الفرنسية ياسمينا كوشنير على خُطى شهرزاد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قراءة ياسمينا كوشنير، فرنسية متخصصة في علم الجريمة، لقصص شهرزاد وشهريار، لم يكن مجرد استمتاع بأحداث ومغامرات خيالية ومشوقة، بل دراسة نفسية وسلوكية دقيقة ومتأنية حول أسباب نجاح علاقة الشراكة بين المرأة والرجل، ووجدت كوشنير أن أفضل أسلوب للتأثير في الرجال هو التوعية على طريقة شهرزاد، حيث كتبت 500 قصة على مدى السنوات الثلاث الماضية، تحفز فيها الرجال على الاهتمام بعقل المرأة لا مظهرها ورائحة عطرها.

تقول كوشنير، متخصصة في علم الجريمة، لـ«البيان»: يعتمد علم الجريمة على الوصف والتحليل وتقصي الأسباب لفهم الدوافع والغايات وبالتالي معرفة الخيوط المؤدية إلى الحلول، والقراءة تعزز صفاء الذهن وتثري حدسي الداخلي وتجعلني في حالة اتصال دائم مع الذات، ومع بداية اطلاعي على قصص شهرزاد وشهريار، بدأت بشكل عفوي وتلقائي أحلل شخصية شهريار والتغيرات التي طرأت عليها بعد خيانة زوجته له، فمن ملك عادل ومحبوب إلى شخص أناني ولا يرى بالنساء إلا جمال الجسد، ولكن ذكاء شهرزاد أحيا توازنه النفسي مرة أخرى، إلى أن تعلق شهريار بعقلها وأحبها دون أن يلمس شعرة منها.

اختلاف النظرة

وتابعت: استسهال شهريار قتل امرأة صباح كل يوم كان مرتبطاً بنظرته إليها كجسد، وتوقف حمام الدم في قصره ارتبط بنظرةٍ جديدة إلى المرأة ارتكزت على العقل والمعرفة، وكثرة ضحايا الجرائم من النساء حول العالم، شجعتني على دراسة طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في وقتنا الحالي، وتحديداً كيف ينظر شهريار اليوم إلى شهرزاد، هل لا يزال يقيمها على أساس الجمال والدلال أم أنه يرى فيها أشياء أخرى، ووجدت عبر تقصي نفسي وسلوكي، أن شريحة كبيرة من الرجال في الغرب والشرق، لا تأخذ المرأة على محمل الجد.

حب العقل

وبسؤالها عن السبب، أوضحت كوشنير، أن اهتمام المرأة بعقلها سبيلها الوحيد للسعادة مع الرجل، وقالت: عقل المرأة زينتها الحقيقية، وكلما احترمته واستخدمته أكثر من عاطفتها، فإنها تحصن نفسها من الصدمات الحياتية وتجبر الرجل مهما طال الزمن أو قصر، على أن يحبها بعقله ويحترم ذكاءها، وما تجهله كثير من النساء أن حب العقل يدوم ويتوهج مع مرور الأيام، أما حب القلب فيتأثر بالمواقف والظروف والإمكانيات.

حكايات واقعية

وحول تجربة الكتابة التي تخوضها كوشنير للمرة الأولى، قالت: كتبت 500 قصة باللغة الإنجليزية، بهدف توعية الرجال بضرورة احترام عقل المرأة وذكائها، واعتمدت على حكايات واقعية وشيقة لتأثير أعمق وأكثر فاعلية، لعلي أنجح مثل شهرزاد في تغيير نظرة الرجال إلى النساء.

Email