لصوص الأفكار خلف قضبان الفشل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تثابر وتبحث عما هو فريد وجديد وتأتي بما هو استثنائي وغير مسبوق، ثم تكتشف أن هناك من يحاول تجريدك من جهدك ونسبه لنفسه ليكون تحت الأضواء بدلاً منك، وليس هذا وحسب..

بل إن هناك من يحاربون أفكارك النوعية ثم يطرحونها لاحقاً بمسميات جديدة ولكنها تحمل المضمون ذاته الذي ناديت به أنت قبل فترة بسيطة. كيف تتعامل مع لصوص الأفكار؟ وهل مصيرهم الوقوف خلف قضبان الفشل؟ وما السبيل إلى تحصين الأفكار من السرقة؟

بيئة

أشار طارق الشميري، خبير إتيكيت وتطوير ذات، إلى ضرورة الوعي بأن الأفكار عادة ما تُستوحى من الواقع والبيئة المحيطة والمواقف اليومية الحياتية، وأن توارد الأفكار أمر محتمل، وقال: يجب تجنب لوم الآخرين واتهامهم بسرقة فكرة معينة وتطويرها، لأن المبدع يستطيع الإتيان دائماً بما هو ملفت للانتباه، أما لصوص الأفكار فهم معدومو الثقة الذاتية ويتسمون بضعف الشخصية، ومصيرهم السقوط والفشل بلا شك.

تردد

وأضاف: الإبداع هو القدرة على الربط بين الأفكار والمعلومات وتوظيفها وتطبيقها بشكل جيد وجديد، وهذه المهارة تختلف من شخص لآخر، ولكن هناك من يترددون بالتعبير عن أفكارهم وطرحها خوفاً من الانتقاد، أما البعض الآخر فيتأخرون بتنفيذ أفكارهم ما يسهم بضياعها منهم.

مشاعر

بسؤاله عن كيفية حماية الأفكار، قال الشميري: عندما يستولي أحد ما على فكرة معينة، فإنه يجب السيطرة على القلق والتوتر والمشاعر السلبية بالدرجة الأولى، لأنها تؤدي إلى الإحباط والاكتئاب غالباً، ثم دراسة الأسباب التي أدت إلى ذلك.

فإن كان الشخص بطيئاً في تنفيذ أفكاره فإن عليه الإسراع في المرات المقبلة، كما أن عليه ضبط لسانه، وتوثيق أفكاره عبر صناديق الاقتراحات أو البريد الإلكتروني أو الأنظمة الإلكترونية الحديثة، لأنها تعد قنوات فكرية آمنة.

تفاصيل

وتابع: في أحيان كثيرة يضطر صاحب الفكرة لتقديم شرح عن فكرته أمام زملائه في العمل على سبيل المثال، وهنا فإن عليه تقديم رؤوس أقلام وعدم الاستفاضة في تقديم التفاصيل، ومن سيتجرأ على نسب الفضل لنفسه بالفكرة فإن سيعجز عن تنفيذها كصاحب الفكرة، الذي عليه التزام الهدوء وتجنب إظهار العدائية فيما لو حدث ذلك والإسراع في تطبيق فكرته، والثقة بأنه لا يصح إلا الصحيح في نهاية المطاف.

مبالغة

وشدد الشميري على خطورة التحفظ على الأفكار، وقال: أن يحمي الشخص فكرته من السرقة، لا يعني الحذر المبالغ فيه من التواصل مع الآخرين وتقديم الاقتراحات، فالمبدع لا يخشى شيئاً وإنجازاته تتحدث عنه، أما من اعتاد سرقة أفكار غيره فغالباً ما يتحدث عن إنجازاته ويبرع في التسويق لنفسه لأنه يحب التواجد تحت الأضواء باستمرار وسماع عبارات الإشادة والإطراء.

منافسة

على صعيد آخر، يقول المذيع عبدالله المصعبي: المنافسة والرغبة في تحقيق الأهداف بشكل سريع، تدفعان البعض لاستخدام أساليب غير نزيهة، ومن بينها: التسلق على جهود الآخرين والاستيلاء على أفكارهم وإبداعاتهم، ذلك لأنهم من محدودي القدرات ومحاربي التطوير والتغيير.

وتابع: هناك من يستطيعون توليد الأفكار الإبداعية ولكنهم يعجزون عن ترجمتها وتطبيقها على أرض الواقع، لذا فإن عليهم الاستعانة بفريق عمل جيد، وتوثيق الفكرة أو الإنجاز ثم عرضه على الأشخاص المعنيين.

لمشاهدة الجراف بالحجم الطبيعي .. اضغط هنا

 

Email