«فانتوم ثريد» معزوفة دانييل داي لويس الأخيرة للسينما

ت + ت - الحجم الطبيعي

مزيج من النشوة والحزن اليائس، ذاك هو الشعور الذي خلفه حضور داي لويس في ذروة أعماله وآخرها. وقد اختار لنقطة النهاية في مسيرته عنوان «فانتوم ثريد»، قدم فيلماً محمّلاً بمتعة اللذة الخاصة، بكل ما فيه من غرابة وحماسة ومسحات عبثية مرسومة بفيض من الأناقة والإتقان. أما إبداعات وودكوك في عالم الخياطة فتنتمي إلى سريالية منحلّة تشبه أطباق الطعام على مائدة رومانية. فهل يمكن بالفعل أن يشكل الفيلم مساحة الأداء الأخير للويس؟ إن كان قد أكد ذلك بنفسه، فلا بدّ أن نعتبر أنه قال الوداع فعلاً.

أداء

يطالعنا لويس في «فانتوم ثريد» أداءً مفرطاً يطفح بالكاريزما، النوع الوحيد الذي يتقنه تماماً. ويقدم شخصية مصمم الأزياء الإنكليزي اللامع لمرحلة ما بعد الحرب، بشخصيته المشاكسة العابسة شديدة الحساسية والمستحيلة. ويمنح السينما قطعة المعزوفة الأخيرة بفيلم من كتابة وإخراج بول أندرسن.

إنه رينولدس جيريمياه وودكوك، الخياط الشهير لطبقة سيدات المجتمع الراقي في بريطانيا. ويؤدي بفعل ضغوطات ماركة «نيولوك» وتأثيرات دار «شانيل» استعراضاً غاضباً حول موضوع كلمة الأناقة المبهرجة.

يمتلك وودكوك رشاقة الراقص، وبغضاء الفنان، وعدم مبالاة طبقة النبلاء. ويعتبر رجلاً عصبي المزاج يتحلى بنبرة صوت غريبة ولبقة في أسلوب مكتسب ربما يشير إلى بدايات أكثر تواضعاً مما يود وودكوك أن يعترف.

ويرسم «فانتوم ثريد» صورةً بانورامية أصلية عن عالم الموضة والأزياء في لندن في الخمسينيات، حيث يحمل داي لويس الإبرة بإتقان برؤوس أصابع جافة ومشققة، مغطاة بنقاط من دماء سببتها ثقوب رأس الإبرة.

Email