أطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية وبالتنسيق مع مكتب رئاسة مجلس الوزراء مبادرة ساعة قراءة على مستوى الحكومة الاتحادية. وتقوم فكرة المبادرة على تخصيص ساعة لجميع موظفي الحكومة الاتحادية للقراءة، وذلك صباح اليوم الساعة 11:00 صباحاً.

وأوضحت الهيئة أن مبادرة «ساعة قراءة» تأتي في إطار احتفاء الدولة بشهر القراءة خلال شهر مارس وترسيخاً لأهمية القراءة الإثرائية في بيئة العمل، حيث يتم إشراك جميع موظفي الحكومة الاتحادية خلال هذا الشهر وتشجيعهم على القراءة وتبادل المعرفة التخصصية والعامة.

مبادرات فريدة من نوعها تنتصر للثقافة، وتنحاز للإنسان، لتهديه باقات علم ومعرفة، وتكمل طريقها واحدةً تلو أخرى للارتقاء به وبفكره. هذا ما يحدث في الإمارات، وتحديداً في شهر القراءة، الذي تتنافس فيه الفعاليات والمبادرات بهدف ترسيخ القراءة عادةً حضارية، وتحويلها إلى أسلوب حياة، وها هي «ساعة القراءة» تتهادى اليوم بأناقة وخيلاء، لتكمل دورها في طريق البناء ومصافحة المستقبل.

إثراء

هي ساعة تفوق في قيمتها مئات الساعات، بطلها الكتاب، وجمهورها موظفو الجهات الحكومية والاتحادية، الذين يجتمعون اليوم في حضرة المعرفة، ليُحلقوا في عوالم الفكر، وينهلوا من بين دفتيْ الكتب ما يثري عقولهم، ويضيف إلى ذواتهم قيمة إضافية كبيرة.

«البيان» تواصلت مع بعض المسؤولين والكُتاب والأدباء ليؤكدوا أن الدولة تبهر العالم بمبادراتها الثقافية غير المسبوقة وأنها أعادت الاعتبار للقيمة الرفيعة للكتاب والثقافة، لافتين إلى أن «ساعة القراءة» فعالية مميزة، تعزز حضور الكتاب، وتعمق أهمية القراءة في نفوس الجميع، وتجعل من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية شريكاً في التوعية ونشر المعرفة.

أكد سعيد النابودة، المدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، أن اهتمام قيادة دولة الإمارات بالقراءة، وإطلاقها للعديد من المبادرات النوعية في هذا الشأن، تُوّجت بالقانون الوطني للقراءة، ما أسهم في رسم مسارات جديدة، عملت على إعادة الاعتبار للكتاب كونه منتَجاً فعالاً صاحب فضل في إثراء حضارة أي دولة، وتشكيل وعي أفرادها، عن «فعالية ساعة القراءة» قال: في عام زايد، تواكب مثل هذه الفعاليات ما أسسه زايد، وما غرسه من بذور نحصد ثمارها اليانعة اليوم، إذ وضع التعليم والمعرفة والثقافة والاطلاع ضمن الأجندة الوطنية منذ بدايات تأسيس الدولة، وهو ما أدى للاهتمام بأدوات الثقافة ووسائلها من انتشار المكتبات، ونمو لافت في مجالات الترجمة، وازدهار صناعة النشر، ووصولها لمرحلة التنافسية على المستوى العالمي.

وأشار النابودة إلى أن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، متمثلة في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كتحدي القراءة العربي، وإنشاء مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، وغيرها، أثمرت عن وعي مجتمعي فكري ومعرفي، مؤكداً أن «ساعة القراءة» جاءت تتويجاً لتوجهات القيادة في هذا المجال، وقال: في هيئة دبي للثقافة والفنون نسخر طاقاتنا كافة لإنجاح كل فعاليات ومبادرات الدولة الثقافية، من خلال مكتباتنا العامة، وحرصنا على تعزيز القراءة فعلاً مستداماً، وسنختزل قراءتنا في «ساعة القراءة» في الكتب التي تحكي مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الشخصية الاستثنائية التي تركت بصمة خالدة في قلوبنا.

استدامة

وأشادت الكاتبة صالحة عبيد بكل مبادرة تستهدف الإنسان وبناء العقول، لافتةً إلى أن «ساعة القراءة» إحدى المبادرات المحفزة على فعل القراءة، وقالت: القراءة عملية مستدامة، وفعل لا يرتبط بيوم أو تاريخ أو ساعة محددة، ولكن «ساعة القراءة» تعد محفزاً كبيراً بالقيمة المعنوية التي تحتويها، فتخصيص الجهات المختلفة ساعة يجتمع فيها الموظفون في حضرة الكتاب، هو أمر ملهم، وأتمنى أن يتم استنساخ هذه الساعة، بحيث تصبح عادةً أسبوعية أو شهرية، حسب استطاعة الجهة أو المؤسسة.

وتابعت صالحة عبيد: «ساعة القراءة» تجمع الموظفين معاً في مكان واحد وتربطهم بفعل القراءة، لتصبح القراءة بذلك جزءاً من أسلوب الحياة اليومي.

متميزة

وبين الأديب عبد الرضا السجواني، أن المبادرات التي تطرحها الدولة، تهدف إلى ترسيخ قيمة القراءة في نفوس الأجيال الجديدة، لافتاً إلى أن «ساعة القراءة» مبادرة مميزة وفريدة من نوعها، وقال: حين يجتمع الموظفون في مكان واحد، ويقرؤون الكتب ويتنافسون على المعرفة، فهذا يجعل المؤسسات والجهات المختلفة شريكة في دعم الثقافة والمعرفة، ويساهم في جعل القراءة أسلوب حياة. وتابع السجواني: تحفز مثل هذه المبادرات على الاستزادة من العلم والثقافة، وتنمي الفكر والعقل، وتعيد للكتاب قيمته التي يستحقها في وقت فرضت فيه التقنيات الحديثة نفسها، وجذبت الكبير والصغير نحوها، بكل ما لها من سلبيات.