مريم المهيري لـ« البيان » حول أطول مسلسل عربي:

دعم «الميراث» يعزز تنويع واستدامة اقتصاد أبوظبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الميراث» هو عنوان لأطول مسلسل تلفزيوني عربي، سينتج بالشراكة بين (twofour54)، و(MBC Studios) و«إيمج نيشن أبوظبي»، حول هذه الشراكة قالت مريم عيد المهيري، نائب رئيس مجلس إدارة (twofour54): يسهم إنتاج «الميراث» باستمرار في جذب أكبر شركات الإعلام والكوادر والخبرات العالمية إلى أبوظبي. وأوضحت في حديثها لـ«البيان»: أن دعم هذا الإنتاج الضخم يعزز دورنا بتنويع واستدامة اقتصاد أبوظبي.

كما تحدثت المهيري عن تفاصيل هذا العمل وعن إنجازات (twofour54) وعن مشاريعها المستقبلية، فكان معها الحوار التالي:

ما أهمية الشراكة بين (twofour54) و(MBC Studios) و«إيمج نيشن أبوظبي»، في إنتاج «الميراث»؟

إننا سعداء بشركائنا لإنتاج أول مسلسل تلفزيوني عربي طويل في العالم، ويمثل هذا المشروع خطوة تاريخية بصناعة الدراما العربية، فهي المرة الأولى التي تستثمر فيها (twofour54) بشكل مباشر في إنتاج محتوى، ما يعزز جهودنا الرامية لتشجيع صناعة محتوى عربي عالي الجودة.

ويبرهن إنتاج «الميراث» على النمو الكبير والتطور المتسارع اللذين يشهدهما قطاع الإعلام والترفيه بالمنطقة، وسيكون بمثابة حافز لإلهام الجيل القادم من الروائيين لإثراء مسيرة صناعة المحتوى العربي، فضلاً عن فرص التدريب والتعليم التي سيقدمها للمواهب المحلية للاستفادة من الخبرات العالمية والعربية القائمة على العمل.

وبفضل الخبرات العالمية والمحلية التي سيستعين بها «الميراث» من المتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في صناعة الإعلام والإنتاج المزدهرة في أبوظبي، وسيتم تصويره على مدار أكثر من 250 يوماً في العام وسيوفر أكثر من 200 وظيفة في السنة الأولى وحدها.

كما يسهم في تحقيق رؤيتنا نحو ترسيخ مكانة (twofour54) كعاصمة لصناع المحتوى الإبداعي وتحقيق مهمتنا الرئيسة بتأسيس صناعة إعلام مستدامة في أبوظبي.

ونحن فخورون بالمشاركة في «الميراث» الذي يكلل شراكتنا مع (MBC) والتي وقعناها عام 2015 لزيادة عدد إنتاجات الدراما العربية عالية الجودة بالعالم العربي.

محتوى درامي

يعتمد «الميراث» على نص لكاتب السيناريو والمنتج المنفذ البريطاني توني جوردن، فهل تم العمل على تعريب النص ليناسب المجتمع العربي؟

إن إنتاج محتوى درامي عربي بهذا الحجم للمرة الأولى بالعالم العربي يتطلب فهماً واستيعاباً شاملاً لما يتطلع إليه المشاهد العربي، وتؤكد الاستعانة بخبرة وكفاءة توني جوردن، أننا على أعتاب صناعة عمل سيغير مفاهيم الدراما العربية، حيث عمل جوردن على وضع الخطوط الرئيسة للحكاية، وعلى أثرها انطلق نخبة من خبراء الكتابة في العالم العربي تضم مازن طه، رئيس الكتابة، والكاتبة «الستوري لاينر» نور شيشكلي والكاتب ثائر العكل والكاتب السعودي الناشئ عبدالعزيز المغربي بتطوير وكتابة القصة لتتلاءم مع تطلعات الجمهور العربي.

كم عدد الحلقات التي يتوقع إنتاجها؟

يتميز المسلسل الطويل بقالب درامي يختلف عن غيره من الإنتاجات الدرامية المتعارف عليها بالمنطقة، وهو عبارة عن سرد متواصل لأحداث مستمرة بحبكات متعددة على مدار مدة زمنية مفتوحة تمتد لسنوات، وتصل في بعض الحالات لعقود. ومن المقرر بدء عمليات التصوير في شهر ديسمبر المقبل على أن يتم بث أولى حلقاته في الربع الأول من 2020، وستعرض من الأحد إلى الخميس من كل أسبوع.

مكانة رائدة

لأي مدى يسهم هذا الإنتاج في إضافة رصيد جديد بالنسبة للعاصمة أبوظبي، ويبرهن على قدرتها على جذب الانتاج التلفزيوني والسينمائي؟

نحن فخورون بالمكانة الإعلامية الرائدة التي تحتلها أبوظبي اليوم على الصعيدين العالمي والعربي، حيث أصبحت واحدة من أكثر مواقع التصوير جاذبية في العالم. ونجحت جهودنا على مدار العقد الماضي في استقطاب أضخم مشاريع إنتاج هوليوود في العالم إلى أبوظبي وتوفير الخدمات المتكاملة من (twofour54) لأكبر وأشهر شركات الإنتاج مثل «نتفليكس» و«باراماونت بيكتشرز» و«ديزني»، كما نجحنا في استقطاب مجموعة من الأفلام الهندية مثل «ساهو»، وأجزاء كبيرة من «بهارات» الذي عرض خلال الشهر الجاري وهو أكثر أفلام بوليوود تحقيقاً لإيرادات الافتتاح في الهند.

وللدراما العربية حصة كبيرة من تعاوننا مثل مسلسلات «بنات الملاكمة» و«الإخوة» و«العاصوف» وغيرها، وسيشكل «الميراث» إضافة مميزة إلى سجل إنجازاتنا الحافل في أبوظبي في مجال الإنتاج الفني.

هل تعتقدين أن الحوافز التي تقدم للمنتجين هي السبب الوحيد لجذب صانعي الأفلام والدراما؟

إن الإنتاج الفني من أكثر المجالات الإبداعية تعقيداً لما يتطلبه من تنظيم ومتابعة لتفاصيل دقيقة لإخراج العمل وفقاً لرؤية المخرج، وهذا ليس بالأمر السهل، ولكن تلعب الميزانية دوراً كبيراً في القرارات المتعلقة باختيار وجهات التصوير والإنتاج.

وتقدم (twofour54) عرضاً متوازناً يجمع بين البيئة الإبداعية المتكاملة التي تتيح كل ما تتطلبه كبرى شركات الإنتاج في العالم والحوافز المادية، حيث نقوم من خلال لجنة أبوظبي للأفلام بتقديم برنامج دولي تحفيزي للإنتاج يؤمن استرداداً نقدياً بنسبة 30% على كل تكاليف الإنتاج بأبوظبي. ومن الممكن استخدام الخصم النقدي على أعمال ما بعد الإنتاج وخدمات المحتوى الرقمي والمؤثرات البصرية للمشاريع التي يتم تصويرها داخل أبوظبي وخارجها.

ويعزز هذه العرض مجتمع الموظفين المستقلين الذي تحتضنه (twofour54) الذي يضم اليوم أكثر من 450 موظفاً مستقلاً يعتمد عليهم شركاؤنا والهيئات الحكومية في أبوظبي لتلبية جميع احتياجاتهم الإعلامية.

وتشمل بيئة الإنتاج التي أسستها (twofour54) مرافق ومواقع تصوير حاصلة على جوائز عالمية كالاستوديو الخارجي بمدينة خليفة الصناعية، وبإمكاننا تصميم مواقع تصوير متنوعة تلبي احتياجات المخرجين، لا سيما أن الإمارة تحتضن أكثر من 700 موقع تصوير يضم الصحارى والحصون التاريخية والقصور والشواطئ وناطحات السحاب، ما يجعلها وجهة مثالية لصانعي الأفلام.

مبادرات متنوعة

تعملون بشكل موازٍ على رعاية الموهوبين في مجالات عدة، فما هدفكم من هذا؟

لضمان استدامة صناعة الإعلام التي أرسينا أسسها في أبوظبي، عملنا على تنمية الكوادر والمواهب المحلية.

ونولي اهتماماً خاصاً لرعاية وتنمية المواهب منذ الصغر عبر برامج ومبادرات متنوعة ينظمها فريق المختبر الإبداعي في (twofour54)، وهو مجتمع شبابي نابض بالإبداع والأفكار يضم أكثر من 13.800 عضو، ومن ضمن هذه المبادرات المخيم الصيفي السنوي الذي يستقطب المبدعين الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و12 سنة ليفتح مداركهم على ما يقدمه الإعلام من فرص واعدة.

وتُعد جائزة «صانع الأفلام الواعد» التي تدعم المواهب الواعدة الإماراتية بالتعاون مع مهرجان جامعة زايد السينمائي للشرق الأوسط، إحدى أبرز المبادرات التي نجحت بتشجيع المواهب المحلية لقيادة صناعة المحتوى، وذلك من خلال توفير منصة تمكنهم من عرض إبداعاتهم أمام جمهور كبير. ويشرفنا أن نكون من الأيادي الداعمة للمخرج الصاعد علي لاري، الحاصل على جائزة هذا العام، والذي يعرض فيلمه ضمن نظام الترفيه على متن الاتحاد للطيران.

ونسعى باستمرار لبناء شراكات مع أشهر الخبراء المحليين والعالميين لصقل مهارات الكوادر الإعلامية الشابة جاءت آخرها اتفاقية مع شركة النجم البوليوودي سونيل شيتي «إف تي سي تالنت ميديا آند إنترتينمينت» وبدأت ثمارها بورشة عمل عقدت في يونيو الماضي لتقدم 50 موهبة واعدة.

هل هناك مشاريع مستقبلية لـ(twofour54) سيتم الإعلان عنها قريباً؟

نواصل حرصنا على بحث سبل وفرص تعاون مع جهات شتى لضمان تطور المشهد الإعلامي بأبوظبي ومواكبته للتغيرات العالمية، وذلك بالتركيز على تطوير البيئة الداعمة لصناعة المحتوى.

حالياً، نركز جهودنا على تطوير مقرنا الجديد في جزيرة ياس والذي سيوفر مساحة أكبر لشركائنا للإبداع ومرافق واستوديوهات عالمية المستوى مصممة من أجل توفير كل ما تصبو إليه الشركات الإعلامية بمختلف أحجامها.

Email