حبر وعطر

عايض الحبابي: «البيت» تربّع على قمة برامج الشعر العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يجد الشاعر والإعلامي عايض الحبابي، نفسه إلا في مجالي الشعر والإعلام، معاً. ولكن الأول يبقى هواه ومتنفسه وحديقته الغناء التي يعشق.. كما يوضح في حواره مع «حبر وعطر» «البيان»، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام المتنوعة هي بوابة شهرة الأديب وتعزيز نجاحه، ومن خلالها يلتقي بجماهيره، وبذا فهما حقلان يتكاملان في حياة المبدع.

ويلفت، أيضاً، إلى أنه، ورغم تعاونه السابق مع عدد من المغنين الذين غنوا قصائده، لا يحبذ التصنيف والوجود في هذه الخانة والمسار، إذ إن الصدف وحدها، حسب قوله، لعبت الدور الأساس في هذا التعاون.

ويشدد، من جهة أخرى، على أن مشاركته في برنامج «البيت» كعضو لجنة تحكيم في فقرة الصورة تمثل بالنسبة له، تجربة تكتب بماء الذهب.

أين هو الشاعر عايض الحبابي؟

أنا موجود في معظم فعاليات الشعر في الخليج العربي، حالياً، ولكن بصفتي إعلامياً. أما كشاعر فوجودي أقل، وذلك لأنني اتجهت هذه الفترة نحو التركيز على الاطلاع والقراءة، رغبة مني في إثراء وتقوية مخزوني الثقافي الذي أهملته خلال الفترات الماضية.

استثناء

ما وجه الشبه والعلاقة بين الشعر والإعلام؟ وفي أيهما تفضل أن تكون أكثر.. ولمَ؟

أعتقد أن الإعلام مكمل للشعر. فهو المنفذ والمساحة التي يحتاجها الشاعر للوصول لأكبر شريحة من متابعيه، لكن بالنسبة لي، فأنا أفضل الشعر لأنه حالة استثنائية، وأعتبره رئتي الثالثة.

أسماء

تعاونت مع عدد من الفنانات والفنانين، ما طبيعة هذا التعاون، ومن هم أبرز الذين جمعتك وإياهم أعمال مشتركة؟

غالبية تلك الأعمال التي تعاونت فيها مع الفنانين كانت بمحض الصدفة، إذ إنني لست مهتماً بالقصيدة المغناة. ومن الفنانين الذين تعاونت معهم: راشد الفارس ومنصور زايد ومحمد المزروعي وعادل عبدالله.

هل القصائد المغناة دليل أو مقياس لنجاح الشاعر وتفوقه شعرياً؟

مؤكد أنها ليست مقياس تفوق، بل هي فن قائم بحد ذاته. وفي العموم، فالشاعر الحقيقي قادر على النجاح في أي مجال يضع نفسه فيه.

لمن يكتب الشعر عائض الحبابي، لنفسه أو للجمهور؟

سابقاً كنت أكتب الشعر للجمهور، أما الآن فأكتبه لنفسي. ذاك لأسباب كثيرة يحتاج الخوض فيها صفحات وصفحات.

مستوى رفيع

شاركت، مرة، في ندوة عن الدور النوعي لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي في إثراء تجارب الشعراء ورفد ساح الشعر بالجديد القيم. كيف ترى أثر سموه على التجارب الشعرية لجيلكم الشاب؟

اختياري للمشاركة في هذه الندوة، من بين الكم الهائل من الأدباء والشعراء على مستوى الخليج العربي، هو شرف لي وتكريم وتكليف أيضاً. وأتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم ما يليق باسم ومكانة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، الفارس والشاعر الفذ. وبالتأكيد فإن تجربة ونتاجات سموه تركت كبير الأثر البناء في نفوس الشباب المبدع، وألهمت الكثيرين حول فن القول وجواهر المعنى.

ماذا عن تجربتك كعضو لجنة تحكيم في برنامج البيت؟

إنها تجربة تكتب بماء الذهب، نظراً لما يتميز به فريق عمل «برنامج البيت». في هذا البرنامج يتسع الأفق في الشعر والإعلام. كما أن التناغم والانسجام كانا ويبقيان سمتي فريق عمل البرنامج، وسببي تميزه ونجاحه من موسم لآخر، وهذه الركائز هي ما جعلت البرنامج يتربع على القمة بين البرامج الشعرية العربية.

أين هي برامج الشعر الشعبي، ولم لا تقدم برنامجاً يهتم بالشعر؟

البرامج المتخصصة في الشعر الشعبي تكاد تكون معدومة في الوقت الحالي، وفيما يتعلق بتقديمي لبرنامج متخصص في الشعر فأنا جاهز لذلك في حال توافرت شروط وجود برنامج يرتقي بساحة الشعر الشعبي.

ما أوجه التشابه والقرب بين الشعر الشعبي في الإمارات والسعودية؟

لقد اتسعت خريطة الشعر الشعبي في الآونة الأخيرة، ولم تعد هناك حدود إقليمية فاتحدت الثقافات والمفردات، وطبعاً بالأساس هناك قرب نوعاً ما بين الشعر الشعبي في كافة دول الخليج العربي. ومن بينها الإمارات والسعودية.

نصيحة

في ظل هذا الزخم الشعري والنتاج الأدبي الغزير على صعيد الدواوين الشعرية، هل ترى أنه أصبح إصدار (الديوان) موضة أدبية في معارض الكتاب؟ أم هو فعلاً لا يزال توثيقاً لنتاج الشاعر؟

هناك من ينظر للديوان على اعتبار أنه توثيق لقصائده الشعرية، لكن في الآونة الأخيرة قدمت لنا معارض الكتاب أسماء لا تملك رصيداً شعرياً أو حتى أدبياً جيداً، وانجرفت هذه الأسماء مع هذه الموجة ليصبح الوضع فعلاً رفاهية وموضة، لذا أنصح الكتاب بعدم إصدار دواوينهم إلا إذا كان لديهم باع طويل في الكتابة مع تجربة تمتد لعشر سنين أو أكثر.

ما الحدود والمحاذير التي تضعها عند كتابة القصيدة الشعرية؟

أحرص دائماً خلال كتاباتي، على أن أقدم ما يرقى بذائقة المتلقي، وألا أتعدى الخطوط الحمر، وألا أقدم ما يخدش الحياء سواء في الغزل أو غيره، وأن أكتب القصيدة بأسلوبي الذي أتميز به، وذلك في ظل كثرة الأساليب الشعرية وتنوعها، وهذا طبعاً لأجل أن تكون لي بصمتي الخاصة في هذا المجال.

Email