فوتوغرافيا

عرس الألوان

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداً سترون العالم بالأبيض والأسود، لن يكون هناك مجالٌ لرؤية ألوانٍ أخرى في هذا اليوم بالتحديد! هذه الحقيقة لا علاقة لها بتقارير الأرصاد الجوية ولا حالة الطقس ولا سرعة الرياح. السرّ وراء اختلال حركة الألوان مساء الغد سيكون في مبنى البوابة بمركز دبي المالي العالمي، ستسافر كل ألوان الطيف من جميع أنحاء العالم لتسكن في دبي، الألوان وحدها ستختار في هذه الليلة الفريدة من يحمل تاجها.

مساء الغد، سيتم كشف الستار عن الصور الفائزة بالدورة الرابعة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، المحور الرئيسي لهذه الدورة كان «الحياة ألوان»، بينما المحاور الأخرى هي «العام» و«وجوه» بالأبيض والأسود، إلى جانب «التصوير الليلي».

عددٌ من أصحاب السمو والمعالي والسعادة على رأسهم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وليّ عهد دبي وراعي الجائزة، سيشهدون هذه التظاهرة الفنية اللونية المكتنزة بالجمال والإبداع المفعمة بالترقّب والفوز والفرح. إنه يوم الحصاد لمن بذروا بذور الجهد والتعب والإبداع طوال أشهرٍ ماضيةٍ توّاقين لاعتلاء منصة التتويج وحصد أحد ألقاب هذه المسابقة التي تُعتبر من أهم جوائز التصوير الفوتوغرافي على مستوى العالم.

إنها ليلةٌ غير قابلةٍ للنسيان، خصوصاً لهؤلاء الذين ستفتح لهم صفحة جديدة في علاقتهم مع الفوز، ليلة ستطيلها شهقات اللهفة والخوف، نظرات الدهشة والترقّب، صرخات الحماسة ودموع الفرح الغالية، إنها ليلة عرس الألوان التي ستبهر الملايين حول العالم بلوحاتٍ فنيةٍ ساحرة اجتازت مراحل صعبة وصارمة من التحكيم والتقييم والتدقيق حسب مقاييس المحكّمين الدوليين، إلى أن كُتب لها أن ترى النور في هذه الليلة، وتصبح خلال ساعاتٍ حديث القاصي والداني وتتصدّر صفحات وسائل الإعلام محلياً وإقليمياً ودولياً.

تأمّلوا معي حال شابٍ أو فتاة تتسارع دقات قلوبهم وترتجف أوصالهم شغفاً بالفوز وطمعاً بالمجد، يطلبون من أمهاتهم وذويهم الدعاء لهم بالتوفيق، لا أحد يعرفهم سوى أهاليهم ودائرة معارفهم المحدودة، لكنهم في ليلةٍ واحدة، سيصبحون مطلب مئات الصحافيين والمراسلين ومعدّي البرامج والمحاورين، ستصبح قصص فوزهم وصورهم الشخصية والصور التي التقطتها كاميراتهم على مرأى ومسمع الرأي العام، سيكونون مصدر فخرٍ واعتزازٍ لعائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم، سيبنون علاقة جديدة ممتعة مع أضواء الشهرة ومراتب النجاح وآفاق الفرص وسماوات الانتشار.

بعد أن كانت صورهم تسكن كاميراتهم وحواسيبهم فقط! ستجوب العالم وتجد مكانها في معارض فنيةٍ يحتشد الجمهور بالمئات لدخولها والاستمتاع بالعبق الفني لمقتنياتها، إنها تعويذة الفوز العجيبة، التي تنقل أصحابها من حالٍ إلى حال، أرجو لكم جميعاً أن تعايشوها يوماً من الأيام.

فلاش

ليلة الفوز تتحدّث بلغة الإحساس فقط، فالكلمات تقفُ أمامها عاجزة

 

سحر الزارعي

الأمين العام المساعد للجائزة

@SaharAlzarei

Email