استطلاع « البيان » يؤكد امتلاكها جمهوراً مهماً

الأعمال الفنية الحديثة.. نجاحات يعززها العرض في الأماكن العامة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتمد الأعمال الفنية الحديثة على أدوات وتفاصيل متنوعة من الحياة اليومية العصرية، إذ توظف وتعرض في سياق فكري وقالب معرفي جاذب وغرائبي أحيانا، يقدم معه هذا الفن، للجمهور، جرعة معرفية وجمالية عميقة، خصوصا وأنه بات يحصد، يوما بعد آخر، وكما كشف استطلاع متخصص أجرته صحيفة «البيان» أخيراً عبر موقعها الإلكتروني وحسابها في «تويتر»، نجاحات إضافية شرعت الأعمال الفنية الحديثة تزيل معها أي حواجز أو فجوات بينها وبين المتلقي الذي بات قريبا منها ويستسيغ كنهها ويدرك أعماق إبداعاتها.

وأوضح استطلاع «البيان»، أن هذا المساق الفني غدا معروفا تماما بالنسبة لـ 50 % من الجمهور العام، إذ لديهم فكرة كاملة عن الأعمال الفنية الحديثة بما فيها المفاهيمية او الأعمال التركيبية، وهو ما يمثل ويعد من الأمور الإيجابية لتاريخ الفن الحديث في الدولة، ذلك حتى لو كانت هناك مساحة من عدم الفهم الكامل لهذه الأعمال وإدراكها بشكل تام، فوجود مثل هذه النسبة المطلعة عليها والعارفة بها، يؤكد بأن هذه الأعمال استطاعت أن تصل لشريحة كبيرة من أفراد المجتمع..ومن ثم التأثير فيهم.

منتج فكري

وتقوم أنماط هذه الأعمال الفنية الحديثة على المواد الموجودة في الطبيعة، مثل: الخشب أو الأحجار والأشجار، أو من الأشياء المصنعة، كالحديد والورق أو البلاستيك، او حتى من المنتج الفكري البشري والذي هو من التكنولوجيا ليطلق عليه في النهاية الفنان مسمى «عمل فني»، حيث إن المساحة الكبيرة من الاختيارات بالنسبة للفنان الذي يعمل في هذا المجال هي كبيرة وواسعة، مقارنة بالفنون التقليدية، مثل: اللوحة والمنحوتة.

إذ فيها مساحات محدودة وإطار محدد وقالب معين، كما إن النحت ايضا عبارة عن توظيف خامات معينة في الطبيعة كأنواع معينة من الحجر، مثل الرخام او المعادن. كذلك تتميز الأعمال الحديثة بأن لها فكرة وهي الرسالة الأساسية الموجودة في العمل، وغالبا ما تكون مبنية على أساس بحثي له شكل او طابع ما، وهي كذلك مرتبطة بالمواقف والأحداث اليومية التي تحصل مع الفنان الذي ينتج هذه الأعمال.

وتعليقاً على نتيجة استطلاع «البيان»، قال ناصر عبدالله رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية: لا شك أن الفن بطبيعته، فيه جزء نخبوي ومرتبط بالأشخاص الذين يعملون وبالمهتمين والمطلعين على نوعية هذا الجانب من الفن، كما أن الأعمال الفنية أصبحت أكثر انتشاراً بفضل التكنولوجيا.. وكفنانين، نعمل على توثيق المساحة للاطلاع من خلالها واختيار المواضيع المعينة والمرتبطة بالحياة اليومية لعامة الناس، وليس فقط تلك المرتبطة بتجربة الفنان الشخصية.

وتابع: هناك أيضاً الدور الآخر المنوط بالجمهور العام، بان يكون عنده الحب والشغف ليطلع على ما هو جديد من الأعمال الفنية، وأن يحاول أن يستوعبها بالقراءة او بالبحث او التواصل مع الفنانين أنفسهم، وهم موجودون على شبكات التواصل الاجتماعي ولديهم مواقع إلكترونية خاصه فيهم، كما إنه على اعتبار أن أغلب الفنون الحديثة من مواد موجودة من حياتنا اليومية، لذلك لا بد من الابتعاد عن الشكل التقليدي للمعرض لمثل هذه الأعمال..وكذا الفني والمرتبط بمتحف او صالة عرض، وبالإمكان تنظيم المعارض لنوعية الأعمال المفاهيمية في السوق أو الشارع او على شاطئ البحر، وهذه الطرق توصل الأعمال بشكل أكبر وتقرب الناس للأعمال، وطبعا لا يستغني الفنان عن أن يكون عنده جمهور مطلع ومدرك وواعٍ يناقشه ويتكلم معه بشكل مناسب حول إبداعه.

وأشار عبدالله إلى الجهود الطيبة للكثير من المؤسسات والمعارض الفنية في الشأن، وخاصة بتخصيص جزء من المعارض كفعاليات وأنشطة موجهة لطلاب المدارس، مبينا أنه لا تزال هذه الممارسة غير كافية وتحتاج لتطوير وحضور أكبر.

مناهج تعليمية

ومن جهتها، قالت الفنانة التشكيلية العنود العبيدلي والتي لديها عدة أعمال حديثة ومتميزة «وهي أحد تلامذة الفنان الراحل حسن شريف»: لا بد أن نقوم بخطوة مهمة لمصلحة الفنون التشكيلية والأعمال الحديثة، فمن وجهة نظري لا بد أن يدرس في المناهج التعليمية، وأن يقرأ الجمهور بشكل عام عن هذه الفنون بشكل جيد ليكون واعيا بما يشاهد، ولا ننسى دور وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في إقامة المعارض في الأماكن التي يوجد فيها الجمهور بشكل كبير، مثل الأسواق والساحات لتعريف الجمهور بهذا الفن، والفنان قد لا يستطيع توصيل فنه وأعماله بدون مساعدة صالات العرض والمؤسسات الحكومية والجهات الثقافية وعرضها في الأماكن العامة، كما إنه لا يمكن أن نطلب من الفنان تقليل جرعة الفن الحديث في أعماله، لأن كل فنان له تجربته، وحتى لا يصبح هناك تكرار في الأعمال ويكون هناك اختلاف. وفي الوقت نفسه، ربما تعرض بعض الأعمال الحديثة لفنانين من الإمارات في الخارج وتلقى رواجا وفهما من الجمهور.

Email