يقال إن الرجال أكثر ذوقاً من النساء، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأزياء والتصميم ، والدليل أن أكثر المصممين العالميين شهرة هم من جنس الذكور.
سعيد المهيري الإماراتي الملقب بـ"Saud of Arabia" هو أحد المصممين الذين سيسطع نجمه في سماء العالمية قريباً بفضل تصاميمه الفريدة والغريبة من نوعها .
يقول المهيري؛:" منذ صغري وأنا أهوى التصميم والرسم واهتم بالتفاصيل الدقيقة فيها، ولقد ساعدتني نشأتي في مدينة الضباب "لندن" في احتراف مهنة تصميم الأزياء ، واستهوتني فترة الثمانينات والتسعينات حين كانت غالبية التصاميم تعتمد على نوع الأقمشة والتطريز، فالقطعة قبل أن ترتدى تمر بعدة مراحل ابتداءً باختيار نوع القماش والطباعة مروراً برسم تصميم الفستان والتطريز انتهاءً بتنفيذه وارتدائه ، ومن هذه الفترة بالذات استلهمت خطي الخاص بالأزياء.
وأوضح المهيري أنه في مرحلة التسعينيات كانت الموضة السائدة هي الحرائر المطبوعة، و التي استخدمها بكثرة المصممان العالميان جياني فيرساتشي، وروبيرتو كافالي، ومن هنا بدأ اهتمامه يزداد بتلك الأقمشة، وأصبح فضوله متركزا في معرفة كيف يتم تصميم القماش، وتنفيذه على جميع أنواع الأقمشة، مشيراً إلى أنه مع التطور العلمي والتكنولوجي، أصبح لدى كل شخص الحس الفني والقدرة على تنفيذ تصاميمه من خلال هذه التقنيات مثل الفوتوشوب وغيرها من البرامج التي أصبحت متاحة للجميع.
معارضة وصعوبات
يعود المهيري بذاكرته للوراء فيسرد لنا موقفاً مر عليه حين كان يطلع على احدى مجلات الازياء ويقرأها أمام والدته التي سرعان ما سحبتها من يده وألقتها في سلة النفايات ونهرته بشدة ، وذلك بالطبع يعود للبيئة المحافظة التي نشأ عليها ولطبيعة المجتمع في الماضي الذي كان يعتقد أن اقتحام الرجل لعالم الأزياء هو أمر غير مقبول البتة .
ولكنه على الرغم من الصعوبات التي واجهته قرر أن يرضي أهله ويرضي ذاته فلجأ إلى اختيار اسم مستعار يطل به للجمهور وقرر إخفاء صورته وهويته الحقيقية عن الناس من أجل الحفاظ على رغبة اهله وقراراتهم وفي الوقت نفسه عدم منع نفسه من أمر هو يحبه ويجد روحه فيه .
كان المهيري يعرض أقمشته على محلات بيع الأقمشة في الإمارات ولاقى اقبالا كبيرا من الناس على تصاميمه، ويشير إلى أنه في السابق لم يكن هناك تطور تكنولوجي كما هو الحاصل الآن فكان يستعين بمجلات الازياء للاطلاع على كل ما هو جديد بالإضافة إلى التواصل مع دول الاناقة العالمية كإيطاليا وفرنسا وزيارة المصانع والمعامل للاطلاع على الرسومات والتصاميم الدارجة في كل موسم.وكانت غالبية تصاميمه تعتمد على المصادر التاريخية، والموضة العالمية، و كذلك مخيلته الزاخرة بالأفكار الابداعية.
واوضح المهيري "ان تصاميمي ليست مرتبطة بفئة أو عمر معين، فعندما أقوم بتصميم النقشة على الكمبيوتر أضع في عين الاعتبار أولا بأن تتناسب مع جميع الأحجام والأعمار، لذلك حين أتاني عرض لتصميم مميز لأصغر زبونة لدي تبلغ من العمر شهرين بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي ، لم اعارض لأني واثق بأني سأقوم بتصميم امر خلاب لها ويناسب عمرها ".
تمساح كارتيير
ما يميز المهيري هو إمكانية تحويلة للمعادن والاحجار الكريمة إلى طبعات حريرية ونقشات في غاية الجمال والاناقة، الامر الذي سهل على محبي التراث في ارتداء أزياء تراثية بلا أي تكلف او ثقل ويذكر لنا المهيري قصة طريفة ألهمته احد التصاميم هي للممثلة المكسيكية "ماريا فيلكس" والتي كانت تعرف باسم " لادونا دي كارتيير" حيث ذهبت إلى متجر كارتيير وفي حوزتها تمساح حقيقي بطول الكف وطلبت من مصممي المجوهرات هناك بأن يصمموا لها عقداً بحجم وشكل التمساح ، وخلال شهور نفذت الدار التصميم بدقه متناهية وبإبهار حقيقي ومن هنا كان الالهام حيث نفذ المهيري قطعة قماش تجمع بين الروح المكسيكية والعراقة الشرقية عبر طباعة العقد الماسي الشهير مبطناً بنقشة تمساح بنفسجي اللون.
وبالنسبة إلى أفكار ومخيلة المهيري يقول : تصاميمي هي أشبه بخلطة خاصة ومعروفة، خاصة لمتابعيني في الانستغرام، فأنا أحب التاريخ لذلك هو أول شيء أعتمد عليه في المقادير، ثانيا الاستعراض وكثيرا ما أنبهر بإليزابيث تايلور، ووردة الجزائرية، وشريهان، ومؤخرا ودون سابق انذار لفتت نظري الاعلامية السعودية لجين عمران التي ارتدت تصاميمي وكانت خير من يمثلها ويعطيها قيمتها بحق .
وعن طموحه المستقبلي يتمنى المهيري أن تدخل تصاميمه كل منزل وأن تمتلك كل انثى تصاميمه وترتديها لأنها على حد وصفه ما تستحقه كل فتاة .
