وليد أحمد رئيس لجنة موسم دبي الفني لـ« البيان»:

دبي نافذة مفتوحة على التسامح والفنون والثقافات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد وليد أحمد، رئيس لجنة موسم دبي الفني في حديث خاص لـ«البيان»، أن حجم الفعاليات الثقافية والفنية المحلية والدولية التي تقام في دبي، يجعل منها مدينة للفنون والثقافة، وها نحن نشهد افتتاح معرض «سكة الفني»، في حي الفهيدي التاريخي، وهو يعد أحد أبرز الأحداث في الحراك الثقافي والفني لإمارة دبي، والنابض بالمعاصرة المستقاة من روج دبي المدينة متعددة الثقافات والأعراق، حيث يندرج المعرض ضمن المبادرات الرئيسة لهيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، والمنضوية تحت مظلة «موسم دبي الفني»، وبمثابة «نافذة مفتوحة على الفن والتسامح»، وشعاراً لدورتها العام الجاري، تماشياً مع محاور مبادرة «عام التسامح» التي أعلنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عنواناً لعام 2019.

مواهب

ويضيف وليد: معرض «سكة الفني» يجمع في نسخته الحالية، نخبة من المواهب الإقليمية المتميزة، الذين ستتمحور إبداعاتهم الفنية حول موضوع «نافذة الفن والتسامح»، احتفاء بمبادرة «عام التسامح في الإمارات» عنواناً لنسخة هذا العام من «معرض سكة الفني»، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة». يأتي ذلك إدراكاً منا لسمة التعدد الثقافي التي تمتاز بها دبي ودولة الإمارات، كما تعكس احترام دولة الإمارات لكافة الثقافات الفنية، وبذلك سيكون المعرض موجهاً لمحاور مفهوم التسامح.

مبادرة فنية

ويرى وليد أحمد أن المعرض يكتسب زخماً إضافياً كونه يقام تحت مظلة موسم دبي الفني، في نسخته السادسة التي تقام خلال شهري مارس الجاري وأبريل المقبل، وهي المبادرة الفنية السنوية التي أطلقتها دبي للثقافة، للاحتفال بالمشهد الإبداعي والثقافي المتنامي في الإمارة، وذلك من خلال باقة غنية من الفعاليات الفنية والثقافية المتميزة التي تقام على مدار شهرين كاملين في جميع أنحاء دبي، ويشمل ذلك المشاريع الفنية في الهواء الطلق، والمبادرات التفاعلية وورش العمل والمعارض وجلسات النقاش وفنون الأداء.

اندماج مجتمعي

وفيما يتعلق برسالة فعاليات المعرض الذي يضم نخبة من الفنانين المحليين ومن الشرق الأوسط يقول وليد: التركيز على التعدد الثقافي في الإمارات، بما يعكس طبيعة المعرض لاحتضان الفنانين في الإمارات والمنطقة، من أهم المحاور التي يستعرضها الفنانون المشاركون من خلال أعمالهم الملهمة، حيث تمثّل نافذتنا رسالة للانفتاح والاندماج، ورسالة للوعي الاجتماعي وفهم الآخرين والتلاحم بين جميع أطياف المجتمع، وهي قبل كل شيء رسالة لفهم التنوع سواء كان ثقافياً أو اجتماعياً أو دينياً، وفهم البيئة التي نعيش فيها وإدراك مواردها المحدودة، وفهم المجتمع الذي نشكل جزءاً منه.

ويوضح وليد أحمد: طلبنا من الفنانين الشباب أن يجسدوا هذه الرسالة عبر تقديم أعمال فنية تحث على المشاركة، وتكون بمثابة دعوة إلى الآخرين للالتقاء على نفس الطريق، والاندماج معاً في بيئة تدعم الحوار والعيش المشترك.

كما أننا نعمل مع فناني سكة في ثلاث فعاليات خارج نطاق المعرض ومنطقة الفهيدي التاريخية والتي ستقام في متحف دبي، ومنطقة السيف التابعة لميراس، بالإضافة إلى فعالية تقام خلال «آرت دبي».

حول المدينة

وفيما يتعلق بأبرز الفعاليات المصاحبة لمعرض سكة، ومنها مبادرة سكة حول المدينة التي تهدف إلى توسعة نطاق البرنامج الخاص بالمعرض خارج موقعه الرسمي، يشير وليد أحمد إلى أن هناك العديد من الفعاليات التي تجذب جمهور الفن في دبي وتربطه بالحدث في مواقع متعددة، ففي متحف دبي ومنطقة السيف، تم الاتفاق مع الفنان الإماراتي حميد النعيمي المشارك في سكة، لتنفيذ رسومات حية يشارك فيها الجمهور.

أما بخصوص «آرت دبي»، فقد قمنا بالترتيب مع مجموعة من فناني سكة لتنفيذ عمل فني يحمل اسم «كوار»، وهو مستوحى من التقاليد القديمة لإعداد القهوة في المنطقة. وصمم الفنانون طاولة قهوة، ويعملون الآن على إثراء المفهوم بتصميم الجناح. وتكمن الفكرة في إدخال البعد التفاعلي من خلال حفز الجمهور على التجمع حول الطاولة، لاستضافة حدث سرد القصص الشعبية لإحياء التقاليد المرتبطة بإعداد القهوة.

منصات ثقافية

وحول دعم المحتوى الإبداعي للمعرض بمجموعة من الورش المتخصصة التي تضمنت متحدثين من جميع أنحاء العالم، يؤكد وليد أحمد أن أهم ما يميز المعرض إقامة العديد من الورش المتخصصة التي يشرف عليها خبراء في مختلف المجالات، في إطار مهمتنا الهادفة إلى دعم الفنانين المبتدئين واحتضان المواهب وتشجيعها، وتوفير المنصات المثالية لهم لصقل مهاراتهم.

وتحظى هذه الورش بإقبال واسع من قبل الفنانين أنفسهم، للفوائد الكثيرة التي توفرها لهم، ويمكن التحدث مع الفنانين المشاركين عن التحديات التي تواجههم والتجارب الفريدة التي تتاح لهم من خلال هذا المعرض.

أنشطة متخصصة

ويؤكد وليد أحمد أن المواهب الفنية والمهتمين بالحراك الثقافي الفني المحلي، على موعد مع باقة غنية ومتنوعة من المعارض والأنشطة الفنية وورش العمل؛ ونذكر منها على سبيل المثال: المعرض المشترك للفنانين سميرة عباسي وعمران شنّا في غاليري «إكس في أي»، والذي تزامن مع افتتاحه الرسمي لمعرض سكة السبت، إلى جانب ورش العمل المتنوعة التي تقدمها مؤسسة «السركال الثقافية»؛ بالإضافة إلى عرض أزياء فريد من نوعه لمصممين محليين ناشئين يقدمون أزياء تجمع التقاليد العربية بالحداثة.

كما سيحتضن الحي عدّة معارض فنية متميزة مثل: معرض «بيت القصور» من تنظيم مركز «تشكيل» الذي يستعرض كيف يتحدى الفنانون والمصممون المقيمون في دولة الإمارات خوفهم من الفشل، ويسخرون ذلك الخوف-سواء كان حقيقة أو وهماً-لشحذ إبداعهم، بينما يقدم معرض «ذا أمبوسيلي إيكوسيستم» الذي ينظمه «غاليري المجلس»، مجموعة أعمال سينثيا موس في متنزه أمبوسيلي الوطني في كينيا؛ والذي يعتبر أطول دراسة متواصلة حول الفيلة في العالم.

دعم ترويجي

وعن التدابير التنظيمية التي حرص عليها المعرض لتسهيل حركه الزوار والمهتمين بالفن، خاصة أن الموقع الرئيس لمعرض سكة يقع في قلب دبي التاريخية بحي الفهيدي، يقول وليد أحمد، إن المنطقة بحد ذاتها تعتبر مقصداً سياحياً مهماً، حيث يدرك الزوار طبيعتها.

وخلال تنظيم مثل هذه الفعاليات نحرص على تقديم الدعم اللازم، وتسهيل وصول الجمهور إلى معرض سكة الفني، وتوفير العديد من الخيارات والبدائل من خلال تعاوننا مع هيئة الطرق والمواصلات، وذلك حرصاً منا على مشاركة واستقطاب جميع شرائح المجتمع إلى المعرض، واستغلال كافة الفرص الممكنة للترويج والتواصل مع الجمهور، بما يضمن توفير تجربة ممتعة ومريحة لهم، بما في ذلك اطلاعهم على مجريات الحدث يومياً من خلال قنوات التواصل الاجتماعي.

ويمكن للزوار الوصول إلى سكة من خلال حافلات النقل العام عن طريق محطة حافلات الفهيدي ومن خلال محطات المترو عن طريق محطة مترو الفهيدي، وسيارات الأجرة عبر تطبيقي «كريم» باستخدام الرمز (SIKKA2019) أو حتى باستخدام «العبرا» مقابل أقل من درهم واحد لكل رحلة.

اقتصاد إبداعي

ويعتقد وليد أحمد أن المعرض يسهم في إبراز أعمال المواهب الفنية على مستوى المنطقة، ويمثل فرصة فريدة لجميع الفنانين المشاركين ممن وقع الاختيار عليهم للمشاركة، حيث ينظر إليه على أنه حاضنة لإبداعاتهم، ومنصة عالمية للتفاعل مع الخبراء والنقاد والجمهور من عشاق الفن، ما يعني حفزهم وتشجيعهم على المضي قدماً في هذا المجال.

وأسهم المعرض في دوراته السابقة في إبراز أسماء لامعة باتت تحظى الآن بشهرة متنامية. ويسرنا أن ننتهز هذه الفرصة لدعوه الجمهور لزيارة معرض سكة الفني الذي يلعب دوراً مهماً في دعم الاقتصاد الابداعي.

23

يستضيف المعرض 23 فناناً إماراتياً يشكلون 48% من إجمالي عدد المشاركين، بالإضافة إلى فنانين آخرين من العالم العربي مثل الأردن وسوريا وفلسطين بنسبة 19% من إجمالي عدد المشاركين.

400

حول تقييمه العام لمستوى المشاركات في النسخة الحالية، أوضح وليد أحمد بأن الأعمال ستكون متميزة، خاصة مع مشاركة هذا العدد من الفنانين المبتدئين، ما يعني تقديم فرصة مثالية للزوار للاطلاع على العديد من الأعمال الجميلة والمميزة التي يبدعها الفنانون المشاركون. والجدير بالإشارة أن المعرض تلقى عدداً كبيراً من طلبات المشاركة زاد عددها على 400 طلب.

48

يشارك في المعرض اليوم 48 فناناً من المنطقة، سيعملون على تطوير أعمال فنية من وحي شعار المعرض «نافذة الفن والتسامح»، وبما يدعم مبادرة «عام التسامح». ويشارك في المعرض أيضاً فنانون من الهند وباكستان بنسبة مشاركة 17%، بالإضافة إلى فنانين من أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا وأمريكا الجنوبية بنسبة 16% من عدد المشاركين.

يقول وليد أحمد: إن المعرض كذلك يمثل فرصة سانحة للمواهب المحلية، وستكون أعمال الفنانين الإماراتيين جديرة بالاهتمام، لأنها تقدم نظرة معمقة على المشهد الفني في الإمارة. ومن الأسماء الجديدة: شوق الفردان، وفاطمة عبدالله، ونورا النيادي، ورشا السفاريني، وهناك عدد من الفنانين شاركوا في النسخ السابقة، بمن فيهم: شيخة العوضي، وأمينة الجرمن، وجابر الحداد، وأحمد العنزي إلى جانب آخرين.

Email