عبير البريكي: الشعر تاج صنوف الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليست القصيدة طقساً يمر عادياً في حياة ويوميات الشاعرة الإماراتية عبير البريكي. بل هي هوى وروح ودوح لا يلذ المقام في غير حضوره ولا تحلو اللحظات سوى بسطوته. وهي توضح في حوارها و«البيان»، أنها لا تنقطع عن السفر والترحال في أشعارها بين واحتي النبطي والفصيح. فكلاهما لديها مستساغ. كما تؤكد عبير البريكي أنها لا تعترف بتصنيف الشعر ما بين نسائي ورجالي.. إذ إنه كل واحد يشتمل على قصائد للنساء وأخرى للرجال.

كيف كانت بداياتك في الشعر ومن شجعك على كتابته؟

حب الكتابة يأتي تبعاً لحب القراءة والسماع.. نشأت في بيئة محبة للشعر وفيها شعراء كثر، لذا ارتبطت بالقصيدة مبكراً، قراءةً وحفظاً ثم كتابة من خلال محاولات تقترب من محاكاة الرتم الذي ألحظه في هذا الإبداع الخاص: الشعر.. والذي اعتبره سيد الفنون وتاج صنوف الإبداع.

أنتِ شاعرة وزوجة شاعر. ألم تتأثرا ببعضكما على صعيد التجربة.. وهل أثرت تجارب وانشغالات أيّ منكما على الآخر ؟

لا شك أن اقتران المرأة المنغمسة في عوالم الإبداع الشعري، بشاعر، أمر يترك ظلالاً على تجربتها وتجربته في آن. وبالنسبة لي، فإن نقاشاتي وزوجي، كانت وتبقى، محل سجال وأخذ وردّ كبيرين يخرج أحدنا في نهايتهما منتصراً أو متوافقاً مع الآخر، كما أننا نتدارس بعض النصوص في كثير من جلساتنا، وكانت لنا قصائد سبق نشرها. كما أن كلاً منا مستشار أدبي للآخر.

شاركت زوجك الشاعر زايد الفلاحي في إحدى المناسبات الشعرية، كيف كانت تلك الأمسية.. وألم تخشي أن يفوقكِ شعراً وحضوراً؟

أنا أثق في نفسي جداً كحضور وشعر وحديث، لذا فإن وجود زوجي الشاعر زايد الفلاحي معي في أي محفل ثقافي، يسعدني ولا يربكني.. يزيدني ثقة وقدرة على العطاء. وأريد الإشارة إلى أنه لكل منا تجربته الخاصة والقديمة، حتى قبل أن نقترن ببعض، وكانت لمشاركتنا ضجة إعلامية كونها جديدة وغير مسبوقة.

تنوع

كيف تقيمين ساحة الشعر عامة، والنسائي منه بوجه خاص، في الإمارات؟

الشعر كائن سرمدي يخضع لكل أسباب القوة والضعف فالعناية به تنميه وإهماله يضعفه بلا شك. إن ساحة الشعر لدينا في تطور وتغير مستمرين، خاصة حين أدرك الشعراء بعضاً من الثقافة النقدية التي أفرزتها البرامج الشعرية، فانعكس هذا على تنوع التجارب الخليجية والعربية وانفتاحها على بعض في ظل حس نقدي ذاتي جميل.

أما بالنسبة لتوصيفك: «الشعر النسائي»، فأنا لا أتفق أن هناك وجودا حقيقيا لهذا التصنيف. فهناك شعر.. وهو يشتمل على تجارب نسائية ورجالية، والتجارب النسائية متطورة أيضاً لكن ببطء. ولا بد لي من التأكيد هنا أن فرز الشعر وتصنيفه ضمن هاتين الخانتين أمر يضره ويشوهه.

يعد الديوان المطبوع أداة توثيق لقصائد الشاعر. وأنت أصدرتِ ديواناً صوتياً. فهل ترين أن ميزة التوثيق تنسحب أيضاً على النمط المسموع من الشعر ؟ وهل تخططين لإصدار ديوان مطبوع؟

لدي ثلاثة كتب أدبية توثق تجربتي النثرية والفلسفية في الحياة. وهي في المقالة والخاطرة والرسالة ومطعمة ببعض أبياتي الشعرية. أما الديوان الصوتي فكان رهن وبدافع الشروط الإبداعية في الشبكة العنكبوتية، وطبعاً أنا مؤمنة أن الشعر المسموع ينطبع في ذهن المتلقي ويترك بصمته بوضوح.

وأما بالنسبة لديواني المطبوع فهو أمر مؤجل حتى أجل غير معلوم، إذ إن معاييري النقدية الذاتية متسلطة على حرفي جداً وترعبني.

إيجابيات

أتجدين أن وسائل التواصل الاجتماعي.. أو ما يسمى بـ(الإعلام الجديد)، خدمت الشعر والشعراء بالشكل المناسب؟

إن الإعلام الجديد خدم الجميع وقدم كل الفرص للمشهور والمغمور، والناس لها أن تميز بين الغث والسمين، كما أن هذا النوع من الإعلام ينمي حس الرقابة في الشاعر، من خلال تلقي ردود الفعل المباشرة من المتلقي الذي لا يرحم غالباً.

ما الذي يدعوكِ لكتابة القصيدة ؟

فلسفتي في الكتابة فيها الكثير من المزاجية. ولا عجب، فهدفي حين أكتب هو الانصهار والتقاط صورة فوتوغرافية لمشاعري الآنية. حقيقة أنا لا أكتب للناس، بل لتلك اللذة التي تخالجني في دوح الشعر.. لذا فإنه، وفي كل مناسبة، هناك شعر لي.

فرار المستجير

تكتبين الفصيح والنبطي، أيها تفضلين وأيهما أسهل في التعبير؟

يظل الفصيح هو الأصل وأتقنه أكثر، لكن قواعده، التي أقدرها وأراعيها، تبتليني وترهقني. فأفر فرار المستجير، متجهة نحو اللهجة البيضاء بأريحية قوانينها وسلاستها. لذا، لدي نصوص قريبة من قلبي من الفصيح والشعبي.

«ختامها شعراً»

هل لاحظتِ بوادر موهبة شعرية لدى أحد من أبنائك، وهل ستشجعينهم على كتابة الشعر؟

نعم. شرينه أكبر أطفالي ألمح فيها بعض شغبي الكتابي، لكنها لا تزال في بداية مرحلة دراستها الابتدائية، والحكم على موهبتها سيتضح خلال سنوات مقبلة...

Email