سرد حكايته مع عبقرية مصطفى العقاد ويعد وثائقياً عن عمله خلف الكواليس

مالك العقاد: والدي كان صبوراً وتقبّل مقترحاتي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يكشف اللقاء مع المنتج والمخرج مالك العقاد ابن أيقونة الإخراج في عالم السينما مصطفى العقاد، الكثير من الجوانب الإنسانية والفنية من العلاقة بين الأب والابن وسيره على خطى أبيه.

ويقول العقاد لـ«البيان» عن دوافع تنقيح النسخة الجديدة من فيلم الرسالة: يعتبر هذا الفيلم من كلاسيكيات السينما العالمية الملحمية، وكان لا بد من الحفاظ على نسخة النيجاتيف بعد مضي 40 عاماً. وعليه حرصنا على نسخه بالكمبيوتر كادراً كادراً وتطلبت معالجته زمناً طويلاً يقارب من عام ونصف العام،.

وهذا يشمل النسخة الانجليزية التي مدتها ثلاث ساعات والعربية التي مدتها ثلاث ساعات و20 دقيقة. كما حرصت على تحديث تقنيات الصوت التي تتماشى مع الأجهزة الصوتية لدور السينما.

وينتقل مالك العقاد إلى الحديث حوله سيره على خطى والده في صناعة السينما يقول: ذهبت عندما كان عمري 10 سنوات خلال العطلة الصيفية برفقة أخي وأختي لزيارة والدي في موقع تصوير فيلم «عمر المختار» في ليبيا، لمدة أسبوع. ولم يصدق أخواي انتهاء الأسبوع للعودة بعكسي حيث أصررت على البقاء ومتابعة مراحل تصوير الفيلم لمدة شهرين بحماس وشغف كبيرين.

الأب والابن

ويحكي عن علاقته بوالده خلال تلك المرحلة:»كان والدي خلال هذين الشهرين صبوراً جداً معي على الرغم من حجم مسؤولياته كمايسترو في موقع التصوير الذي يضم فريقاً ضخماً من الممثلين والفنيين. لم أجده يوماً يفقد صبره معي وكان يجيب عن كافة أسئلتي، ويصغي باحترام لمقترحاتي الساذجة حتى في أصعب أوقات عمله.

واليوم أقدر أكثر من أي وقت مضى، كم كان حليماً معي، خاصة بعد عملي كمنتج. فلو كان لدي ابن بالعمر والأسلوب نفسه لكنت أرسلته بعيداً حتى إنجازي للعمل. يضحك العقاد للحظات خلال استعادته بعض الذكريات ويقول:

«حينما اخترت صناعة الأفلام كان والدي أول من وقف في وجهي وطلب مني أن اختيار مهنة حقيقية. لكني أدركت بعد مضي زمن أنه كان يرغب في التأكد من مدى شغفي بهذا الفن الذي لا يستمر فيه سوى العاشق لهذا الفن. ومن حينها وأنا أخرج أو أنتج أفلاماً طويلة أو قصيرة».

نتاج حالي

ويستعرض نشاطه في الزمن الحاضر قائلاً: النسبة الأكبر من عملي في المرحلة الحالية، الإنتاج. وإن كنت أفضل تركيزي على الإخراج لكن متطلبات الحياة تفرض علينا بين الحين والآخر الالتزام. وكان والدي الذي لا يوجد كعبقريته إلا واحد بالمليون، محظوظاً حيث أوصلته نجاحاته إلى المرحلة التي يقول فيها «لا» متى شاء، مما أتاح له في فيلم «الرسالة» إنجاز فرجة سينمائية بصرية استثنائية.

أما حول عمله حالياً كمنتج والمعايير التي يعتمدها يقول: «صناعة الأفلام عمل شيّق وممتع لكنه يرتبط في هوليوود ومثيلها بالعائدات المادية والربح، وللأسف فإن كفة الإنتاج تميل لصالح الاستثمار على حساب الإبداع.

وأجد والدي في هذه المعادلة نموذجاً لقدرته على الموازنة بين الطرفين خاصة وأنه تعامل كما الآن، مع منظومة عملاقة من المحامين والمحاسبين والحكومات، بعكس الصنّاع الباقين الذين يدفعهم النجاح باتجاه المزيد من الربح».

ويحكي كمنتج في هوليوود حول معايير اختيار الأفلام: «من الصعب تحديدها، فالاختيار يرتبط بعدة جهات كالاستوديوهات والبحث معهم عن النصوص، وفريق الممثلين والتكلفة، وحتى اليوم لا أملك الإمكانيات لأختار الأفلام بحريتي».

سينما بديلة

يقول العقاد عن رؤيته المستقبلية لنمطية أفلام هوليوود التجارية خاصة في ظل تحولات الجمهور إلى سينما بديلة: «كان الاستوديو في الماضي ينتج فيلماً واحداً في العام، مقارنة بعشرة أفلام ينتجها حالياً. وللأسف أنا جزء من هذه المنظومة، ولحسن الحظ فإن التزامي مع الاستوديوهات كيونيفرسال ينتهي العام المقبل. وإقبال الجمهور وحده من يحكم هوليوود ونوعية ما تقدمه، خاصة في ظل ازدهار السينما البديلة».

تخليد

قال مالك العقاد أعمل على فيلم وثائقي حول صناعة فيلم «الرسالة» ، والتحديات التي واجهها والدي ، والذي تطلب سفري إلى العديد من البلدان لإجراء لقاءات مع من شارك في هذه التجربة، وسيتم عرض الفيلم العام المقبل.

Email