«بينيت» اعترف بدور العرب في تغيير تصاميم المجوهرات العالمية

رحلة مع «سوثبي» في بوصلة الحجارة الكريمة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

السؤال الأول الذي فرض نفسه في بداية لقاء «البيان» مع ديفيد بينيت رئيس قسم المجوهرات في دار المزادات العالمية «سوذبيز» بلندن، هو معرفة سبب زياراته المتكررة إلى الإمارات وبقية دول الخليج ما لم تكن الدار تخطط لإقامة مزادات للمجوهرات في المنطقة.

وسرعان ما سلط بينيت الضوء على محور اللقاء الذي بدا شبيهاً برحلة تجوب الماضي والحاضر والشرق والغرب، اهتداءً ببوصلة المجوهرات المرتحلة بين البلدان وعبر الأجيال، أو كأن حوارنا كان حالة استماع إلى حكايات ألف ليلة وليلة عن العشق والشغف الذي يربط الإنسان بعدد من الأحجار الكريمة.

تقييم واستشارة

يقول بينيت رداً على سؤالنا الأول وقبل الانطلاق في رحلتنا الزمنية معه: «أزور العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط كخبير في المجوهرات، لمعاينة وتقييم ممتلكات العائلات منها، وتقديم الاستشارة الأفضل بشأن سبل بيعها».

وتبدأ الرحلة الزمنية كما يقول: «من مرحلة السبعينيات التي شهدت صناعة المجوهرات في الغرب خلالها تحولاً جديداً، بعد إدراك المعنيين بهذه الصناعة اختلاف ذوق المشترين الأثرياء القادمين من منطقة الشرق الأوسط».

اختلاف الذوق

وينتقل إلى الحديث عن مجريات مرحلة التحول قائلاً: «في ذاك الزمن كان اهتمام الأوروبيين أو الغرب بالبلاتين والمجوهرات بينما تمحور اهتمام الشرق الأوسطيين بأطقم المجوهرات الكاملة من الذهب الأصفر والمرصعة بالأحجار الكريمة. ونظراً للركود الاقتصادي في أوروبا، بدأت كبرى دور المجوهرات بتقديم تصاميم تناسب أذواقهم».

«في تلك المرحلة أقبل الأثرياء من الشرق على شراء الكثير من المجوهرات. وبعد مضي السنين وصولاً إلى الحاضر، انتقلت تلك القطع الثمينة إلى جيل آخر، ربما لا تستهويه تصاميمها أو لا يهتم كثيراً بالمجوهرات أو لأسباب عديدة وأحياناً طريفة».

كيد الحموات

وسرد لنا إحدى هذه القصص قائلاً: «تواصلت معي إحدى السيدات المتقدمات في السن وطلبت مني الحضور لتقييم مجموعتها. ولدى سؤالي عن سبب رغبتها في بيعها خاصة وأن لديها أبناء قالت: لأنني لا أريد "للكناين" زوجات أولادي أن يحصلن على أي قطعة من مجوهراتي».

مد وجزر

ويعود بينيت إلى زمن الحاضر ليتابع بقوله: «نشهد في المرحلة الحالية رغبة عدد كبير من الشرق أوسطيين في بيع المجوهرات التي سبق واقتناها إما أباؤهم أو أجدادهم في مرحلة السبعينيات كرحلة المد والجزر. وبالتالي شهدت المزادات العالمية زيادة في نسبة المشاركين الشرق أوسطيين؛ إما للبيع أو للبيع والشراء أو للشراء فقط. ووصلت نسبتهم في العامين الأخيرين إلى أكثر من الثلث. والشيّق أيضاً عودة مجوهرات مرحلة Art Deco إلى الساحة بعد غيابها لعقود طويلة نظراً للإقبال الكبير الذي حظيت به من قبل الشرق أوسطيين».

إشراقة الشمس

ويقول لدى سؤاله عن أبرز القصص التي تركت أثرها في نفسه خلال سنوات عمله الأربعين في «سوذبيز»: «سأحكي عن مدى تأثر الإنسان بالحجر الكريم من خلال تلك القصة المرتبطة بحجر الروبي المسمى "إشراقة الشمس" الذي بيع في مزادنا بجنيف قبل عام بـ30 مليون دولار وهو رقم قياسي. وتكمن القصة لدى طلب إحدى العميلات مشاهدة الحجر خلال وجودها في جنيف. وفي اليوم التالي حققت لها رغبتها، وما إن وقعت عيناها على الحجر بعد فتح غطاء العلبة، حتى انسابت الدموع على خديها مدراراً تأثراً بجماله. وشهدت مزادات ذاك العام الكثير من المجوهرات ذات القيمة التاريخية مثل العقد الماسي للملكة المصرية الراحلة نازلي الذي صمم خصيصاً لها».

آرت ديكو

ظهر أسلوب تصميم للمجوهرات متأثر بحركة الفنون الحديثة «آرت ديكو» خلال المرحلة ما بين 1915 و1935. وتميز هذا الفن باستلهام أعمالها من فنون عمارة الحضارات القديمة في أميركا ومصر واليونان. وعليه اعتمدت التصاميم على التكوينات والخطوط الهندسية والتجريدية مع تنوع الألوان.

Email