معرض يبرز فنياته في الصحافة ودوره الاجتماعي

حوار مفتوح عن بلاغة الكاريكاتير في ندوة الثقافة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعوّد الكثير منا على قراءة الكاريكاتير قبل سواه من المقالات والموضوعات عندما نتصفح الجريدة، فقد أصبح الكاريكاتير أحد أعمدة السلطة الرابعة، وصورة معبرة عن واقع المجتمع، ومزيجاً ساخراً وممتعاً بين الواقع والخيال، وفناً بسيطاً وطريفاً قريباً إلى القارئ العربي، ويعتمد على المبالغة والتضخيم، ويتناول الموضوعات السياسية والاجتماعية التي تشغل الرأي العام، سواء في الوطن العربي أو العالم، كما أصبح للكاريكاتير اليوم دور بارز في الدفاع عن قضايا المجتمع وحقوق الإنسان، ولأهميته نظمت ندوة الثقافة والعلوم، أول من أمس، حواراً مفتوحاً عن بلاغة هذا الفن بعنوان «الكاريكاتير صورة أبلغ تأثيراً»، كما صاحبها معرض للكاريكاتير.

مسيرة وأسماء

الفعاليات نظمت بحضور معالي محمد أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وسلطان صقر السويدي، رئيس مجلس إدارة الندوة، وبلال البدور، نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، والكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي، رئيس مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، وعدد من أعضاء الندوة والمهتمين بفن الكاريكاتير، يتقدمهم رسام الكاريكاتير السعودي الدكتور علي القحيص، وفنانة الكاريكاتير آمنة الحمادي، وفنان الكاريكاتير خالد الجابري.

أدارت الندوة الكاتبة صالحة عبيد، وقالت: «مع تطور مسيرة الصورة الكاريكاتورية في المنطقة، والمرور بالكثير من المحاولات والأسماء التي وثّقت أول حضور كامل لها في المنطقة منذ ستينيات القرن العشرين، بأسماء مثل: محمد أمين وحسن شريف في السبعينيات، لتتلاحق بعدها التجارب، ونصل اليوم في مسيرة هذا الفن إلى فنانين استطاعوا أن يعكسوا تلك الصورة الكاريكاتيرية، ويؤكدوا تأثيرها في المجتمع».

توثيق الصورة

في مداخلة لمعالي محمد أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، قال: «أشعر بالسعادة عندما أشاهد مواهب جديدة في الإمارات، وعلى رأسها فن الكاريكاتير، ولا شك أن الفنان يتأثر بالبيئة والظروف السياسة والاجتماعية المحيطة به، كما أن هناك بعض الفنانين الذين تكون لديهم قدرات أكبر لتوثيق الصورة لتصل إلى العالمية»، وأكد المر أنه يجب على دور النشر توفير كتب للقراء الشباب والمحبين لهذا الفن بشكل عام، وتمنى من المواهب العربية والمحلية أن يبدعوا أعمالاً من البيئة المحيطة بهم.

وعن العلاقة بين الكاريكاتير والرأي العام، تحدث الدكتور علي القحيص، حيث قال: «إن الكاريكاتير أصبح له تأثير قوي، ويعتبر من الفنون البصرية، ولكنه لا يزال يحبو في دول الخليج، وهو فن من فنون الرسم، وصورة مبالغة بهدف السخرية والنقد الاجتماعي أو السياسي، وقد بدأ في فرنسا، وهي كلمة باللغة الإيطالية تعني المبالغة، وتطور هذا الفن، وأصبح يلازم الصحافة، وأصبح له دور في المجتمع ويقود الرأي العام، فقد اغتيل رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي في أحد شوارع لندن لخطورة رسومه، فقد كان المبدع الحر الذي قدم صورة هادفة مختلفة عن عصره وقضيته».

المرأة والكاريكاتير

عن كيفية تقبل المجتمع لرسامة الكاريكاتير، قالت الفنانة آمنة الحمادي إنه لا يوجد فرق بين المرأة والرجل، فالكاريكاتير فن يعتمد على جودة الفكرة، ولكن ما يزال عدد رسامات الكاريكاتير في الوطن العربي يعد على أصابع اليد الواحدة، إنه عدد قليل مقارنة بالرجال، ومن ناحيته يرى رسام الكاريكاتير خالد الجابري الذي يعمل في صحيفة «الرؤية» أنه متحيز للرجل في رسومه الكاريكاتيرية، وقاسٍ بعض الشيء علي المرأة، ولكنه بشكل عام يحاول أن يكون محايداً ومتوازناً.

القدرة على النقد

ويرى الدكتور القحيص أن فن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً، وقال القحيص: «أتمنى أن تصقل هذه المواهب، ليكون رسامو الكاريكاتير المحليون مشاركين بشكل أكبر في المعارض العربية والدولية».

وتناول الفنانون الحديث عن الخط الأحمر في فن الكاريكاتير، فأشار خالد الجابري إلى أنه بحكم خبرته اكتشف أن هناك مساحة معينة لا يجب تجاوزها، خاصة في الدين والعادات والتقاليد، ولكنه يرى أن الخط الأحمر يتغير حسب الزمن، كما أكدت الحمادي أن العادات والتقاليد يجب عدم تجاوزها.

سبق

تحدث الكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي عن رسامي الكاريكاتير، ووصفهم بأنهم مظلومون، وأكد أن جريدة «البيان» كانت سباقة في دعمهم، فقد تبنت مشروعاً في مهرجان دبي للتسوق، وأقامت معرضاً خاصاً بفن الكاريكاتير، شارك فيه عدد كبير من رسامي الكاريكاتير من الوطن العربي، واستمر المعرض دورتين متتاليين.

Email