هالة القحطاني: الكتابة في السعودية دخلت أفقاً متقدماً

هالة القحطاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقودنا هذا الحوار مع الكاتبة السعودية هالة القحطاني، التي تنتقل كتاباتها بين أفق الإبداع والمقالات الصحافية، التي تخوض فيها صلب مجتمعها ويومياته.

حيث تؤكد أن الكتابة في السعودية، دخلت أفقاً متقدماً، ولأنها وطنية وملتزمة، فإنها دائماً تطرح الأفكار، وتعبر عن الجديد، وبين الصحافة والقصص القصيرة، وبين ذاكرة الطفولة وخبرتها اليوم كمبدعة وناشطة ومكابدة حقيقية لصوت أبناء وطنها، أجرينا معها هذا الحوار:

#كيف كانت طفولتك، ككاتبة، في مدينتك العريقة (الخبر) بالمملكة، وكيف من الممكن أن تحدثينا عن هذا الوعاء الذي منحكِ ماء الكلمات؟

في الواقع، لم تكن طفولتي سعيدة أبداً، بل كانت مليئة بالخوف والتوتر من رعب لازمني، بسبب العنف اليومي الذي كنت أتعرض له آنذاك في المدرسة. حتى بعد كل تلك السنين، لم أجد مبرراً واحداً يدفع المعلمات للجوء لكل ذلك الضرب والعنف، خاصة بعد أن خضت تجربة التدريس بنفسي، بعد التخرج في الجامعة.

ولكن حدث التحول في الصف الخامس، حين كتبت أول قصة مقتبسة من أحداث واقعية، سردت فيها تفاصيل حادث مروري، كنت قد تعرضت له في الصف الأول الابتدائي. انبهرت معلمة التعبير بطريقة السرد والوصف، واعتبرته إنجازاً يستحق الإشادة. تركت ردة فعلها الإيجابية أثرا عميقاً داخل نفسي، ومنذ ذلك الوقت أكتب.

جمال أدبي

#يهرب الكاتب من الحياة إلى الحياة، لكن الكتابة للكاتب مقاومة للتعاسة، وأيضاً من يكتب يبدو له كل شيء عادياً، في هذا العالم الواقعي، فكيف كانت الفرصة للعزلة وصفاء الذهن للإثراء الخيالي الجمالي الأدبي؟

لا أرى أي واقعية في هذا العالم، لذا، أهرب كثيراً من كل ذلك الزيف والتمثيل الذي تعج به الحياة اليومية للقراءة، أو أهرب لسماع صوتي الداخلي بكل وضوح حين أكتب.

#هالة القحطاني، بوصفكِ كاتبة سعودية معروفة بكتابتها الحيّة التي تلامس قلب الميدان والتواصل الاجتماعي، وصوت الإنسان المواطن السعودي، وبوصفكِ أيضاً أديبة وقاصة، أين تجدين ذاتك كامرأة؟

في الكتابة بين أوراقي وقصاصات تدويناتِي، وإن لم أكن هناك حتماً في مكان تحت هذه السماء أبحث فيه عن بقعة خضراء تستضيفني.

#شهرتك ككاتبة، انخاراطي في أخبار المجتمع بتتبع المؤسسات بشكل دقيق، لهو أمر في غاية المهنية... فما الباب الذي يفتح لكِ في كتاباتك الأدبية بعد كل هذه المتابعة؟

انخارطي وتواصلي مع محيطي فتح لي أبعاداً لم أكن لأتفهمها أو أستوعبها، وما كان ليحدث هذا لو لم أخض تجربة الاستماع لمعاناة الآخرين، وتفهم عمق مشاعرهم.

#درجة الوعي لدى الكاتب عالية، فهل تعتقد هالة بأن الكتابة قادرة على تغيير هذا العالم نحو السلام؟

بكل تأكيد، الكلمة تملك قوة تأثير، من شأنها، ليس فقط أن تغير مواقف دول، بل تحرك جيوشاً، وأستطيع أن أجزم بأن سنوات الكتابة التي مضت، مهدت الطريق أمام سن وتحديث كثير من القوانين والأنظمة التي استجدت في المملكة، بل ربما كان ملحوظاً أن الكتابة في السعودية، دخلت لأفق متقدم، بعد أن رفع الكُتَاب سقف حرية التعبير في الطرح.

› الكلمة تملك قوة تأثير من شأنها أن تغير مواقف دول

› لم أنل شهرتي إلا بعد خوض تجربة الاستماع لمعاناة الآخرين

› أهرب لسماع صوتي الداخلي بكل وضوح حين أكتب

Email