الأسرع والأكثر تفاعلاً وتأثيراً

الإعلام المرئي والمطبوع شريان عام القراءة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يلعب الإعلام المطبوع والمرئي والإلكتروني دوراً مؤثراً في حراك المجتمع على مختلف الأصعدة، ويساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الارتقاء بفكر وثقافة ووعي المجتمع من مختلف الأعمار. وفي ضوء إقبالنا على «عام القراءة 2016» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، " رعاه الله" ، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة " حفظه الله " ، والتي يمكن اختزال توجهها في مقولته: «هدفنا خلق استراتيجية طويلة المدى لجعل القراءة جزءاً من ثقافة وهوية وحياة أجيالنا. وننتظر من كل محب للإمارات أن يسهم ولو بفكرة في عام القراءة»،

وانطلاقاً من هذه المبادرة، نبحث أبعاد الأدوار التي يمكن أن يقوم بها كل حقل من الإعلام حسب تخصصه. وإن اتجهنا إلى الإعلام المطبوع والمقروء، سنجد أن دوره في الغرب حاضر وتفاعلي وأقرب إلى المنارة التي يستهدي بها القراء خلال بحثهم عن كتابهم المفضل.

دور الصحافة

في الغرب، تتبنى الصحف دوراً ريادياً في هذا المجال، انطلاقاً من قوائم الكتب الأكثر مبيعات الشهرية أو الموسمية التي تصدرها والتي تعتمدها بعض الجهات المعنية بصناعة الكتاب، ومثال على ذلك صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية التي تضم قائمتها الكتب الخمسة الأكثر مبيعاً في كل جنس من الأدب الواقعي وأدب الخيال والطفل، والعلوم والمعارف والصحة، مع ملخص يلقي الضوء على مضمون الكتاب.

حضور الملاحق

وتعنى الملاحق الأسبوعية والشهرية لتلك الصحف، بعروض نقدية لأحدث الكتب الصادرة، كما هو ملحق «ساندي تايمز» إلى جانب حوارات مع الكتاب، ومواضيع معنية بالأدب والمعرفة، إلى جانب صدور ملحقات مستقلة معنية بعروض الكتب مثل «لندن ريفيو أو بوكس» الذي يصدر كل أسبوعين منذ انطلاقته عام 1979، ليتضمن كل عدد منه ما يقارب من 15 مقالة وعرضا مطولاً للكتب، ودفع نجاح الملحق الذي بلغ عدد النسخة الموزعة من كل إصدار في العام الماضي 65,129، وعدد قرائه الكبير، القائمين عليه إلى افتتاح مكتبة تحمل اسمهم أيضاً. كذلك الأمر بالنسبة لتجربة ملحق «نيويورك ريفيو أو بوكس» الذي صدر عام 1963 ويوزع حالياً أكثر من 145 ألف نسخة.

مسابقات الصحف

كما تتبنى بعض الصحف إطلاق مسابقات أدبية خاصة بها، ومرتبطة بالقصة القصيرة أو الرواية الأولى في أدب الخيال إلى جانب الأدب الواقعي، ومثال على مثل هذه المبادرات صحيفة «الغارديان» البريطانية الراعية لجائزتين لهما مكانتهما البارزة في عالم الأدب المحلي، أولها جائزة «كتاب غارديان الأول» التي انطلقت عام 1999 وجائزة «جائزة غارديان لأدب الطفل» من عام 1967 إلى جانب رعايتها لمهرجان الكتاب «هاي»، وجوائز غارديان المعنية بطلبة الإعلام منذ عام 1999.

كما تحرص العديد من المكتبات الكبرى في الغرب على تقديم تنزيلات كبيرة على أسعار الكتب خلال موسم نهاية العام، وبالتالي تشجيع عدد أكبر من القراء على اقتناء الكتب ضمن ميزانيتهم المتوفرة.

الإعلام المرئي

بالانتقال إلى الإعلام المرئي ننتقل إلى وسيلة تأثيرها أضعافاً مضاعفة مقارنة بالمطبوع، خاصة وأن الشاشة الفضية تجذب جميع أفراد الأسرة على مختلف اهتماماتهم. كما ويسعى الإعلام المرئي دائماً لا سيما التابع للحكومات، إلى تقديم برامج تعنى بتطوير ملكات وقدرات الأطفال سواء فيما يخص العلاقة بالكتاب والمفردات والفنون أو توسيع مدارك معارفهم عن الطبيعة وعالم الحيوانات والتكنولوجيا وغيرها. وبالطبع الأمثلة الحاضرة في ذهن القراء عديدة ولا تحصى من مشاهداتهم للمحطات الخارجية.

تجارب

شهدت الساحة العربية العديد من المبادرات الجادة التي تدعم وتعزز اللغة العربية والقراءة منذ بدايات تشكل وعي الأطفال، وأكبر مثال برنامج «افتح يا سمسم» الذي تابعه أكثر من ثلاثة أجيال والراسخ في ذاكرتهم حتى اليوم، كذلك تجربة الملاحق الثقافية التي تحضر وتغيب باستثناء «بيان الكتب» الأسبوعي الصادر عن “ البيان “ منذ عام 1997، ومجلات الأطفال المحدودة جداً التي تباع بسعر معتدل كمجلة «ماجد». كما ان العديد من الصحف المحلية و الخليجية و العربية كانت حريصة على اصدار الملاحق المتخصصة في ميادين الثقافة والادب و الابداع ، ولا تزال العديد منها لاتزال تواظب على تنفيذ هذه الخدمة المهنية الحاضرة في العديد من الصحف العربية.

Email