خلال محاضرة في مركز جمال بن حويرب للدراسات

فالح حنظل: مؤرخو الإمارات الأوائل ساهموا في حفظ تاريخ المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المؤرخ والباحث في تاريخ الإمارات والخليج العربي الدكتور فالح حنظل، أن مؤرخي الإمارات الأوائل لعبوا دوراً كبيراً في حفظ تاريخ المنطقة، ونقله إلى الأجيال المقبلة، ما يفند النظرية القائلة، إن تاريخ منطقة الخليج لا يتوافر سوى في الأرشيف الإنجليزي، وأكد أن المخطوطات التي تركها لنا المؤرخون الأوائل من أبناء الإمارات، ساهمت في إلقاء الضوء على أهم الأحداث والوقائع التي شهدتها المنطقة، جاء ذلك خلال محاضرة تحت عنوان «مؤرخو الإمارات الأوائل وآثارهم»، ألقت الضوء على حقبة مهمة من تاريخ الإمارات، نظمها مركز جمال بن حويرب للدراسات، حيث تتواصل المحاضرات التي تجد صداها لدى جمهور متذوق للتاريخ والمعلومات والأفكار الخلاقة التي قدمها مختصون في حقول الفكر والثقافة والتاريخ والعلوم وعموم المعرفة.

والتي يحرص على حضورها نخبة من المثقفين والأدباء والمهتمين والإعلاميين والشخصيات العامة.

قدم المحاضر الباحث والأديب، الأستاذ بلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي قائلاً: «لا أشك أن البعض يقول إنه لا يوجد من أبناء الإمارات من يقوم بالتدوين. وهذا صحيح، لأن أهلنا وأجدادنا لم يكونوا على علم ودراية بهذا النوع من العلوم».

وأضاف: «يطيب لي أن أقدم لكم غواصاً ماهراً في أعماق التاريخ، شخصية من أبناء المنطقة، كان يعمل في مجال شركات الحفر في الأعماق، فإذا به يخرج منها ليغوص في أعماق تاريخ المنطقة، ويوثق لنا الكثير من وقائعها وأحداثها، من خلال ما وقع بين يديه من مخطوطات تركها لنا المؤرخون الأوائل من أبناء الإمارات، فمحاضرنا بذل جهداً كبيراً في جمع ما كتبه أبناء الإمارات، وفاجأ الجميع بكتابه «المفصل في تاريخ الإمارات»، ثم أتحفنا بـ«الأمثال الشعبية في الإمارات»، وجمع دواوين أبناء الإمارات في الشعر الشعبي. ثم راح يقلب صفحات التاريخ التي كتبها مؤرخ الإمارات عبدالله بن صالح المطوع وأعدها للطباعة، وتصدى لديوان الشاعر حميد بن سلطان الشامسي، وأصدره بطبعة، حجبت لاحقاً».

وأضاف البدور: «أما أهم عمل للمحاضر في نظري فقد كان البحث عن مخطوطة كنا نسأل عنها دائماً، للمؤرخ يوسف بن محمد الشريف، فقد حققها الدكتور حنظل وأتحفنا بما نقلته من وقائع تاريخية، وأخيراً وليس آخراً، بحث محاضرنا في الأرشيف الوطني عن الرسائل المتبادلة، فكانت «رسائل السركال» و«رسائل المجلس». إضافة إلى مجموعة كبيرة من الأعمال التي تتناول تاريخ الإمارات».

تاريخ

بدأ الدكتور فالح حنظل حديثه قائلاً: يشكل موضوع المخطوطات القديمة في الإمارات مجالاً واسعاً يجب الاهتمام به في المرحلة الحاضرة، لأنه أحد الطرق المؤدية لمعرفة أخبار الأولين وتاريخهم، وما ورثناه منهم وعنهم. لكن مما يحز في النفس أن الكثير من أبناء الإمارات، وبسبب النقلة السريعة من القديم إلى الحديث في المجتمع، حسبوا أن مخطوطات الأولين لا أهمية لها، لكن حجب فترة تاريخية من حياة الأجداد يترك أبناء الجيل الجديد في حيرة من أمرهم، ويجعلهم عرضة لتقبل وتصديق الروايات المشوشة، أو المبالغ فيها، بل وحتى غير الحقيقية.

وأضاف حنظل: «عندما كتبت موضوع (مخطوطات الأولين من أهل الإمارات)، وكان ذلك في العام 2007 م، لم أكن يومذاك حصلت على مخطوطة (الحوليات في تاريخ الإمارات)، لمؤلفها المرحوم يوسف بن محمد الشريف، من أهالي رأس الخيمة، والمتوفى عام 1917».

كما تحدث د. حنظل، عن المرحوم محمد سعيد غباش، من إمارة رأس الخيمة (1899- 1968 م) الذي ترك لنا مخطوطتين، الأولى بعنوان (الفوائد في تاريخ الإمارات والأوابد)، كتبها في العام 1967م، أي قبل سنة من وفاته. والثانية تبحث في علوم البروج الشمسية، وما يقابلها من الشهور الرومية والقبطية والفارسية.

مخطوطات

تحدث د. فالح حنظل عن مخطوطة «الجواهر واللآلئ في تاريخ عمان الشمالي» للمرحوم الشيخ عبدالله بن صالح المطوع، من أهالي إمارة الشارقة، وولد في العام 1890، و«شرح نونية مفاخر القواسم»، وهي مخطوطة كتبها المرحوم عبدالله بن صالح المطوع، أدرج فيها قصيدة «نونية مفاخر القواسم»، لمؤلفها المرحوم إبراهيم محمد المدفع، كما تطرق المحاضر إلى ذكر مخطوطات كتبها عدد من الأعلام أمثال المرحوم الشيخ حميد بن سلطان بن حميد الشامسي، والذي كتب مخطوطة «نقل الأخبار في وفيات المشايخ وحوادث هذه الديار»، وهو من إمارة أم القيوين، وتوفي عام 1980، عن عمر تجاوز الثمانين عاماً، إضافة إلى مخطوطة «خطرات واختيارات»، ومخطوطة «نيل الرتب في جوامع الأدب».

Email