الملتقى الفكري لأيام الشارقة المسرحية يناقش النقد والترجمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقش الملتقى الفكري، المصاحب لأيام الشارقة المسرحية في دورتها 28، التي انطلقت أول من أمس، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مجموعةً من الأسئلة عن واقع ترجمة الدراسات والأبحاث النقدية في المكتبة العربية.

واستهلت وقائع الملتقى بجلسة أولى، أدارها الناقد الأردني عدنان المشاقبة، وجاءت تحت محور «النقد المسرحي العربي والترجمة: مداخل ثقافية وفكرية»، أولى مداخلاتها قدمها الناقد السوري أنور محمد، الذي عاد إلى بدايات الحركة المسرحية العربية.

مشيراً إلى أنها ربما لم تكن لتقوم لولا الترجمة التي قام بها المترجمون، وأضاف «كان» هناك ضعف في حركة الترجمة في المسرح، حيث لم يكن المجتمع مستعداً للإصغاء لصوت الآخر؛ وهذا ما أكد عليه الناقد المغربي حسن بحراوي، في مداخلته، آخذاً على مجتمع المترجمين العرب القدامى، تجنبهم المسرح والذي كان مبرراً بسبب ضآلة حجم المادة المترجمة حول الفن المسرحي، في ذلك الحين.

وأكد بحراوي، أن الترجمة لعبت دوراً مركزياً في تطوير آليات الخطاب النقدي المسرحي العربي، وفي تجويد المتن الدرامي العربي نفسه، عبر «مدّه بمقومات المنهج الإجرائي والتحليل النظري من جهة، وتمكينه من النماذج الإبداعية القابلة للاحتذاء من جهة أخرى»، وذكر الكثير من الفوائد من خلال الترجمة والتي رفدت بها ذاكرة النقد المسرحي العربي، مثل «تلك المفاهيم النظرية والمصطلحات والتعبيرات العائدة بالأخص إلى المجال الفرنسي».

كما قدم طرحاً يتضمن تاريخ ونظرية وممارسة فنون الخشبة، وعمل على تحديد وشرح المبادئ الأساسية للتحليل النصي والمشهدي من خلال أمثلة مستقاة من المسرح الكلاسيكي، والإخراجات المعاصرة، آخذاً بعين الاعتبار التجارب البين ثقافية، مما يجعله معجماً موسوعياً تتلمذ عليه عدد كبير من الباحثين والمسرحيين، بمن فيهم العرب.

نقد

ومن جانبه، استهل الناقد المغربي سعيد يقطين مداخلته، قائلاً إن «كل ثقافتنا العربية هي وليدة علاقتنا بأوروبا»، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن النقد المسرحي العربي من دون ربطه بالفكر الأدبي العربي الحديث والمعاصر.

إن طرح أسئلة المنهج، وصور التفاعل التي تتم من خلال الترجمة، بحسب يقطين، والوقوف على المنجزات والإكراهات والمعوقات، كفيل بتطوير تجربتنا النقدية الأدبية عموماً، والمسرحية خصوصاً، للارتقاء بالنظرية والممارسة إلى معانقة القضايا الكبرى، التي يمكن أن يضطلع بها المسرح في الحياة اليومية العربية.

هذا وتحدث في الجلسة الثانية من الملتقى، التي جاءت تحت عنوان (أي أثر للترجمة في تطور حركة النقد المسرحي العربي) كلٌ من الناقد أحمد بلخيري من المغرب، وتطرق إلى الإشكاليات التي رافقت ترجمة مصطلحات النقد المسرحي، وإسماعيل بن صفية الذي استعرض جملة من الجهود النقدية المسرحية العربية.

Email