الكتب السورية والمسلسلات الباكستانية.. ممنوعة على الطائرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن الملامح الشرق الأوسطية والعبارات العربية والإسلامية والكتب عن سوريا باتت فعليا مصدر شبهة على متن الطائرات، بعدما شهدت الأيام القليلة الماضية مزيدا من حوادث "الإسلام-طيران فوبيا".

وبعد أن كانت صحف بريطانية عدة تحدثت عن استجواب الشرطة لسيدة أثارت شكوك طاقم طائرة بسبب قراءتها لكتاب عن سوريا، كشفت وسائل إعلام عن طرد امرأتين من طائرة أميركية.

وعن الحادثة الأولى، قالت صحيفة "الغارديان" إنها تعود لـ25 يوليو الماضي حين كانت السيدة البريطانية فايزة شاهين عائدة من تركيا حيث أمضت شهر العسل، وذلك على متن طائرة تابعة لشركة "طومسون".

وذكرت الصحيفة، الخميس، أن شاهين، التي تعمل على توعية الشباب ضد التطرف في المملكة المتحدة، كانت تقرأ على متن الطائرة كتاب "سوريا تتحدث: الفن والثقافة من خط الجبهة"، الأمر الذي أثار شكوك الطاقم.

وبعد أن هبطت الطائرة في مطار دونكاستر، استجوبت الشرطة البريطانية شاهين طيلة 15 دقيقة، وذلك بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي يتيح للشرطة توقيف أي مشتبه دون إذن من الجهات القضائية المختصة.

وقالت شاهين للغارديان، إنها عوملت حين كانت قيد التوقيف كأنها مجرمة، معربة عن استغرابها الشديد إزاء الاشتباه بها من قبل طاقم الطائرة فقط لأنها تقرأ كتابا، قبل أن تشير إلى أن تعرضت للتمييز لأنها مسلمة.

وفي الولايات المتحدة، تعرضت سيدتان لحادثة مماثلة، حسب صحيفة "إندبندنت"، التي كشفت، الجمعة، أن مضيف طائرة تابعة لشركة "أميركان إير لاين" طردهما فقط لأنه اعتبر سلوكهما يهدد أمن الرحلة.

ونجم هذا الشعور بعد أن شكت الأميركية نيالا محمد ورفيقتها لمسافر آخر عن نقص في الماء والطعام في الطائرة التي كان من المفترض أن تتجه من ميامي إلى العاصمة الأميركية واشنطن، وفق ما ذكرت الصحيفة.

وعلى صفحتها على فيسبوك، قالت نيالا التي تعمل صحفية في "صوت أميركا" الممولة من الإدارة الأميركية إنها كانت تسافر إلى واشنطن رفقة صديقة لم تكشف عن هويتها، لكنها قالت إنها تعمل في إدارة اتحادية.

وأوردت نيالا، التي كانت قد التقت الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام بعد أن نجت من محاولة اغتيال على يد حركة طالبان المتشددة، تفاصيل الحادثة التي انتهت بطردهما من الطائرة.

وأوضحت أن إقلاع الطائرة تأخر لأكثر من 4 ساعات ولم يسمح الطاقم للركاب بشراء الطعام أو حتى الماء، ما دفع رفيقتها إلى تبادل الشكوى مع راكب آخر، قبل أن يتدخل أحد أفراد الطاقم من ذوي "البشرة البيضاء".

وصرخ المضيف بوجه السيدة وقال لها إن كان لديها أي اعتراض فلتغادر الطائرة، واتهمها بتحريض الركاب، مما دفع نيالا التي كانت تشاهد على هاتفها مسلسلا باكستانيا إلى محاولة التدخل لمعرفة ما يحدث مع رفيقتها.

وأضافت أن صديقتها التقطت صورة للمضيف في محاولة لتحديد هويته بعد أن رفض الكشف عن اسمه، قبل أن يتدخل أحد مسؤولين شركة "أميركان إير لاين" مطالبا السيدتين بمغادرة الطائرة بذريعة أن التصوير ممنوع.

وأكدت نيالا أنه رغم إقدام الشركة على تأمين مقعدين لها ولصديقتها في رحلة اخرى وتقديم قسيمتين بقيمة 200 دولار، فإنها شعرت بالتعرض للإحراج والتمييز والإهانة بسبب "انتمائها لأقلية مسلمة-أميركية".

Email