«حفلة تنكرية» .. نقلة نوعية في تجربة سوزان ناصيف

سوزان بجانب إحدى لوحاتها - البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدرك الزائر خلال جولته في المعرض التشكيلي الفردي «حفلة تنكرية» للفنانة اللبنانية سوزان ناصيف المقيمة في الإمارات في غاليري «أوثنتيك» بالجميرا، أنه بصورة ما جزءُ من الحفلة التنكرية لجوقات من الوجوه المنكسرة والمنكفئة على نفسها إما في نظرات حزن واستسلام أو إدانة واتهام أو انسحاب من واقع الحياة أو تفاعل غامض، كما هي أحداث الزمن المعاصر. وتكمن خصوصية المعرض الذي يستمر حتى 17 الجاري، ويضم 33 لوحة، في قدرة سوزان على تصوير بانوراما لوجوه متزاحمة في حضورها على حيز مساحة الكانفا، لتبدو أقرب إلى عدسة الكاميرا أمام حشد من الجمهور، أو بورتريهات لوجوه مستلهمة من شخصيات تاريخية تحمل ملامحها عبء وهموم الزمن.

ويدرك الزائر المتابع لأعمال سوزان الفنية السابقة النقلة النوعية في مواضيع لوحاتها، من أعمال استلهمتها من عالم مشاهير الفنانين بأسلوب الواقعية السحرية، إلى واقع مستلهم من نبض وجع عدد من شعوب البلدان العربية الرازحة تحت حروب لا تهدأ.

وتجمع سوزان في أعمالها بين تقنيتين هما: وسائط الفنون الحديثة الرقمية والرسم التشكيلي، بهدف استلهام مؤثرات تزيد من درامية الموضوع، لتعتمد في ألوانها على الرماديات والألوان الداكنة.

ضحايا أبرياء

تقول سوزان لـ«البيان» عن التحول في تجربتها: «كنت أرسم وأنا في حالة كالبركان، من ضخ الإعلام وقراءتي لوجوه ضحايا أبرياء من أطفال ونساء يعيشون واقعاً أو ظروفاً أقوى من قدرتهم على احتمالها أو حتى فهمها، والتركيز على تعابير وجوههم وتحديد العيون لإبراز حالة العجز الإنساني. كنت أشعر كأنما تحول بصري إلى عدسة لكاميرا العقل. وهكذا كنت أرسم وأستغرق لأعود بعد ساعتين أو ثلاث لأتساءل أين كنت؟ ومعظم لوحات المعرض رسمتها في العام الجاري.

Email