العربات في فيينا.. السحر إن نطق

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشهد العربات التي تجرها الخيول في شوارع فيينا والتي تعرف باسم «الفييكا» ويعود تاريخها لعام 1693، يعد واحداً من أروع المشاهد التي تبقى في ذاكرة السياح، لكنه مشهد يثير القلق في عاصمة الدانوب قلب أوروبا الساحر.

قانون

فقد عادت إلى الواجهة قضية العربات مرة أخرى بسبب الخسائر التي تلحقها حوافر الخيول بأهم شوارع المدينة الإسفلتية، وهي ليست المرة الأولى التي تجابه فيها الفييكا مشكلة، فقبل عامين خاض سائقوها معركة مع السلطات، رافضين قانوناً يلزمهم بإلباس خيولهم «حفاظات» حتى لا تتسخ المدينة من جراء المخلفات الحيوانية وروائحها.

ورغم احتجاجهم ومساندة مؤيديهم، ممن رأوا في القانون قسوة تتعارض وطبيعة تلك الحيوانات، إلا أن القانون أجيز وأصبح سارياً ومن يخالفه يعرض نفسه للعقاب، وحالياً يعارض الكثيرون الأغطية البلاستيكية لحوافر الخيول لما ستدخله من تغيير على صوت الحوافر، وهو صوت يطربهم منذ قديم الزمان.

ترخيص

تم ترخيص أول «فييكا» كعربة نقل عام 1900. ومع حلول سيارات الأجرة تحولت الفييكا إلى وسيلة سياحية تنقل زوار المدينة في جولة حول أشهر معالمها ويبلغ عددها اليوم 170 عربة، والتي تصل تكلفة مشوارها لمدة 45 دقيقة إلى 90 يورو يستمتع خلالها السائح برؤية مبنى أوبرا فيينا والبرلمان وقصر الهوفبورغ وغيرها من آثار تاريخية وبقصص مشوقة يحكيها السائق عن كل معلم.

تطور

الفييكا لم تعد مركبة قاسية المقاعد بل تطورت وأصبحت أكثر نعومة ورفاهية مع تطور الزمان. واليوم لا يتم التصديق بتصريح لقيادتها إلا بعد اجتياز امتحان خاص، وبعد الالتزام بقواعد صارمة في مقدمتها الالتزام بزي معين كأزياء القصور الامبراطورية، عبارة عن بدلة سوداء وقميص أبيض بالإضافة إلى قبعة حتى لمن يقدنها من النساء وهن قلة.

أضف إلى ذلك ضرورة أن تحشى مقاعدها بفراش وثير، تضاف إليها ألحفة وأغطية خفيفة تستخدم في حال احتاجها الركاب بسبب برودة الطقس، لكنها أكثر انتشاراً أثناء فصلي الربيع والصيف عندما يكون الطقس مشمساً.

مواقف

وللفييكا مواقف معروفة منها على سبيل المثال موقع سينت بيترز، بالقرب من كنيسة القديس استيفان، وموقع ثان بميدان هيلدن أمام قصر الهوفبورغ، وثالث أمام مسرح البورغ تياتر مواجها لمبنى البلدية، الرات هاوس، ورابع بالقرب من متحف الالبرتينا بالقرب من مبنى الأوبرا.

جروح موزارت

كثيراً ما شكا الموسيقار النمساوي الأشهر موزارت لوالده في خطابات لا تزال محفوظة أن مقاعد هذه المركبات تسببت له بصلابتها في جروح تتعبه أثناء رحلاته وتنقلاته. مؤكداً أنه رغم ذلك يحبها، وعلى ظهرها راودته كثير من ألحان معزوفاته.

Email