ريا شارما مهندسة تتفرغ للرسم بعد اكتشاف موهبتها

«أنغام التأمّل» لوحات في عوالم صوفية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس للموهبة زمن أو مرحلة أو عمر لاكتشافها، ودليل ذلك تجربة الفنانة الهندية ريا شارما، المهندسة المدنية المقيمة في دبي والتي تعكس أعمال معرضها الفردي الأول «أنغام في التأمل»، موهبتها وتمكنها من أدواتها والمهارات التي توجتها بالوصول إلى خصوصية أسلوبها التكعيبي في زمن قياسي نسبياً، بعد اكتشافها لقدراتها الكامنة وشغفها بالفن قبل سبع سنوات فقط وعن طريق الصدفة، لتترك عملها وتتفرغ لصقل تجربتها.

تبدأ الرحلة الأولى مع ريا، عبر جولة في المعرض المقام بغاليري «زد» في فندق «فور بونتس شيراتون» بشارع الشيخ زايد في دبي، والتي يدرك الزائر من خلالها خصوصية أسلوبها الفني. ويتجلى هذا الأسلوب عبر تعاملها مع الفن التكعيبي من منظور جمعت فيه بين الهندسة والحركة والإنسانية. لتفكك عناصر مواضيع لوحاتها بفكرها الهندسي إلى كتل أو وحدات هندسية، تعيد بناء تكويناتها وفق رؤية فنية عكست هويتها.

تأملات وديناميكية

والشيّق في أعمال معرضها، أنها جمعت بأسلوبها بين ثلاثة عناصر مختلفة العامل المشترك بينها تأملات الإنسان وديناميكية الحركة، والتي ترجمتها عبر دراويش الصوفية، وأسطورة «ميرا» الهندية الذي نذرت نفسها للموسيقى، وراقصات الباليه.

يستغرق الزائر بداية، في أجواء جماليات بيئة التراث والفولكلور الهندي، برؤية الفنانة ودفء ألوانها الشرقية، وجماليات معالجتها لعناصر اللوحة كالساري والخمار وزينتها، لتطغى الألوان الشفيفة الأثيرية تارة، وتارة أخرى ديناميكية أنغام الرقص في إيقاع الحركة. ينتقل بعدها إلى تكعيبيات راقصة الباليه التي تهيمن بأبعاد امتشاقها وانسيابية حركتها على فراغ خلفية اللوحة وإحساس المتلقي، بإيقاع أنغام مساحات وترية انسيابية، تكسر ثبات نهايات ثلاثية الأبعاد.

وجدانيات الأسطورة

ويحلق الزائر في عوالم وجدانيات الأسطورة، أمام لوحة لعازفة آلة وترية تفصل بجلستها التأملية المتزنة بين عالمين، بارد بصفرته وانفتاح مداه، وحار بحمرة جمود كتله، لتشكل فاصلاً بشفافية حضورها الذي تكسر الفنانة حيادية لونه، بتراكب وحدات كينونتها المتماسكة والثابتة برشاقة إيقاع خطوطها الهندسية من جديلة شعرها إلى ساريها وملامح وجهها.

طفلتي والرسم

وتحكي ريا في لقائها مع «البيان» عن تجربتها قائلة: «لم أتخيل يوماً أني سأصبح فنانة أو حتى رسامة، حيث كرست كل طاقتي وجهدي وقدراتي بين عملي كمهندسة وزوجة وأم. وتشاء الصدفة قبل سبع سنوات أن تطلب مني طفلتي في العمر نفسه أن تأخذ دروساً في الرسم مع أصدقائها. وبدأت تتلقى وصديقاتها الدروس في بيتنا. في البداية شاركت ابنتي في الرسم أوقات الفراغ، لأمضي لاحقاً أوقات فراغي جميعها في الرسم بمتعة وشغف».

Email