«راعي الشلات» يربط الشباب بالزّاهي من فنون التراث

مجموعة كبيرة من الشباب استقطبها البرنامج | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع الاقتراب من خط النهاية، تحتدم المنافسة بين المشاركين في برنامج راعي الشلات، الذي استطاع أن يعانق محبة الشباب.

وأن يتربع على عرش قلوب الجمهور، بعد تمكنه من إعادة الألق لفنون الشلات التراثية، تلك التي سكن بعضها في غياهب صدور «الشياب»، ممن حفظوا الشلات في قلوبهم اتقاءً لضياعها في زحمة الأيام، ليشكل البرنامج فرصة لاكتشاف المواهب الفنية الشابة في فنون الونة والتغرودة والردحة والطارق والعازي، ويواصل ربطهم بالزّاهي من التراث.

محكمو البرنامج الذي يعرض على قناة سما دبي، وإذاعة دبي، التابعتين لمؤسسة دبي للإعلام، اعتبروا في حديثهم مع «البيان» أن البرنامج استطاع أن يحقق النجاح في فترة قصيرة جداً، وأن يخطف الأنظار إليه، مؤكدين أن «راعي الشلات» استطاع إحياء التراث.

وأن يعرف بفنون الإمارات القديمة، وأن يعيد الألق للشلات التي طالما أوصى بها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤكدين ضرورة التمسك بكل شيء يتعلق بالتراث.

وقالوا: «طالما أوصانا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بالتراث، وبأهمية المحافظة عليه، بغض النظر عن اختلاف فنونه وتقسيماتها، وهذا يعكس مدى الحب الذي كان يحمله، الشيخ زايد، رحمه الله، للتراث وإيمانه بأن من لا ماضي له، لا حاضر ولا مستقبل له».

تطوير

وأشار الشاعر محمد المنهالي، إلى أن الإقبال على البرنامج يعكس مدى شغف الشباب بتعلم فنون الشلات، سواء كانت ردحة أو رزفة، أو عيالة، أو غير ذلك. وقال: «الشباب ما زالوا بحاجة إلى تدريب سواء من ناحية الصوت والتحكم بطبقاته، أو الألحان واختلافها، وأشعر بأن أداءهم في كل حلقة، يكون أفضل من السابق، وهذا يعكس مدى شغفهم وحبهم للتراث المحلي».

وأضاف: «الشباب تربوا على الأغاني والألحان الموسيقية المختلفة، ولكن فنون الشلات مختلفة تماماً، فهي قديمة وتوارثناها أباً عن جد، ولذلك أعتقد أن أهمية البرنامج تكمن في قدرته على إحياء هذا الموروث»، مبيناً أن «البرنامج يعمل على تطوير مهارات الشباب ومواهبهم، ويحسن من أدائهم في الشلات»، داعياً إياهم إلى ضرورة التمسك بها وحفظها، حتى لا تكون عرضة للاندثار.

«فكرة ناجحة بكل المقاييس، وتكفينا شهادة الشيوخ بالبرنامج»، بهذا التعبير، آثر الشاعر هادف الدرعي، البدء بحديثه مع «البيان»، حيث أكد أن أصداء البرنامج وصلت إلى كافة الخليج.

والمنطقة العربية. وقال: يكفينا فخراً أن البرنامج قد حصد إشادة الكثير من الشيوخ وكبار الشخصيات في الدولة، إلى جانب أنه وصل إلى كافة مناطق الخليج والعراق، وأماكن أخرى لم نكن نتوقع أن تصلها أصداء البرنامج، وهو ما أثلج صدورنا. وبين الدرعي أن البرنامج ساهم كثيراً في إحياء التراث.

وقال: «البرنامج يقدم العديد من الشلات القديمة، بعضها لا يوجد إلا في صدور كبار السن، وهنا تكمن أهمية «راعي الشلات» في أنه يعمل على استعادة هذه الشلات، وتقديمها إلى الجمهور مرة أخرى، بقالب جديد».

وأضاف: «البرنامج جدد الموروث الشعبي وأعاد الحياة إلى بعض الفنون التراثية، وهو ما يتناغم مع توجيهات القيادة الرشيدة في الدولة، التي دأبت دائماً على دعوتنا إلى المحافظة على التراث وحمايته».

تواصل

المتابع لحلقات البرنامج، يكتشف أن الشباب ما زالوا على تواصل تام مع الماضي، وعن ذلك قال الشاعر هادف الدرعي: «الشباب لم ينقطعوا عن الشلات، يعرفون بعضها، ولكن بعضهم لا يمتلك الاطلاع الكافي عليها، ولا يعرفون أنواعها وألحانها، ولا يمكنهم التفريق بين لون وآخر، وهو ما نحاول في هذا البرنامج أن نقدمه لهم، بحيث يكون لدى الشباب المعرفة الكاملة بهذه الشلات وأنواعها».

وأشار الدرعي إلى أن «راعي الشلات» فاق التوقعات. وقال: «تلقينا الكثير من التهاني والتبريكات من زملاء لنا في الدول الأخرى، على هذا البرنامج، الذي أعاد للأهازيج والشلات الشعبية ألقها».

Email