في رحلة إلى سفر الكلمة والوجدان، حيث تجتمع الكلمات العاطفية باللحن العذب والأداء المزيّن بالشجن، راسمة مشاعر المحبين على صفحات التاريخ الفني العربي.. يبرز اسم الشاعر سالم الخالدي بكلماته الإبداعية الجمالية التي سافرت مع الألحان لتتردد في أرجاء العالم العربي، بعد أن صنع عتباً رقيقاً سكن مُخيلة جيل كامل، وشكَّل ذاكرة من حنين ينتصر للمفردات الأنيقة، الذي كان لنا معه هذا الحوار..

الكلمة أولاً

غنى لك عبد المجيد عبدالله «رهيب» و«يا طيب القلب»، و«قلبي يسلم عليك»، وغنت لك أحلام «تدري ليش أزعل عليك»، وكذلك ميحد حمد أغنية «جيتك بقلبي» والكثير من كلمات العتب والشجن التي أصبح يرددها المستمع إلى اليوم، برأيك من الأقوى تأثيراً في الشراكة التاريخية للأغنية بين الشاعر والملحن والمؤدي؟

أولاً، تأتي القصيدة حسب الموقف من عتاب أو حتى عكس ذلك، وكل هذه القصص موجودة في المجتمع بين الناس، منهم من يتقبلها، ومنهم من لا يتقبلها، وهذه طبيعة المجتمعات، أما «تدري ليش أزعل عليك» و«رهيب» و«يا طيب القلب» وغيرها، والتي طافت أنحاء الوطن العربي، حاملة في ثنايا كلماتها عتاباً رقيقاً، قوبل باستحسان الجمهور، فالنجاح يكمن في الكلمة أولاً، وبعدها اللحن، ومن ثم المؤدي.

ألوان

يقال إن للأغنية العاطفية ألواناً، فهل تكتبها وفقاً لأبعادها اللونية، من داكنة أو مشرقة وغيرها من الدرجات؟

الشعر نتيجة موقف، سواء أكان يعبر عن فرح أم حزن، وأنا لا أكتب الشعر المنظوم، الذي يكتبه البعض من الخيال أو عن قصة سمعها، رغم أن هذا ممكن، لكن الأصح في القصيدة أن تكون نتيجة موقف وتجربة وجدانية، سواء أكان الموقف اجتماعياً أم عاطفياً بتنوع أشكاله من حزن وفرح وغيرهما.

كشاعر ومثقف وصاحب تجربة عميقة مع الشعر، ماذا تقول اليوم عن الأغنية العاطفية في الإمارات والخليج والمنطقة.. وهل هي متراجعة؟

بالطبع متراجعة، ووضعها اليوم، لا يسرني، سواء في الإمارات أم الخليج، وحتى في العالم العربي، ومع ذلك تبقى بعض الأغنيات الهادفة في عاطفتها موجودة، لكنها نادرة.

تربية

كيف تربي الأغنية العاطفية شعور المعادلات الوجدانية من رحمة وتعاطف وحنان بين الناس؟

الشعراء يكتبون في الخيال، لكن في رأيي أن القصيدة الواقعية تصل إلى الناس أكثر، لأنها معاشة ونابعة من واقعهم.

نتذكر جميعاً أغنية «طار الشر يا زايد» منتصف التسعينيات، والتي تأرجحت خلالها مشاعر أهل الإمارات بين خوف وفرح، فبأي خيال وإحساس كتبت مفرداتها؟

«طار الشر يا زايد» كانت مشاعر صادقة بعد سماعنا بنجاح العملية الجراحية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وكتبت القصيدة خلال فترة قصيرة وكنت تماماً منفرداً بنفسي بعد سماع الخبر، لتأتي المفردات تباعاً، وكانت من الأغاني الناجحة والتي أخذت شهرة واسعة، ورحم الله المؤسس وطيّب الله ثراه.

بعد كل هذه المسيرة الإبداعية، هل تم تكريمك؟

تم تكريمي في جامعة الدول العربية، وبالتحديد في مهرجان «رواد العرب» عام 2003، وكان تكريماً كأفضل شاعر وكاتب أغنية في الوطن العربي.