زارته برفقة وفد من أساقفة كنائس في دول «التعاون»

لبنى القاسمي: دير صير بني ياس رمز للتنوع الثقافي

لبنى القاسمي رفقة الوفد خلال الزيارة - وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح، إن دير صير بني ياس يعتبر رمزاً للتنوع الثقافي في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن الأمم تتطور وتزدهر عندما تتقبل اختلافاتها وتقوي أوجه التشابه بينها، جاء ذلك خلال زيارتها رفقة وفد أساقفة الكنائس في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، موقع الدير المسيحي وجزيرة صير بني ياس، وذلك على هامش المناقشات بشأن كيفية مساهمة المجتمعات المسيحية في نشر أجندة التسامح لحكومة الإمارات.

وأطلعت مجموعة من علماء الآثار العاملين في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الحضور خلال زيارتهم موقع الدير على تاريخ المنطقة.

آثار

وأضافت معاليها أن الاهتمام بهذا الموقع يعتبر دليلاً على التزام الدولة بحفظ آثارها وتاريخها، لا سيما بالنسبة لتلك المواقع التي تمثل قيم التسامح والتعايش والسلام.

ومن جهته أكد المطران نثنائيل النائب عن منطقة الخليج العربي للبطريركية السورية، من أنطاكية وسائر المشرق للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، اهتمام القيادة الرشيدة في دولة الإمارات بالحفاظ على تلك المواقع.

ومن ناحيته قال محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة - الهيئة المسؤولة عن التحقيقات والحفاظ علي التراث الثقافي لإمارة أبوظبي - إن المواقع الأثرية في جزيرة صير بني ياس.

- والتي كشفت عن دير وكنيسة مسيحيين - تعتبر دليلاً على تاريخ المجموعات البشرية متعددة الديانات والثقافات التي استوطنت الجزيرة خلال القرنين السابع والثامن الميلادي، وشاهداً على التسامح والتبادل الحضاري، والذي يؤكد ثراء وعراقة تاريخ أبوظبي ودولة الإمارات، كما تمثل المواقع الأثرية تاريخ هذه الأرض ومن عاش عليها.

هوية وطنية

وأضاف أن الهيئة تواصل جهودها في عملية الحفر والتنقيب في الدير والكنيسة من قبل فريق من الخبراء وعلماء الآثار المختصين في جزيرة صير بني ياس لمراعاة الأهمية التاريخية لهذه المكتشفات والحفاظ عليها.

وأشار إلى أنه تم إشراك مجموعة من الآثاريين من جيل الشباب الإماراتيين ليكونوا جزءاً من الاكتشاف والتعرف على تراث بلادهم والمساهمة في تناقله عبر الأجيال القادمة وإبرازه وتسليط الضوء عليه باعتباره مكونا رئيسيا من مكونات الهوية الوطنية.

مجتمع مسيحي

يذكر أن هناك ثلاث كنائس مازالت باقية حتى يومنا هذا وهي: كنيسة المشرق الآشورية والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية والكنيسة الشرقية القديمة، وتستخدم اللغة السريانية في خدمات هذه الكنائس.

ويعتبر اكتشاف الكنيسة والدير بمثابة دليل على وجود مجتمع مسيحي في صير بني ياس في ذلك الوقت، جنباً إلى جنب مع السكان المسلمين، وهذا بدوره يعكس روح التسامح الديني والتعايش السلمي السائدة بين الطوائف الدينية المتنوعة، وشجع الشيخ زايد «طيب الله ثراه» استمرار أعمال التنقيب والبحث والحفاظ على هذا الموقع العالمي الهام عقب الاكتشاف الأولي لتلك المنطقة.

وتعد تلك المنطقة من أولويات خطط هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لدعم صير بني ياس، كونها مكونا رئيسيا للتراث الثقافي للدولة، إضافة إلى أنها موقع سياحي هام.

1992

تم تحديد موقع الدير لأول مرة عام 1992 خلال المسح الذي أجراه المسح الأثري لجزر أبوظبي «ADIAS» بناء على تعليمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. وأفاد علماء الآثار أنه تم إجراء عدة مراحل من التنقيب أدت إلى اكتشاف الكنيسة.

Email