"دبي كانْفَس" يستقطب الجمهور بعروض فنية متميزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستقطب مهرجان "دبي كانْفَس" الثقافي الفني، الذي ينظمه "براند دبي" التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، في دورته الأولى اهتمام شريحة عريضة من الجمهور الذي حرص على زيارة المهرجان والمشاركة في مختلف فعالياته التي راعت إدارة المهرجان تنوعها واتساقها مع رسالته الهادفة إلى إبراز الروح الإبداعية الفريدة لدبي، إذ كان البُعد الإبداعي حاضراً في كافة أنشطة الحدث الذي ركّز مع انطلاقه على شكل فريد من أشكال الإبداع الفني لم يسبق له الانتشار في المنطقة العربية عموماً وهو فن الرسم ثلاثي الأبعاد والذي ينفذه مبدعوه "على الأرض" وغالباً في المناطق العامة.

وإلى جانب عروض الرسم الحي التي يقدمها مجموعة من أبرز الفنانين العالميين رواد الرسم الثلاثي الأبعاد، والتي تتيح للجمهور متابعة الأسلوب الذي يتم به إبداع تلك اللوحات ذات البُعد الوهمي المُعتمد في الأساس على فكرة المنظور وزاوية الميل، يضم مهرجان دبي كانْفَس مجموعة متنوعة من الفعاليات والتي يمكن الاستمتاع بها والمشاركة فيها حتى السابع من الشهر الجاري، في منطقة "ذا بييتش" مقابل جميرا بييتش ريزيدنس، إذ حرصت إدارة المهرجان على أن تتناسب الفعاليات مع جميع الفئات العمرية بما فيهم الأطفال، الذين خصص لهم المهرجان ركناً خاصاً للتدريب على الرسم ليجمع بذلك بين المتعة والتعلم في آن.   

وحرصاً على تعزيز الفائدة العملية المرجوة من وراء المهرجان، حرصت اللجنة المنظمة على تضمين سلسلة من ورش العمل التي قدم فيها الفنانون العالميون المشاركون، وفي مقدمتهم الفنان الأميركي "كيرت وينر" رائد فن الرسم ثلاثي الأبعاد، خلاصة تجربتهم الفنية إلى الشباب الذين حرصوا على المشاركة لاسيما دارسي الفن منهم، حيث كانت النقاشات التي تضمنتها تلك الورش مصدر فائدة حقيقية أثنى عليها الحضور مثمنين الرعاية التي أولاها "براند دبي" للشباب وترجمها في خيارات متعددة تحقق لهم أقصى فائدة ممكنة بما في ذلك معايشة رموز أحد الفنون المعاصرة الآخذة في الانتشار حول العالم والتعلم منهم بصورة عملية وعلى أرض الواقع.  

تناولت الورش، التي أقيمت في أماكن عمل الفنانين على لوحاتهم، العديد من الجوانب المتعلقة بهذا الفن بما في ذلك تقنيات الرسم ثلاثي الأبعاد، وشرحاً لعلاقة المساحة بالمنظور الفني للعمل، وكذلك الدور الذي يلعبه تدرج الألوان وطرق استخدام الظل والنور، بالإضافة إلى الزوايا المستخدمة لخلق هذا الإحساس بوجود بُعد ثالث وهمي في اللوحة. 

وقد أشاد الطلاب المشاركون في الورش على أهمية استضافة دبي لمثل هذه المهرجانات الفنية الكبيرة، والتي من خلالها يمكنهم التعرف إلى الأساليب والمدارس الفنية الحديثة، واستضافة كبار الفنانين ورواد الفن في العالم، بما يسهم في تبادل الخبرات وصقل المواهب الإبداعية الشابة، كما أعرب الطلاب عن امتنانهم للجنة المنظمة على توجيه الدعوة لهم لحضور النسخة الأولى من المهرجان، مطالبين بالمزيد من تلك المناسبات الفنية التي تعزز قدرات المبدعين المحليين، وتتيح لهم فرصة مواكبة تطورات الفن ومدارسه واتجاهاته عالمياً.
 
رياضة إبداعية
ومع كون الإبداع الخط الرئيس لمهرجان "دبي كانْفَس"، فتتضمن فعالياته عروضاً مبدعة ومنها ما هو ذي طابع رياضي تقدمه فرقة "ثري رَن" (3 Run) العالمية، المتخصصة في تقديم نمط استعراضي مُبتكر يجمع بين الرياضة والأكروبات والحركات استعراضية، والذي انتشر بصورة ملحوظة خلالا السنوات القليلة الماضية لاسيما في الغرب، حيث يقدم الفريق رياضة العدو في قالب جديد يتضمن تخطي الحواجز المتنوعة الأشكال والأحجام والقفز بين العوائق المرتفعة عن الأرض، من خلال حركات هوائية يقومون بها بطريقة فنية تُمتع الجمهور بأسلوب فريد، حيث تتماشى فكرة هذا الاستعراض مع مضمون المهرجان القائم على مفهوم الإبداع والابتكار مع إضفاء أجواء من البهجة على الحدث.

ويعتبر فريق "ثري رَن" واحداً من أشهر الفرق الإنجليزية المتخصصة في الفن الاستعراضي المعروف بوصف "العدو الحر" (Free Run)، إذ حصل الفريق على عدة جوائز عالمية تقديراً لإبداعه في هذا الشكل من العروض.

شاشات تفاعلية
ولتوفير كافة المعلومات التي من شأنها مساعدة الزوار على تحديد أوقات ومواقع الفعاليات ضمن المهرجان، حرصت اللجنة المنظمة على توظيف التقنيات الحديثة، من خلال تثبيت شاشات تفاعلية في مناطق مختلف من منطقة المهرجان في "ذا بييتش" مزودة بخرائط إلكترونية للمكان، ويستطيع الزائر بكبسة زر على أيّاً من تلك الشاشات معرفة أماكن إقامة العروض والفعاليات، والتعرف إلى الفنانين المشاركين، ومعرفة معلومات مفصلة عنهم، وكذلك أماكن الأعمال التي سيقومون بتنفيذها أمام الجمهور، ومن ثم التوجه بسهولة إلى الموقع المنشود.    

إبداع لوني "بالطبول" 
تتكامل العناصر الفنية المختلفة في مهرجان "دبي كانْفَس" لتبرز في كل لمحة وتفصيلة مفهوم الإبداع، إذ يتابع الزوار ضمن الفعاليات المصاحبة رسم الأعمال الفنية ثلاثية الأبعاد على أنغام الموسيقى، التي تعزفها مجموعة من الفنانين المتميزين ، ليمتزج الصوت بالصورة مكونان بعداً إبداعياً جديداً يضاف إلى تفرّد الحدث الذي يحل ضيفاً للمرة الأولى على دبي والمنطقة.

ويستمع الحضور لمقطوعات موسيقية بديعة يقدمها عازفوا الساكسفون، والجيتار، والهارمونيكا، كما يتجدد موعد الجمهور يومياً مع عرض مميز يقدمه "قارع طبول الألوان"  "paint drummer"، وهو عرض فني التي ينثر فيها الألوان على مجموعة من الطبول التي تتناثر ألوانها بمجرد الطرق عليها، تماشياً مع ما حولها من رسومات وألوان.

منطقة الأطفال
تستقبل منطقة الأطفال داخل المهرجان، والتي أقيمت بالتعاون مع المكتب الثقافي لحرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، العديد من المواهب الصغيرة، وذلك في إطار حرص اللجنة المنظمة على غرس روح الإبداع في نفوس النشء وصقل مواهبهم، وتنمية حسهم الفني، من خلال تعليمهم مبادئ الرسم، وإشراكهم في الفعاليات الفنية والترفيهية التي تسهم في غرس روح الإبداع في نفوسهم، علاوة على منحهم وقتا من للمتعة والترفيه بأسلوب محبب إلى قلوبهم. وتوفر منطقة الأطفال كافة الأدوات اللازمة للرسم، إضافة إلى مشرفين من الفانين المحليين لمساعدة الأطفال وتبسيط القواعد الفنية بأسلوب سهل يفهمه الصغار. 

Email