أوركسترا أطباء العالم تعالج الجروح بالموسيقى

عازفة الكمان البولندية كلاوديا أولبورسكا في عزف مشترك مع الفرقة | تصوير - زافيير ويلسون

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الموسيقى تمنح الكون روحاً، والعقل أجنحة، والمخيلة قدرة على التحليق، والحياة كل شيء»، هكذا وصف الفيلسوف أفلاطون، قديماً تأثير الموسيقى على الناس، تلك التي اتخذ منها نحو 100 طبيب من حول العالم، طريقة أخرى لعلاج الجروح، والارتقاء بالروح، عندما قرروا جميعاً تشكيل أوركسترا أطباء العالم، تحت قيادة الموسيقار ستيفان ويليش، حيث حط 40 منهم رحالهم جميعاً، أول من أمس، على خشبة دبي أوبرا، ليشاركوا في احتفالات حلول الذكرى الخامسة لتأسيس مؤسسة الجليلة.

في الاحتفالية، التي التقى فيها عشاق الموسيقى الكلاسيكية، كان الأطباء قد تجاوزوا أجندتهم العامرة بالمواعيد، حيث استبدلوا فيها الرداء الأبيض، ببدلات سوداء اللون، بينما سماعاتهم الطبية تحولت إلى كمان، وفلوت والتشيلو، ومزمار وغيرها من الآلات الموسيقية، وفي الوقت نفسه، تحولت أوراق وصفاتهم الطبية، إلى نوتات موسيقية تحمل بين سطورها، جزءاً من كونشيرتو الكمان للموسيقار العالمي فيلكس مندلسون، وبعضاً من حركات السيمفونية الخامسة للموسيقار بيتهوفن، تلك التي عزفها الأطباء بأرواحهم قبل أصابعهم، في محاولة منهم لمداواة جروح الأطفال والكبار على حد سواء، ليعيدوا بذلك إلى الذاكرة، ذلك اليوم الذي حل فيه الموسيقار الصامت ستيف بارينت، ضيفاً على أحد فنادق دبي، حيث قدم حفلاً موسيقياً خيرياً، كان الجمهور فيه هم العازفون والمستمعون في الوقت نفسه.

حسب الإفادات التاريخية، فإن تأسيس الأوركسترا تم قبل 11 عاماً، لتكون جامعة بين متعة الموسيقى الساحرة، والمسؤولية الطبية، في حين تتألف الأوركسترا من نحو 100 طبيب، ممن اعتادوا على مد يد العون، وامتازوا بأيديهم البيضاء، حيث يقيمون سنوياً ما بين حفلين إلى ثلاث، يعود ريعها إلى دعم مشاريع الإغاثة الطبية.

وبحسب الموسيقار ستيفان ويليش، فكافة موسيقيي الأوركسترا، الذين يعتلون المسرح هم من المتطوعين الأطباء، الذين اقتطعوا أسبوعاً من جداول أعمالهم الحافلة، وتكفلوا بتغطية نفقات سفرهم من أجل المشاركة في الحفل الذي يعود ريعه للأعمال الخيرية، مبيناً أن العديد منهم قطعوا الآلاف الأميال للوصول إلى دبي، والمشاركة في حفل مؤسسة الجليلة.

الحفل، لم يكن يمضي من دون إطلالة عازفة الكمان البولندية، كلاوديا أولبورسكا شيمانسكا، 23 عاماً، المقيمة في دبي، وهي القائدة المساعدة لأوركسترا الحجرة في دبي، حيث قدمت كلاوديا عزفاً منفرداً على الكمان، وحلقت على إيقاعاته في فضاء الأوبرا، كما قدمت أيضاً عزفاً آخر مع الأوركسترا، نالت عنه وروداً من الجمهور وتصفيقاً حاراً.

«طاقات إيجابية» هو عنوان المقطوعة الأولى التي افتتحت بها الأوركسترا الحفل، ليحضر من بعدها بيتهوفن، الذي أطل من خلال أسطوانته الذهبية التي تحمل الحركة الأولى، من السيمفونية الخامسة، تلك التي حلقت في أواخر السبعينيات في الفضاء، حينما صاحبت رواد المسبار «فوياغر 1» و«فوياغر 2»، الذي ذهب في رحلة لاكتشاف الكون وما فيه من جماليات.

Email