علي أبوالريش يسرد محطات وإنجازات متفردة في مسيرة قائد استثنائي

«زايد الشخصية الأخلاقية» كتاب يروي قيم ومبادئ الوالد المؤسس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا عجب في أن يتصدر كتاب «زايد الشخصية الأخلاقية» للكاتب علي أبوالريش نتائج استطلاع أجرته البيان العام الماضي لاستقصاء آراء القراء حول المؤلفات الصادرة خلال عامي 2016 و2017، فحصول الكتاب على المركز الأول في مجال التأليف، جاء بعد إشادات واسعة من قبل القراء والنقاد والمتابعين ومختلف المشتغلين بالشأن الثقافي، نظراً لمضمونه المتميز وأسلوبه الرشيق وصياغته السلسة، والسبب الأبرز والأهم هو أن الكتاب يتناول الشخصية الأخلاقية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما تركته هذه الشخصية العظيمة من أثر في مختلف المجالات الإنسانية والحياتية، فقد عُرف عن الراحل الكبير حبه للخير والعطاء، وارتباطه بالأرض والإنسان، وتمسكه بركائز الدين الإسلامي وتعاليمه التي لا تفرق بين البشر وتحترم الإنسان مهما كان لونه أو شكله أو جنسه.

ومن الضرورة بمكان، وفي ظل احتفاء دولة الإمارات بعام زايد بمناسبة مرور 100 عام على مولد هذا القائد الاستثنائي، العودة إلى هذا الإصدار القيّم الذي يقع في 150 صفحة من القطع المتوسط والصادر عن دار الكتب الوطنية التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.

خمسة فصول

يقع الكتاب في خمسة فصول، استطاعت في مجملها الإضاءة على الجانب الأخلاقي في حياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث حاول الكاتب أبوالريش أن يربط الشخصية الأخلاقية بالبيئة التي نشأ فيها الشيخ زايد وكيف تأثر بطبيعة الصحراء والبادية وميزات أهلها المعروف عنهم توارث القيم الأخلاقية بين الأجيال، ومن ثم حاول الكاتب تحليل انعكاس البيئة على حياة وشخصية الشيخ زايد طيب الله ثراه وبروزها في شعره ومنجزاته وحكمته وحضوره في المحافل المحلية والعالمية، وختم أبوالريش فصول الكتاب بضم شهادات لشخصيات عاصرت الشيخ زايد، وكيف ترى هذه الشخصيات الراحل العظيم، وكيف أثّر فيها وكان ملهماً لها.

وتفصيلاً، جاء الفصل الأول كتمهيد في مفهوم الأخلاق في اللغة، وفي الفلسفة الحديثة وفي الإسلام وفي الشعر. أما الفصل الثاني والذي يحمل عنوان «الأخلاق والصحراء» فيتناول فيه الكاتب مواضيع عدة من بينها: لماذا أبناء الصحراء أكثر نقاء من أبناء المدن؟، و«في الصحراء أنت أنا.. وأنا أنت»، ثم «الصحراء وارتقاء الأخلاق»، و«تعاليم الرمل في الصحراء»، و«الشيخ زايد والصحراء»، و«الشيخ زايد في الأخلاق.. جذر وفكر»، و«زايد وعشق الصحراء» وغيرها.

وتناول الفصل الثالث شعر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ودرس عوالم الحكمة في قصيدته، وحلل التحام القصيدة بالصحراء، ورصد حكمة زايد وأخلاق الشعر. وأتى الفصل الرابع بعنوان «زايد.. الحضور الواعي»، متناولاً أخلاق ومنجزات زايد، وشخصية زايد علامة حضور الإمارات، وما هي أبرز ركائز حضوره الفاعل. أما الفصل الخامس فحمل عنوان «هذا زايد في عيونهم»، ويتضمن كما أسلفنا صورة المغفور له الشيخ زايد لدى الآخرين وكيف امتلك قلوبهم.

مقدمة وخاتمة

وفي مقدمة الكتاب كتب أبوالريش: «عندما هممت بالكتابة عن شخصية زايد الأخلاقية شعرت أنني ألج محيطاً مياهه من حروف وهّاجة، والحبر من خضرة النخلة المبهجة ولكني استعنت بالحب واستدعيت التاريخ كي يلهمني الإرادة الصلبة لأصمد أمام هذا العملاق الأخلاقي وأحرض القلم كي يتنفس حبراً ويتنشق من عبير الصفات الجليلة وما تحلى به هذا القائد من سجايا إن ذكرناها روت البيداء وملأت السماء بالنور والضياء».

أما في خاتمة هذا الإصدار الثري التي أتت تحت عنوان «مدرسة زايد الأخلاقية»، فقد دوّن الكاتب فيها ما يلي: «الناس مؤمنون بشخصية زايد بأنها المكان الذي بلغت فيه الصحراء مجدها ووجدها، ولو سألت طفلاً من تحب في هذا الكون ؟ فسيقول بتلقائية ودون تردد أحب زايد، هي هكذا تأتي المشاعر منسابة مثل انسياب الماء إلى العشب، ومثل تسلل الشعاع إلى الأماكن الفياضة بالاتساع»..

ومن الجدير بالذكر هو أن كتاب «زايد الشخصية الأخلاقية» هو الثاني عن الراحل الكبير للمؤلف أبوالريش الذي سبق وأصدر قبل عدة أعوام كتاب «زايد الشخصية الاستثنائية»، الذي أدرجته وزارة التربية ضمن مناهج الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية لطلبة الصف الثامن. ويتناول هذا الإصدار الشخصية الكاريزمية للشيخ زايد في مواقفه الصارمة والحازمة من القضايا التي واجهها بإصرار وحكمة، وقد اتضحت في تلك المواقف وتحددت فيها هويته الشخصية وقيمه الأخلاقية وسماته المنفردة التي تميزه عن أي شخصية سياسية عادية، وتجعل منه شخصية استثنائية تتحلى بالشفافية والانسجام.

العنوان: زايد الشخصية الأخلاقية

المؤلف: علي أبو الريش

سنة الإصدار: 2017

الناشر: دار الكتب الوطنية

العدد: 150 صفحة

القطع: المتوسط

Email