«التخاطر».. أسرار وخفايا العقل الباطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيراً ما نصادف أشخاصاً لا نعرفهم ولكننا نشعر إزاءهم بتعاطف عفوي وودّ واستلطاف، على عكس بعض الأشخاص الذين نشعر حيالهم بنفور فوري لا مبرر له، وأسباب هذا الانجذاب أو النفور المباغت، يجيب عنها كتاب «التخاطر خوارق الأفعال والعادات وفق طريقة الشاولين الصينية» لمؤلفه يوسف الشرفاء، الذي يسلط الضوء على حقيقة وجود الحاسة السادسة لدى الإنسان وأسرار التخاطر والاتصال المزدوج عن طريق الجسم والروح والعقل.

يبين الكتاب أن التخاطر تركيبة متشابكة من العمليات التي تنتج حالة يصل إليها الإنسان بعد الدخول في عوالم من الهدوء النفسي أو التأمل العميق، وهي أيضاً، الطرق التي تتيح لموجات «ألفا» أن تعمل وتنتشر في خلايا المخ. ويشرح المؤلف أن قلة من يدركون أهمية التربية الثقافية للإنسان، لا سيما وأنها تنمي مواطن الضعف تدريجياً وتصل بالشخصية الإنسانية إلى مرتبة التوافق والانسجام مع نفسها ومع المحيط الخارجي.

ضعف وقوة

كذلك يوضح الكتاب أن في داخل شخصية الإنسان كائنين مختلفين، أحدهما سلبي متشكك ومتشائم وينقاد بسهولة لغرائزه السيئة التي تجنح نحو الكسل وتغلّب مشاعر الغيرة والحسد والحقد، أما الكائن الثاني فهو إيجابي يحب الخير وحسن الظن ومتفائل، وإذا تمكن الإنسان من تنمية مواطن قوته الإيجابية تضاءلت مواطن ضعفه السلبية وأخذت في الاختفاء والتلاشي، وما على الإنسان إلا تحديد أهدافه وتوحيد جهوده في سبيل تحقيق الغايات المرومة.

أهداف

ومن بين أهم الأهداف التي على الإنسان التركيز عليها، كما يشير المؤلف، تحقيق تكامل الشخصية، لما لذلك من قدرة على إشاعة الطمأنينة والسلام والثبات في النفس، لا سيما وأن الإنسان ينفذ بشكل لاشعوري ما تمليه عليه سريرته المطوية في عقله الباطن، ولكنه يستطيع أن يعيد تربية عقله الباطن باتخاذ عادات صالحة سليمة وغرس عادات وأهداف سامية إيجابية، بما يسهم في تحسين المستوى الذهني والملكات الوجدانية.

ولأن مفتاح العقل الإنساني هو العقل لباطن، فإنه يجب على الإنسان التركيز على بناء وعيه الخاص، خاصة وأن العقل الباطن يتحكم في كل العمليات الحيوية ووظائف الجسم ويعرف الحلول لكل المشكلات، كونه المرشد والملهم ومستودع الذاكرة الذي لا ينام ولا يرتاح.

مخيلة

يلفت الكتاب إلى ضرورة استعمال المخيلة للسفر إلى مكان هادئ بهدف التزود بالطاقة الحيوية والتفكير الإيجابي، لتحقيق هدف ما وتحويله إلى حقيقة ملموسة، خاصة وأن كل فكرة نرسمها في ذهننا لا تنزع إلى التحقيق فحسب، بل تخرج من حيز الفكر إلى حيز العمل.

Email