فاز بجائزة العويس للإبداع

حمد المطوع نحات يطوّع الطين خدمة للتراث

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اختار الفنان الإماراتي الشاب، حمد سالم المطوع، الإبداع في منحوتات مذهلة بتفاصيلها، تحمل ثيمة التنقيب عن الجمال، واستطاع بحرفية، تطويع الطين هذه المادة اللدنة، وجعلها مادة صلبة، فأخرجه بإحساس صادق وخيال واسع من صورته النمطية إلي مجالات أرحب وأكثر إبداعاً، مستلهماً التراث الإماراتي، بجعل الماضي حياً وحاضراً في منحوتاته، ومؤخراً، فاز المطوع بالمركز الثاني في مجال النحت في الدورة الـ 24 من جائزة العويس للإبداع، عن عمله «ثمرة التمر»، وفي حوار خاص مع «البيان»، يحدثنا المطوع عن فوزه بالجائزة، وبداياته، ورحلته المثيرة في عالم النحت.

فنون بصرية

حدثنا عن البدايات، وبمن تأثرت من النحاتين؟

ليس بالأمر السهل أن تكون نحاتاً، فعلى عكس بقية الفنون البصرية، النحت يتطلب أدوات ومكاناً خاصاً له، وبداياتي بدأت مبكرة مع النحت بزمن ليس بقصير في سن الثامنة، وهي سن مبكرة للغاية، حيث كنت أتعجب كيف لي أن أجسد وأشكل كل ما يخطر في بالي، وأحوله إلي عمل فني متكامل على أرض الواقع، وقد تأثرت في بداياتي بأعمال الفنان الإيطالي العالمي مايكل أنجلو، سواء أكانت منحوتات أو جداريات أو أعمال هندسية.

عشاق الفنون

ماذا عن اختيارك لفن النحت في الوقت الذي نجد فيه اللوحة أكثر رواجاً وكثافة في المعارض؟

أحب التميز والانفراد، وفي هذا الفن، تكمن ميزة مثيرة للغاية، حيث يستمتع الفنان عندما يرى منحوتته أمامه، وبالرغم من أن هذا الفن يتطلب جهداً خاصاً، إلا أن الفنان الشغوف به لا يستطيع أن يبتعد عنه، فالعمل الفني المبهر، لا بد أن يشد الناس ويلفت أنظارهم، وتنمية الذائقة البصرية في المجتمع، تتحقق من خلال عرض الأعمال النحتية في الأماكن العامة، وفن النحت له عشاقه من الفنانين الإماراتيين الموهوبين، والذين قدموا بصمتهم الخاصة في هذا المجال.

تراث الإمارات

حدثنا عن عملك الإبداعي الفائز مؤخراً بجائزة العويس للإبداع في مجال النحت؟

عملي الفني الفائز، عبارة عن «ثمرة التمر»، وهو تزامناً مع عام الخير 2017، وكما نعرف، النخل والتمر كانا ولا يزالان رمزاً للخير في دولة الإمارات، فالرطب لها دلالة خاصة على الحفاوة بالضيف، فهي تحمل معاني الاحترام والتقدير له، والفرح يتواصل بعطاء النخلة من التمور رمز للكرم وخير ممثل لتراث الإمارات، وهذا التراث الفريد له حضور قوي في أغلب أعمالي النحتية.

النحت بالطين

من أين تستقي أفكارك؟

أهمية العمل الفني تكمن في فكرته، والفكرة هي التي تخلق الشكل في منحوتاتي، وبما أن الفنان جزء من المجتمع، لا يستطيع أن يعيش في عزله عن محيطه، فالقصص والأخبار التي باتت تطوقنا من كل جانب، إضافة إلى الأحداث المهمة التي يمر بها وطننا الغالي، تترك بصمتها على أعمالي، وقد تتهافت علي الأفكار فأعمل لأيام متواصلة، وفي أحيان أخرى إذا لم أجد الفكرة المناسبة، أتوقف عن العمل لمدة شهور، وأعتمد في نحتي على الطين، فهو مصدر إلهامي، فهو من أمتع أنواع النحت، لأنه يتشكل حسب حركة اليد، ويمكن تصحيح الأخطاء فيه، على عكس النحت على الخشب أو المعادن، وبشكل عام، فن النحت يحتاج إلى فكرة جاهزة في ذهن الفنان قبل التطبيق على نموذج مبسط، ونقلها إلى عمل متكامل على أرض الواقع، ولكني أؤكد أن القيمة الفنية للعمل النحتي، تكتسب في الدرجة الأولى من الفكرة التي يسعى الفنان لإيصالها للجمهور وربطها بالتراث أو البيئة التي يعيش فيها.

 جوائز

حصل حمد المطوع على العديد من الجوائز، منها جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز 3 مرات، وجائزة الشارقة للتميز التربوي، وغيرها من الجوائز في مجال الفنون. وهو يحضر حالياً للدراسة الجامعية في تخصص الهندسة الطبية الحيوية، ويقول: منذ الطفولة وأنا حريص على التوازن بين الدراسة والفن، فالحياة تحتاج إلى التوازن.

Email