80 عملاً في الشارقة تتنوع بين الكاريكاتير والنحت والتشكيل

جورج بهجوري يحكي تجاربه في لوحات «تعابير إماراتية»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى ما يقرب من نصف قرن، لم يتوقف الفنان المصري جورج بهجوري عن استكشاف طرق مبتكرة للتعبير وتجديد ممارسته وتجربته الفنية، التي أضاء عليها متحف الشارقة للفنون، أول من أمس، ضمن فعاليات الدورة السادسة لمعرض «علامات فارقة»، إذ استضاف معرضاً خاصاً ببهجوري، والذي حضر والتقى الجمهور.

يضم المعرض، الذي افتتحه الشيخ خالد بن عبد الله بن سلطان القاسمي رئيس دائــرة الموانـــئ البحرية والجمـارك في الشارقة، 80 عملاً، تعكس تجربة الفنان منذ بداياته في الخمسينيات، حين كان طالباً يدرس في القاهرة، وحتى أعماله الأخيرة، وتتخصص الأعمال في مجموعة من المجالات، وتتنوع ما بين الكاريكاتير والنحت والتشكيل.

الأب الروحي

«البيان» التقت جورج بهجوري، وهو الشخص الذي يعرف بأنه «الأب الروحي للكاريكاتير». ونشرت رسوماته في الصحف العربية لعقود من الزمن. إذ قال: إن الحياة علمتني أن أختزل كل تجاربي في لوحاتي وأعمالي الفنية، مروراً بالأحداث السياسية أو الفنية التي مررت بها.

كما يعبر الفنان عن استيائه الشديد من طريقة الإحساس بالفن حالياً. ويقول: «الفن التشكيلي العربي لا يعرف العالمية، حيث إنه لا يوجد إحساس باللوحة، كما كان يدرس الفن سابقاً، فالفنان حالياً، لا يعتمد على التأمل باللوحة لفترة طويلة والشعور بها، وهو ما ينقص الفنانين الآن، وذلك يؤرقني، ويجعلني أفكر كثيراً في مستقبل الفن.

وأكد بجهوري، أن ما ينقص الفنان هو تقبل الآخر، والتعصب، ولفت إلى أنه لا بد من حضور الفنان معارض في أوروبا، ليكتشف لوحات ليوناردو دافنشي ويحبها. وليفهم لماذا رسمت الموناليزا بهذه الطريقة.. وماذا كان يفكر الفنان عندما رسم هذه اللوحة.

رسام كرتوني

تحكي لوحات المعرض، سيرة إبداع بهجوري، وتتضمن لوحاته وأعماله في شتى المراحل. إذ إنه بدأ دراسته في كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1949، تحت إشراف حسين بيكار، الذي كان أحد أهم رواد الفن المعاصر في مصر، وخلال فترة الخمسينيات من القرن الـ 20، عمل بهجوري رساماً كرتونياً في صحيفة «روز اليوسف» و«صباح الخير».

ثم انتقل عام 1969 إلى باريس التي يقيم فيها منذ 35 عاماً. أما المرحلة الثانية من حياته، والتي تُعرف بـ «الولادة»، فتتضمن أعمال بهجوري في باريس في فترتي الستينيات والسبعينيات، خلال مرحلة دراسته في كلية الفنون الجميلة.

ولن تكون مرحلة فن «الكاريكاتير» بغريبة جداً على الزوار، خاصة أنها ساهمت في شهرة بهجوري، كواحد من أبرز النقاد السياسيين من بين أبناء جيله، وصوّر في هذه المرحلة، شخصيات سياسية ومفكرين ومثقفين في مصر والشرق الأوسط.

وفي قسم «التجريب» يستكشف المعرض الطرق المبتكرة التي عبر بهجوري عن نفسه خلالها، باستخدام مختلف الوسائل في العديد من المجالات، ومن بينها الرسم والنقش والنحت والطباعة على النسيج.

كما تتنوع الأساليب الفنية التي يعتمدها ما بين التكعيبية والتعبيرية، وصولاً إلى بعض التأثيرات السوريالية، والتي تظهر جلياً حتى في منحوتاته، إذ لا يستقر بهجوري على نمط واحد، فتارة يستخدم البرونز، وتارة الخشب، وتارة يمزج ما بين الأساليب. كذلك اشتهر بهجوري بلوحاته التي يصور فيها أسطورة الغناء المصري أم كلثوم، التي تظهر على مسرح بعدة أشكال..

وباستخدام عدة أنماط من الرسم التعبيري، وأسلوب الفن التكعيبي، وتتضمن مرحلة «انعكاس الذات» لوحاته الشخصية المرسومة بمختلف الوسائل والأشكال، بعضها جاء بشكل ساخر، فيه شيء من الدعابة، والبعض الآخر عبر عن أفكاره العميقة.

فنان شامل

وقالت منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة: لا تقتصر شهرة الفنان، على كونه فناناً كاريكاتيرياً ورساماً كرتونياً، يتناول في رسوماته نقداً سياسياً، بل هو فنان شامل، ونحّات وروائي وممثل، لذلك، نحن ندعو الجميع من طلاب وفنانين، للاستفادة من هذه الرؤية الفريدة، التي يقدمها في أعماله المتنوعة.

Email