كراسة ديلان توماس تطل من المجهول بعد 70 عاماً

ديلان توماس

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهرت، أخيراً، كراسة لم يكن يدرك أحد وجودها سابقاً للشاعر ديلان توماس، وتحتوي على مسودات ومراجعات لبعض أكثر القصائد تحدياً. ويأتي ظهورها بعد مضي أكثر من 70 عاماً على طلب حماة الشاعر، إيفون ماكنامارا، من خادمها لوي كينغ، حرق الكراسة في مرجل المطبخ.

وأفادت صحيفة «غارديان» البريطانية في تقرير صدر لها، أخيراً، بأن الكراسة التي بقيت لعقود حبيسة أحد الأدراج، يمكن أن تلقي ضوءًا جديداً على قصائد يجدها معظم الخبراء المطلعين على أعمال توماس مثيرة للحيرة. وقد ذكر جون جودباي، أحد الرواد المتعمقين في أعمال توماس «أنه الاكتشاف الأكثر إثارةً منذ وفاة الشاعر عام 1953.».

وتتسم القصة الكامنة وراء الكراسة، التي يمكن أن تصل قيمتها إلى 150 ألف جنيه استرليني، بالإثارة كذلك، وتظهر لمحةً عن العلاقة الشائكة، التي كانت تجمع بين توماس وإيفون ماكنامارا، والدة زوجته كايتلين، التي تعذبت طويلاً. ويقول توماس في رسالةٍ كتبها مرةً لأحد أصدقائه من منزل حماته في هامشير: «تحدّ هذه البلدة الإنكليزية المسطحة مستوى الذكاء، وتفقر المخيلة، وتضيّق الآفاق، تنفث أذناي صمغاً قديماً ومقاطع منسية من موسيقى غير مفهومة، أقبع هنا كارهاً حماتي، محملقاً بها، متأففاً منها، من داخل الركن الكئيب الصامت.».

دفتر تمارين

تتضمن الكراسة، وهي عبارة عن دفتر تمارين مدرسي قديم، 19 قصيدة مكتوبة بخط يد توماس، حين كان في العشرينيات من عمره. وجميع تلك القصائد منشورة، إلا أنها لا تتطابق مع المدونات الأصلية، التي تنطوي على عدد من الحذوفات، والرسوم والمراجعات. وقد أخذها مالكوها إلى دار مزاد سوثبيز، حيث أصيب الخبراء بالدهشة، «إنه لأمر بغاية التشويق. إنه شيء يجهل وجوده الخبراء، والباحثون، والجميع» وفقاً لما جاء على لسان غابرييل هيتون، أحد الاختصاصيين بالمخطوطات.

ديوان

لقد أمضت الكراسة معظم حياتها داخل درج مرفقة بملاحظة خطّها لوي كينغ، الخادم الذي كان يعمل في الثلاثينيات، لدى إيفون ماكنامارا، التي يرجح أن تكون قد طلبت منه التخلص منها. تقول الملاحظة: «يعود الديوان هذا إلى توماس ديلان، ويرافقه عدد كبير من الأوراق، التي طُلب مني إحراقها في مرجل المطبخ. إلا أني أنقذتها، ونسيت أمرها، حتى قرأت نبأ وفاة الشاعر.».

لن نعرف مطلقاً ما إذا كانت إيفون ماكنامارا قد طلبت إحراق الكراسة بدافع العداوة، التي كانت تضمرها لتوماس، أو لأنها ظنتها ببساطة مجرد قمامة. وقال هيتون في هذا الصدد: «لعلها لم تكن ترى أية ضرورة للإبقاء على مسودة مخطوطات صهرها.». كما أننا لن نعرف أبداً ما إذا كان توماس نفسه قد تعمّد رميها أو أنه أضاعها، حيث له حالات سابقة على ذلك.

قرابة

العائلة المؤتمنة على كراسة توماس تربطها صلة قرابة بلوي كينغ إلا أنها تفضل أن تبقى مجهولة. وسيتم عرض الكراسة للبيع في التاسع من ديسمبر المقبل، حيث يقدر أن يتراوح ثمنها بين مئة ومئة وخمسين ألف جنيه استرليني.

Email