من الطائرة المصرية إلى مطار أتاتورك مروراً بهجوم أورلاندو

القصة الحقيقية لشاب قُتل في جميع الحوادث وما زال حياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل أخبار النجاة من الحوادث المتتالية أمر مثير للاهتمام للجمهور والراغبين بقصص الإثارة، لكن الأغرب ذلك الذي يموت في كل الحوادث، ولكنه لا يزال حي في النهاية.

من حادث سقوط الطائرة المصرية، ثم هجوم أورلاندو، والهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار أتاتورك في اسطنبول، يبرز اسم شاب مكسيكي، تم نشر صوره في جميع هذه الحوادث على أنه أحد الضحايا، وعلى الرغم من وجود اسمه وصورته إلا أنه لا يزال سالما.

ونشر برنامج "مراقبون" لقناة "فرانس 24" بنسختها الفرنسية قصة شاب مكسيكي، يدعى "ألفونسو"، في إحدى الروايات،  الذي تم نشر قصته كأحد الضحايا في العديد من الهجمات الإرهابية الأخيرة كان آخرها هجوم مطار أتاتورك.

- ضحية لهجوم الطائرة المصرية
برزت صورة الشاب المكسيكي ضمن الضحايا الـ 66 المثيرين للشفقة الذين قتلوا على متن الطائرة المصرية "إيجيبت أير" شهر مايو الماضي بعد تحطمها في البحر المتوسط خلال رحلة من باريس إلى القاهرة.

وكانت شبكة "BBC" أول الوسائل الإعلامية التي كشفت زيف قصة وفاة هذا الشاب بعد تداولها بشكل كبير، اعتمدت جميعها على منشور لأحد الأشخاص نشر صورة الشاب وكتب فوقها "أخي يسافر هناك، أخشى على حياته، من فضلكم ساعدوني"، مصحوبا بهشتاج #EGYPTAIR الذي تصدر أخبار الحادث على تويتر.

لكن برنامج "جوجل صور" أظهر أن هذه الصورة تم استخدامها من قبل على الانترنت، وتم نشرها للعديد من المرات على تويتر.

- ضحية هجوم أورلاندو
في 12 يونيه الجاري نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فيديو لصور ضحايا الهجوم على ملهى أورلاندو، ومن بين الضحايا ظهرت صورة الشاب المكسيكي بضحكته المعهودة ومظهره في الصور السابقة.

- أحداث إطلاق نار للشرطة المكسيكية
لم يتوقف الامر عند هذا الحد، فقد برزت صورة الشاب ضمن أحداث إطلاق النار للشرطة المكسيكية في 19 يونيو، على محتجين اعترضوا على مشروع للإصلاح التعليم، والذي قتل فيه 8 أشخاص. وعلى تويتر استخدموا صورته ليشيروا إلى انه الموظف الذي أعطى الاوامر للشرطة لإطلاق النار.

- هجمات مطار أتاتورك
في 29 يونيه 2016، انتشرت العديد من التغريدات بمناسبة الهجوم الذي تعرض له مطار أتاتورك في اسطنبول، بعض هذه التغريدات تحمل استغاثات للمساعدة مصحوبة بصورة شخص يعتقد أنه ضمن الضحايا، هذا الشخص هو الشاب المكسيكي أيضا.

ومن بين هذه التغريدات، واحدة لحساب يدعى Batiato، والذي كتب أسفل الصورة:" ساعدوا أخي ألفونسو، كان في مطار أتاتورك، ولم أعد أعلم أي شيء عنه، من فضلكم المساعدة"، قبل الإشارة إلى هشتاجين باسم تركيا وداعش.

شخص آخر كتب تغريدة تحمل صورة مختلفة لنفس الشاب، وكتب فيها: "أخي كان في المطار، ولا استطيع التواصل معه، هل من أحد يمكنه مساعدتي"، قبل الإشارة لصحيفتي "الجارديان" و"نيويوركر".

- القصة الحقيقية
جميع هذه التغريدات عن الشاب مصدرها من المكسيك، وبحسب أشخاص تواصلت معهم القناة، فإن بعضهم أشخاص لديهم أموال عند هذا الشاب ولم يقم بدفعها، لذا يقومون بنشر صورته ضمن الاحداث، وهذا يعني أن مصدر الأزمة مشكلة شخصية قائمة على الأموال.

وتمكنت القناة الفرنسية من الوصول للشاب، الذي أعرب عن سخطه من تداول صوره في الحوادث، قائلا "صورتي تنتشر في كل مكان، بسبب شخص لديه رغبة في السخرية مني بعد نزاع، والآن أظهر في جميع القصص والكثير يقومون بإعادة نشرها"، قبل أن يضيف:" لم أرفع شكوى ضد أشخاص نشروا صورتي لأن مثل هذه الإجراءات لا تؤدي إلى شيء في المكسيك".
 

Email