«ذا فويس كيدز».. صغار خطفوا الأنظار بطموحاتهم

تفاعل متميز من لجنة التحكيم مع المتسابقين الصغار من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن تواجه الحرب بأغنية، والمدافع بلحنٍ وموسيقى، ومشاهد الدمار بباقات نغمٍ وسلام، فهذا ما يبعث في نفوسنا أملاً بغدٍ مشرق، وينثر وروداً ورياحين فوق الجراح، وهذا ما تمنحنا إياه المواهب التي يكشف عنها برنامج «ذا فويس كيدز» في كل موسم، ليبهج قلوبنا ويعطر أرواحنا بعطر من البراءة، ويجعلنا نستعيد أنفاسنا مع أصوات صغيرة ذات وقع كبير.

حكايات مؤلمة، أبطالها أطفال صغار عاشوا الحرب وعايشوا قسوتها، فتصدوا لجحيمها بمواهبهم وإصرارهم على تحقيق أحلامهم، منهم من وقف يناجي الشمس ويغني لها وقت الغروب، ومنهم من وضع أذنه على ظهر الجيتار وعزف على أوتاره، في محاولةٍ للتغلب على صوت المدافع، ومنهم من أغمض عينيه، ليبقى الجمال سيد المشهد في ذهنه.

وعبر البرنامج، انطلقت أصواتهم الجميلة التي تفوق سنوات عمرهم بكثير، لتصل إلى قلوب المشاهدين، وتعلمهم معنى الإصرار والثقة بالنفس.

طاقة إيجابية

من سوريا التي عانت مرارة الحرب والدمار، شاركت مواهب متميزة ولافتة، ومن خلال متسابقيها الذين خطفوا قلوب أعضاء لجنة التحكيم والمشاهدين، ظهر الوعي كبيراً بما يدور حولهم، ورغبتهم في تغيير الواقع إلى واقع أفضل، وهو ما تمثل في قصة الطفل طه محسن، الذي ملأ الكون طاقةً إيجابية، وحافظ على ابتسامته، رغم الأنقاض التي أحاطت به من كل جانب، وانهيار مدرسته وصراخ أصدقائه، وخطف والده لمدة 3 أشهر، وإعادته بعد ذلك مقابل فدية.

ولأن سوريا «ولَّادة» مواهب، فقد نجح التوأم عابد وخالد مرعي في أن يلفتا الأنظار ويخطفا القلوب بصوتهما الجميل وغنائهما الطربي المحترف، واختيارهما لأغنيات صعبة، رغم صغر عمرهما، وقد كان والدهما سنداً كبيراً لهما، فيما وصلا له من احتراف في الغناء، إذ آمن بموهبتهما، ولاقا منه كل الدعم والتشجيع حتى وصلا إلى خشبة مسرح «ذا فويس كيدز».

ورغم صغر سنها، إلا أن الطفلة السورية تاج «6 سنوات»، أبدعت غناء «رزق الله ع العربيات»، وحازت على إعجاب كاظم الساهر الذي ضمها إلى فريقه.

عفوية جميلة

وبعيداً عن الحرب، نثرت الأصوات الصغيرة، الفرح والسعادة بالعفوية الجميلة والطاغية، فمع الكلمات التي تخرج من بين شفاههم دون تنسيق وترتيب، والحروف المتكسرة بعض الشيء، وتداخل «السين مع الثاء»، واقتحام «اللام للراء»، وغيرها من تفاصيل صغيرة مبهجة، امتلأت الحلقات بجرعات من الضحك والمرح، وأكدت في الوقت ذاته أن الوطن العربي مملوء على آخره بالمواهب التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، والتعامل معها بجدية وحذر.

ومن مصر، التي لا يغيب عنها مشهد الإبداع أبداً، انطلقت أصوات جميلة، أصحابها أطفال على قدر المسؤولية، واثقون من أنفسهم، تشتعل أعينهم بالطموح والرغبة العارمة في الفوز، تماماً كما أثبتت الطفلة وفاء عماد، التي أبهرت لجنة التحكيم بأدائها في أغنية «الله غالب» للفنانة الراحلة ذكرى، وقدرتها على تقديمها بأفضل صورة، رغم صعوبتها، بالإضافة إلى المتسابقة نورهان عرنسة، التي وقفت كمطربة محترفة على المسرح، وغنت أغنية «هو الحب لعبة» التي لاقت إعجاباً كبيراً.

ومن لبنان غنت الطفلة تاليا برهوش فأبدعت، ومن فلسطين غنت شيماء فتألقت، ومن الأردن، أبهر محمد البندي لجنة التحكيم عزفاً وغناءً، وتهادت بعده الأصوات من مختلف دول الوطن العربي لتُجمع على تفرد الأصوات، واحتضان عالمنا العربي لغيوم تمتلئ على آخرها بأمطار الخير.

لجنة مختصة

ولم يكن ألق هذه الأصوات ليظهر، لولا وجود لجنة تحكيم متميزة، داعمة قلباً وقالباً للموهبة الحقيقية، وتعي أسلوب التعامل الأمثل مع الصغار، وحين نتحدث عن الفنان كاظم الساهر، المبدع الذي سخَّر إمكاناته في خدمة واكتشاف المواهب الصغيرة بعمرها والكبيرة بإبداعها، والفنانة نانسي عجرم، التي تعتبر الأحق بالجلوس على مقعد هذا البرنامج بالذات، إلى جانب الفنان تامر حسني الذي أضاف حضوره الأنيق، الكثير للبرنامج، فلا شك أن هذه المواهب ستأخذ حقها من الاهتمام، وسيتم التعامل معها بشكل مدروس.

Email