تنقل بين أغنياته المشهورة بصحبة أميمة خليل ويولا

مارسيل خليفة يغني محمود درويش وجمهوره يردد «منتصب القامة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن لقاء المغني اللبناني مارسيل خليفة أول من أمس مع جمهوره في دبي عادياً، فقد شكل رحلة طويلة في عالم أغنياته القديمة والحديثة، حملت في طياتها تحية كبيرة لرفيقه الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الذي هيمنت روحه على المكان، فكانت جل أغنيات خليفة مقتبسة من قصائد درويش، تمكنت بكلماتها من إبكاء الجمهور ولو داخلياً. خليفة لم يفرض هيمنته على الجمهور، وإنما أعطاه هامشاً من الحرية لمشاركته الغناء والتصفيق، لدرجة أن الجمهور تمكن من الاستيلاء على مقعد خليفة لدقائق، مردداً «منتصب القامة أمشي».

على الرغم من أن حفلة خليفة في دبي جاءت بمناسبة مرور 30 عاماً على انشاء مؤسسة التعاون، العاملة في مجال دعم الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم خصوصاً في داخل الأراضي الفلسطينية، إلا أن خليفة تمكن من تحويرها ليقدم فلسطين ومحمود درويش على طريقته، ونجح في استغلالها لتجديد علاقته الجدلية مع فلسطين التي لم تغب عن وعيه اطلاقاً.

أميمة ويولا

أغنيات كثيرة تنقل بينها خليفة بمصاحبة اميمة خليل ويولا، وبدأ خليفة حفلته بأغنية «ركوة عرب» تلك التي قدمها في ألبوم حمل ذات الاسم، وبين طياته حمل أغنيات كثيرة من بينها أغنيته المشهورة «يوسف» المقتبسة من قصيدة درويش «انا يوسف يا أبي»، ومنها انتقل إلى أغنيته «نزل الشتي» التي صاحبها تصفيق كبير من الجمهور الذي تحول إلى كورس ضخم لأغنية «الكمنجات» ليردد مع أميمة خليل «الكمنجات تبكي على العرب الخارجين من الأندلس، الكمنجات تبكي على الغجر الداخلين الى الاندلس»، حيث لم يقتصر الغناء على الصفوف الخلفية للجمهور وإنما شمل الصف الأول ايضاً الذي طلب منه خليفة مشاركته الغناء.

صمت الموسيقى

وكما صمتت الموسيقى في أغنية «محمد» التي قدمتها أميمة خليل، فقد التزم الجمهور الصمت ايضاً، فيما ترقرقت الدموع في بعض عيون الحضور الذين لم يتمكنوا من حبس دموعهم عندما قدم خليفة اغنيته المشهورة «أمي»، والتي قال انه سيغنيها فقط لمرة واحدة، والأمر كذلك انسحب ايضاً على أغنية «بين ريتا وعيوني» التي طلب خليفة من جمهوره التزام الهدوء اثناء غنائه لها، لتبدو أنها الأغنية التي تؤثر كثيراً فيه، فما كاد أن ينتهي منها حتى غطى وجهه بعوده.

عصفور وحورية

لم يكن لهذا الهدوء أن يستمر كثيراً عندما أراد خليفة أن يقدم اغنية «عصفور» التي أهداها الى الأطفال الموجودين في القاعة، مقدماً معها اعتذاره على تأخره عليهم، لينتقل من بعدها الى اغنية «عيناها» التي قدمها في ألبومه الجديد «سقوط القمر» وهي تعد واحدة من أبرز قصائد درويش التي كتبها في أيامه الأخيرة، متسائلاً عن هوية تلك المرأة التي كتب لها درويش قصيدته، ومنها قدم خليفة ويولا أغنية «حورية» وهي آخر قصيدة كتبها درويش لوالدته، ليقدم بعدها مقطوعة موسيقية رائعة جداً حملت عنوان «تانغو الاندلس» وهي المقطوعة التي سبق وأن قدمها في احد ألبوماته القديمة.

تصفيق دائم

 

الجمهور لم يلتزم الكثير من الصمت مع خليفة، فقد كان دائم التصفيق وترديد كلمات الأغنيات التي حفظها عن ظهر قلب، ولعل ذلك كان سبباً في دعوة خليفة للتصفيق للجمهور ومنحه ابتسامه عريضة.

Email