعي، الأستاذة المساعدة في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية: إن الدبلوماسية الثقافية التي تروج لها الإمارات عبر الأنشطة الثقافية، والمؤسسات التعليمية، والمؤتمرات الدولية، والفن والموسيقى، لها الأثر الكبير بتقريب ثقافات الشعوب المختلفة. وأضافت: منها يبدأ الحوار لفهم الطرف الآخر، ولا يكون ذلك إلا عن طريق الحوار المتبادل.

وأوضحت: الإمارات هي الأولى عالمياً في تخصيص وزارة جديدة عرفت بوزارة التسامح، وهو ما يشجع الشعب عموماً على التقارب والتحاور، خاصة بوجود أكثر من 200 جنسية في الإمارات تعيش في آمن وسلام دائمين.

وقالت المزروعي: تم إنشاء مركز للتسامح الدولي في دبي، ويعد المركز الوحيد في الشرق الأوسط المهتم بقضايا ثقافة التسامح ونشرها. وأضافت: إن النشاطات الثقافية التي تقام على مدار السنة كثيرة لا حصر لها، وفي هذه الأيام تجمع الدولة الناس من كل حدب وصوب للتعرف على تراث وثقافة الإمارات عبر فعاليات «أيام الشارقة التراثية». وتابعت: لا يخفى على الجميع أن «متحف اللوفر أبوظبي» كان من أكبر وأهم إنجازات الدولة، التي نجحت بجذب عدد كبير من السائحين والمقيمين للتعرف على أهم مقتنيات المتحف.

ومن وحي خبرتها أوضحت: تشرفت بأن أكون عضواً مؤسساً لأكاديمية الإمارات الدبلوماسية. وكنت من أوائل المعينين عام 2015.

ووجهت المزروعي شكرها لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، لتأسيس الأكاديمية التي تعمل على تطوير كوادر إماراتية قادرة على مواجهة كل الصعاب في المستقبل. وأضافت: كنت أتشوق لاستقبال الدفعة الأولى للعام 2015 لتمر من حينها 3 دفعات. وفسرت: هذه الأجيال ستعمل ليل نهار من أجل الدفاع عن الوطن بالكلمة، من خلال مهامها بالدفاع عن السياسة الخارجية للإمارات.

 

القيمة الجمالية

من جانبه، قال الدكتور محمد كامل المعيني، مؤسس ورئيس المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية: أسست المعهد في العام 2010 في دبي، والتحق به العديد من الإعلاميين والشركات التي تركز على الدبلوماسية الثقافية، ودورها في جذب الفكر وكسب العقول والقلوب.

وأوضح: ركزنا على الثقافة والفنون والرياضة، وطرحنا مجموعة من المبادرات آخرها مبادرة القيمة الجمالية، كونها تحمل القيم الأخرى. وتابع: أقمنا مؤتمراً عن الرابطة الجديدة للدبلوماسية والأمن والدولة الرقمية بمشاركة أكثر من 20 خبيراً وأكاديمياً ومتخصصاً من 7 دول، وكان المؤتمر ناجحاً حضره العديد من الشخصيات المهمة، وتحدثنا عن القيمة الجمالية في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وشدد المعيني على أهمية تجربة القوة الناعمة وما تقوم به مؤسسات المجتمع المدني والجهات الخاصة، إلى جانب ما تقوم به الدولة من مشاركات خارجية تعرِّف بثقافة الدولة وإبرازها في الخارج. وقال: لدينا مشاركات في الهند ودول أخرى لجذب الآخرين لرسالة الإمارات من تواصل وتسامح ومحبة إلى جانب خصوصية هذا العام بأنه عام زايد.

 

القوة الناعمة

قال الأديب علي أبوالريش: لا شك أن العمل الثقافي يعتبر بمثابة وزارة الدفاع للدولة في أيام السلم، وفي أيام الحرب. وأضاف: نحتاج القوة الناعمة لكي تخيط قماش الحرير، وتحتفي بالمحبة والتسامح، وتضمد جراح الثكالى والأرامل والجرحى. وأوضح: من هنا تصبح الثقافة هي المجال الحقيقي، والإمارات جديرة بها؛ فهي الدولة التي تأسست على السعادة والانتماء للأرض. وتابع: هذه القوى الناعمة تسير بخطى واثقة وثابتة، وهي كتاب مفتوح للعالم، من خلال الأعمال والمشاركات الثقافية والعالمية ومن خلال الجوائز الثقافية التي تتبناها الإمارات، والتي تعتبر واحدة من الإنجازات التي تصب في بوتقة واحدة وهي جزء من العالم.

 

ترويج وتقارب

بدورها، قالت الدكتورة مريم الشناصي، مؤسِّسة دار الياسمين للنشر والتوزيع وسيدة أعمال: إذ تحدثنا عن الدبلوماسية الثقافية فإنها متركزة في حياة الإنسان بشكل يومي، ويمارسها بطرق مختلفة. وأوضحت: نحتاج الدبلوماسية في حياتنا اليومية وفي التعامل أثناء العمل وعند السفر لاستمرار حياتنا بشكل سلس. وأضافت: حتى نشعر بالسعادة لا بد من هذه الأمور التي تقرب بين البشر؛ فالثقافات على اختلافها تولد نوعاً من الالفة والتجذاب وتساعد على التبادل الفكري.

وذكرت: الرياضة والموسيقى والفن والزيارات وتبادل أنواع الأطعمة ودعوات العشاء والضيافة.. كلها تدخل تحت نطاق الدبلوماسية الثقافية. وتابعت: إن تنظيم معارض الفنون التشكيلية وفنون المسرح والسينما تعمل على زيادة التقارب بين الدول، وتجعل أواصر العلاقات بينها في أفضل حالاتها. وأوضحت أن الفعاليات الرياضية والموسيقية تحقق ما قد تعجز عنه السياسة، فعبر الدبلوماسية الثقافية يمكن الوصول إلى أهداف غاية في الأهمية، سواء كانت أهدافاً للدول أو للمجتمعات.

ومن وحي تجربتها قالت: أعمل على مهرجانات الثقافة في الدول غير الناطقة باللغة العربية، وبدأت بالهند، ومنها انطلقت إلى طاجيكستان، وأسعى لتنسيق هذه المهرجانات بعنوان «مهرجان الثقافة العربية» في كوريا وغانا وكوسوفو وغيرها. وأضافت: تتركز مهرجاناتنا على الأدب العربي والثقافة العربية الشعر والرواية، وغيرها من فروع الأدب العربي. وتابعت: أنظم «جائزة الياسمين للشعر» المخصصة للهنود ممن يجيدون كتابة الشعر العربي الفصيح. وذكرت أن اهتمام غير الناطقين باللغة العربية بالأدب العربي جعلني أزورهم في بلدانهم وأقيم لهم المهرجانات الأدبية والثقافية، وهو ما يحقق الحوار وتبادل الثقافة.

وقالت الشناصي: كوني عضواً في جمعية الإمارات للفنون التشكيلي، أسافر بلوحاتي من بلد إلى آخر وأشاركهم الأعمال الفنية، وأطلع على أعمالهم وأتقبل آرائهم المختلفة بأعمالي، وهم يتقبلون ذلك، وعليه نتبادل الثقافة من ناحية الفنون التشكيلية. وأضافت: إن ممارستي لرياضة الفروسية، ومعظم الأحيان في داخل الدولة، يساعد في تقاربي مع الشعوب الأخرى.

نموذج إماراتي

لفت سيف غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، إلى أن مسألة التسامح المتحققة في الإمارات ليست أمراً جديداً على الساحة الدولية. وقال: أثبتت التجربة الحضارية لدولة الإمارات في المجتمع الدولي ما تتميز به من تقديم نموذج يتطلع إليه العالم لفهم أبعاد الدبلوماسية الثقافية، وما تحمله من إمكانيات لخلق فرص وتفاهمات دولية تدفع نحو واقع أكثر تقدماً.

 

Email