360 صورة تنبض بالحياة في معرض «وجهة نظر 4»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعبر الوجوه عن مكنونات أصحابها، وتنقل لنا التعابير مشاعر الناس ونواياهم لنكتشف من خلالها حالات الفرح والحزن وحتى الغموض، وقد يكون الوجه أداة للتعبير عن قصة أو موقف، إذ نفهم من خلالها العلاقات والحالات النفسية المتغيرة، ولأن الوجوه والعيون والملامح عالم لا حدود له من الدلالات والمعاني والجمال فقد أقامت مؤسسة الشارقة للفنون بمقرها في المريجة، الدورة الرابعة لمعرض «الشارقة.. وجهة نظر 4» والذي تحت ثيمة «البورتريه الشخصي» لتحاكي مجتمعاً ينبض بالحياة، وقد استجاب لدعوة المعرض أكثر من 100 مصور ممن ينتمون إلى خلفيات احترافية أو مهارات واهتمامات متنوعة، قدموا أكثر من 360 صورة للمشاركة في المعرض الذي يستمر حتى 12 أكتوبر المقبل.

مبادرات سنوية

يعدّ معرض «الشارقة.. وجهة نظر 4»، إحدى المبادرات السنوية التي تقيمها مؤسسة الشارقة للفنون لدعم ممارسة التصوير الفوتوغرافي في الإمارات، ونظراً للنجاح الذي حققه المعرض والقبول الذي حازه في أوساط المصورين والمجتمع المحلي، فتحت مؤسسة الشارقة للفنون باب المشاركة هذا العام أمام دول مجلس التعاون الخليجي، لإثراء المحتوى الفني والفكري للمعرض، وتعزيز تطوّر المصورين المحليين والإقليميين، وتشجيع مشاركتهم مع بعضهم البعض وكذلك مع المجتمعات الثقافية على نطاق أوسع في الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي.

واختارت لجنة التحكيم ما يزيد على 200 صورة فوتوغرافية للمشاركة في هذه الدورة، وذلك من خلال مجموعة واسعة من الصور الفوتوغرافية التي تعكس بشكل فريد ثقافة وذوق المشاركين، ليصبح عدد المشاركين 80 مصوراً فوتوغرافياً من المحترفين والهواة.

مضمون شعري

ويشير مازن الأشقر لـ«البيان» إلى أنه قدم «أحوال» من خلال المعرض وهي خمسة أحوال تمر بها الشخصية بمحاولات لفهم علاقتها مع البحر، بما يحمله من معانٍ مباشرة واضحة وأخرى مجازية، حيث قد يكون الدافع الأساسي خلف العمل هو التناقض الذي يقدمه هذا العنصر بين الدلالات والمعاني النفسية التي يخلقها بحد ذاتها، وبين القيمة التي اكتسبها من خلال تواصلنا المادي الملموس معه؛ كتلة الماء الضخمة تلك بموجها وأعماقها وما تعطيه لنا أو توحي به من فرصة للوصل والفراق في آن واحد. ويضيف: بعد إتمام العمل وجدت في نصوص محمود درويش التي استخدمتها كوصف للأعمال ما يعكس بشكل أو بآخر شيئاً من المضمون الشعري لهذه الحالات.

701

توضح عايشة حاضر المهيري مغزى مشاركتها المعنونة «701» وهي عبارة عن صورة بورتريه لفتاة تلف وجهها بخيوط برتقالية وهي فكرة استلهمتها من حبها للخياطة واحتكاكها الدائم بالخيوط، حيث كانت تخيط الملابس على آلة الخياطة منذ صغرها، وهو جزء من مشروع تخرجها في كلية الفنون الجميلة بجامعة زايد ولا تزال تنجز كل ما يتعلق باحتياجاتها من الخياطة بنفسها إلى اليوم، كما تملك أكثر من 3000 بكرة خيط تحمل الرقم 701 ليكون اسم مشروعها بالرقم ذاته «701»، وتعبر الفتاة التي بالصورة عن الأفكار الكثيرة التي تحيط بها وتسيطر عليها، وكيفية الهروب والتخلص من الأفكار لتشعر بأنها في فخ لا مفر منه.

إلى هنا أنتمي

وعن مشاركته بصورة عنوانها «إلى هنا أنتمي» يقول علي مراد: الزمن والزمان، ذكريات الطفولة والمكان، بين الماضي والحاضر والمستقبل القريب والبعيد، كلها عناصر تلعب بمشاعري كإنسان قبل أن أكون فناناً. أحب هذه الأرض التي أنا عليها الآن، أعشق كل ما فيها من تربة وجدران. أنا ولدت هنا، أنا أحيا هنا. هذا المكان جزء مني وأنا جزء من هذا المكان. وبحكم تخصصي كمصمم داخلي، غالباً ما استخدم كف يدي وجسدي كأداة لقياس كل ما يحيط بي. أنا هنا أقيس مدى ارتباطي وحبي وتشبثي بالمكان لدرجة أنني التحمت بزاوية الجدار كتعبير عن مدى رضاي وتقبلي بأن أكون أي جزء من هذا المكان.

8 ثوانٍ

يقول أيمن زيداني عن أعماله «8 ثوان»: هي من أقدم الطرق التي عرفت في فن التصوير، وتحتاج إلى كمية كبيرة من الضوء لتتم الطباعة على لوح من الزجاح أو لوحة من الصفيح من خلال تعريض الشخص أو المجسم للضوء لمدة 8 ثوان ليتم الحصول على صورة واحدة فريدة، وهذه العملية تذكرني بكيفية إدراكنا للكواكب، حيث ما نراه شمساً هو في الواقع الشمس قبل 8 دقائق، وما نراه نجوماً ومجرات من موقعنا في الأرض هي مجرد صور قديمة لنجوم ومجرات.

Email