عالم جليل رحل مخلفاً نتاجات فكرية نوعية

حسن الحفناوي.. مسيرة حافلة بالعطاء العلمي والأدبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عطاء حافل ودماثة خلق مقرونة بغزارة العلم ورحابة الفكر، ميزا وعنونا مسيرة حياة العالم الجليل حسن محمد الحفناوي، المستشار القضائي في وزارة شؤون الرئاسة، الذي وافاه الأجل يوم الأحد الماضي في أبوظبي، ووري الثري بمقبرة بني ياس الاثنين الماضي، حيث عُرف الفقيد الراحل من خلال تقديمه العديد من البرامج الدينية عبر قناة أبوظبي منذ الثمانينيات من القرن الماضي، خاصة في شهر رمضان الفضيل، كما اشتهر بسعة علمه ومعرفته العلمية والأدبية وفي الشعر العربي القديم، وهو من الرعيل الأول الذي رافق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد واكب مرحلة تأسيس الاتحاد من خلال عمله مستشاراً للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

والفقيد الجليل حسن محمد الحفناوي، من مواليد محافظة المنيا - مركز بني مزار في صعيد مصر، وقدِم إلى الإمارات في السبعينيات من القرن الفائت، وعمل بداية قاضياً في وزارة العدل، ثم استقال من عمله بسبب مواقف وأحداث محددة، وعندما علم الشيخ زايد، طيب الله ثراه، رفض سفره إلى مصر وأمر بتعيينه مستشاراً قضائياً في ديوان الرئاسة.

وخلال رحلته الطويلة، قدم المستشار الحفناوي مساهمات جليلة وكتابات قيمة في الشريعة والأدب والأسرة والمجتمع، ومؤخراً، كان، رحمه الله، يقوم بجمع قصائد الشيخ زايد غاية إصدارها في ديوان شعري.

كما عرف المستشار الحفناوي بثقافته واعتزازه باللغة العربية ولديه العديد من خطب الجمعة والبرامج التليفزيونية، خاصة على تلفزيون أبوظبي، ذلك منذ الثمانينيات من القرن الـ20، وإلى وقت قريب، وحققت جميعها نسب مشاهدة مرتفعة.

وكان، رحمه الله، دائم الحديث عن ثراء اللغة العربية والثقافة الإسلامية بالقيم الإنسانية السامية، والإشارة إلى أن هناك ترابطاً شديداً بين اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، وبين رسالة الإسلام السمحة التي تدعو إلى التعايش السلمي والتسامح مع الآخر.

«هذا هو خليفة بن زايد»

ومن أبرز إصدارات المستشار الحفناوي، كتاب «هذا هو خليفة بن زايد ـ خير خلف لخير سلف».

إضافة إلى كتاب «الأسر المسلمة وتحديات العصر» الذي نشره المجمع الثقافي في عام 2001 في 300 صفحة، الذي يتناول قضايا وشؤون الأسرة المسلمة وقواعد الإسلام في إنشائها واستقرارها، كما يتناول هموم هذه الأسرة النابعة من تحديات العصر الذي نعيشه وما يرد إلينا من مجتمعات غريبة عنا لا تدين بما ندين ولا تتقيد بما تتقيد به الأسرة الإسلامية.

كما يتناول ما يوجهه أعداء الإسلام من سهام الانتقاد للأسرة المسلمة ويفندها ويبين جلية الأمر فيها مع الاستشهاد بعيون الكتب ووثيق المراجع.

ولديه أيضاً، كتاب «المقامات الحفناوية»، الذي صدر عن دار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة «دائرة أبوظبي للثقافة والسياحة حالياً»، وهو عبارة عن أشعار وتفسير وتراجم، ويقع في 300 صفحة من القطع المتوسط، متضمناً مقدمة وقسماً تمهيدياً في 8 أبواب، كلها تتطرق إلى تعريف «المقامة»، إلى جانب المقامات الحفناوية، وهي 30 مقامة وخاتمة.

وقد ضمت هذه المقامات بعض الأمثال العربية، وازدانت ببعض الآيات والأحاديث، إضافة إلى ألوان من الجناس الكامل والناقص وتوريات وكنايات وتشبيهات، وهذا مما يبين مقدرة الكاتب اللغوية والشعرية.

كما ألف، رحمه الله، كتاب «التبراة»، إلى جانب العديد من المحاضرات والندوات وخطب الجمعة والأحاديث التليفزيونية، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.

Email