الموت يغيب الكاتب والسيناريست المصري محمد صفاء عامر

ت + ت - الحجم الطبيعي

(حدائق الشيطان) (الضوء الشارد)، (عدّى النهار)، (ذئاب الجبل)، وغيرها، أعمال ذُيلت بتوقيع المؤلف الكاتب والسيناريست محمد صفاء عامر، الذي غيّبه الموت، فجر امس ، تاركًا خلفه تركة كبيرة جدًا من الأعمال الفنية سواء على صعيد الدراما أو السينما، أبرزها كذلك فيلم (الهروب إلى القمة)، و(صعيدي رايح جاي)، و(اتفرج يا سلام) ، وتوفي عامر عقب صراع مع أمراض الجهاز التنفسي والقلب بأحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر.

كسر القوالب

ومن منطلق نشأته القروية بصعيد مصر، وبالتحديد في محافظة (قنا)، برزت العديد من الأعمال الدرامية لعامر التي وقعت أحداثها في صعيد مصر، فكان أبرزها على سبيل المثال (ذئاب الجبل) و(الضوء الشارد)، و(أفراح إبليس)، و(مسألة مبدأ)، وغيرها من الأعمال التي ثار فيها على الصورة النمطية لأهل صعيد مصر سواء من الرجال أو النساء، ورسم صورة جديدة كسرت القوالب الثابتة لدى الناس بشأن أهل الصعيد، فكانت شخصية الصعيدي الرومانسي في الضوء الشارد التي تعاطف معها الجمهور، وغيرها من الشخصيات التي صححت مفاهيم خاطئة عن أهل القرى ومحافظات الصعيد بوجهٍ عام، ليستحق بجدارة لقب (الصعيدي الثائر).

ومن أبرز ما ميّز دراما محمد صفاء عامر كونه كسر فكرة النمطية عن أهل الصعيد، وراح ينتقد كافة الأفكار المغلوطة هناك، ويكسر كافة الحواجز بهدف الكشف عن الملامح الرئيسية لأهل الصعيد، سواء من الناحية الاجتماعية أو الثقافية أو الفنية والسياسية وغيرها، ليقدم للمشاهد عملا دراميا دسما مليئا بالأحداث التي قدّمت أهل الصعيد بصورة حقيقية دون مبالغة أو تزييف للواقع.

محاكاة الواقع

وتميزت دراما صفاء عامر بمحاكاتها للواقع، وبعمق الأسلوب والجمل الحوارية، التي تتبع فكرة (السهل الممتنع)، ليصل بها إلى قاعدة جماهيرية عريضة من الناس، تجعله كاتب الدراما الأكثر شهرة عن الصعيد وأحواله وميزاته.. ومحمد صفاء عامر يعد ابن الصعيد البار الذي دفعته تنشئته بصعيد مصر إلى تكثيف وتركيز أعماله على أهل الصعيد ، ولم تقتصر إبداعاته عن الصعيد فحسب على الدراما، بل كانت له بضعة أعمال سينمائية بارزة في تاريخ السينما المصرية، كان آخرها فيلم (صعيدي رايح جاي)، الذي طرحه بصورة شبابية، ناقش فيها أيضًا شخصية الصعيدي، التي هو مهموم بها في أعماله، متخذها دائمًا وأبدًا مصدرًا لإلهامه في العديد من الأعمال التي كتبت اسمه في تاريخ الفن المصري على اعتباره واحدا من أهم وأبرز المؤلفين في تاريخ الدراما والسينما المصرية.

سيرة ذاتية

ومحمد صفاء عامر هو خريج كلية الحقوق، وكان قد تم تعيينه في النيابة، إلا أنه قدّم استقالته من سلك القضاء بعد ذلك وكان على درجة "مستشار" آنذاك؛ ليمارس موهبته في الكتابة، ولبراعته فقد تم تخصيص معاش استثنائي له، ويقول عن تلك الفترة: ندمت آنذاك جدًا عن الاستقالة التي اتخذت قرارها دون عمل أي حسابات للمستقبل، وحاولت العدول عنها، إلا أن نجاح مسلسل ذئاب الجبل جعلني أكمل المسيرة.

وكان عامر قد حصل على المركز الأول في الثانوية العامة (القسم الأدبي)، وقد كرمه عضو مجلس قيادة الثورة كمال الدين حسين (وزير التعليم آنذاك) وأعطاه شهادة تقدير ومبلغا من المال.. وورث عامر عن والده النزعة الأدبية، فقد كان والده خريج كلية دار العلوم وله العديد من المؤلفات غير المنشورة التي تعلم منها نجله واكتسب عشقه للقراءة والكتابة.

Email