شهد قصة صعود مطرب إلى عالم الشهرة في «شارع الحب»

شارع محمد علي.. مصنع إنتاج النجوم

Ⅶ شارع محمد علي في منطقة العتبة وسط العاصمة المصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

العنوان: شارع محمد عليّ، أحد شوارع منطقة العتبة بوسط العاصمة المصرية القاهرة. المهنة: نسخة مصغرة من هوليوود، أخرجَ الكثير من النجوم والنجمات على مستوى مجالات الموسيقى والغناء والرقص... إنه الشارع الذي سمي على اسم مؤسس الدولة الحديثة بمصر، وقام بتخطيطه المهندس الفرنسي «هوسمان» -الذي خطط شارع ريفولي في باريس- عام 1845م ليصل بين مقر حُكم محمد علىّ في القلعة وحيّ الأزبكية مقر كبار الأمراء.

قبل ما يقرب من قرن كامل، كان هذا الشارع مركزا للفنون الشرقية في القاهرة؛ فإذا كان أحد المصريين في حاجة إلى راقصة محترفة لإحياء حفل زفاف أو فرقة موسيقية لحفل خاص فهذا الشارع أفضل مكان لذلك؛ حيث فرقة حسب الله السادس عشر الموسيقية، التي ضمت العديد من العازفين والراقصات واكتسبت شهرتها من إحياء الأفراح والحفلات والمناسبات؛ حتى أصبحت الخيار الأول أمام الأثرياء والمشاهير وعناصر الدولة وقتها لإحياء مناسباتهم المختلفة.

كما كان هذا الشارع أكثر من خرَّجَ من قلْبِه نجوما ونجمات أثْروا عالم الموسيقى والرقص الشرقي، مثل نعيمة المصرية وسنية حسنين وشفيقة القبطية التي أصبحت أشهر راقصات مصر حينذاك؛ حتى إنه في عام 1963م أخرج حسن الإمام فيلما سينمائيا يحمل اسمها ويتناول قصة حياتها، وقامت ببطولته الفنانة هند رستم، كما خرجَ من رحم هذا الشارع صالح عبد الحي ومحمود شكوكو وعمر الجيزاوي وشفيق جلال وغيرهم.

خفة دم

ورغم أن الكثير من الأعمال تناولت هذا الشارع؛ إلا أن أشهرها على الإطلاق كان فيلم «شارع الحب»، من بطولة الراحل العندليب عبدالحليم حافظ، الذي شهد -وفق أحداث الفيلم- قصة صعود مطرب إلى عالم النجومية والشهرة من بوابة هذا الشارع، الذي لم يكن يسكنه وقتها سوى مجموعة من «الآلاتية» الفقراء الذين يستخدمون قدرتهم على العزف لاكتساب قوت يومهم.

الفيلم، الذي قدمه المخرج عز الدين ذو الفقار عن قصة للكاتب يوسف السباعي، ركّز في تناوله لهذا الشارع وسكانه على إظهار خفة الدم وروح الكوميديا التي يتمتع بها أغلبية المصريين الممزوجة بـ«الجدعنة والشهامة»؛ لدرجة جعلت قائد الفرقة الموسيقية الذي خرج منها المطرب المغمور للزواج من سيدة لا يحبها ولا يجد فيها أيا من الملامح التي يبحث عنها في شريكة حياته.

Email