تعتلي منصة الأمسيات للمرة الأولى قريباً

«فتاة تهامة»: كلما أخّر الشاعر ظهوره نضجت تجربته

ت + ت - الحجم الطبيعي

تؤمن الشاعرة فتاة تهامة، أن شعر المرأة كان حاضرا على مر التاريخ ولا يزال. وتؤكد في حوارها مع "البيان"، أن الساحة متاحة للجميع من دون استثناء و يبقى الإبداع هو الفيصل، كما تبين أن المجموعات الثقافية المهتمة بالشعر وجدت لخدمة الشعر والشعراء دون تحيز.

ما سر اسمك المستعار (فتاة تهامة)؟ وهل كتبت باسم آخر؟

هـــو اسم مســتعار له دلالة جغرافية لا أكثر، ولعل الأسماء المستعارة تشي باحتمالات عدة، غير أنها تظل إشارة لمعنى ما أو استبـــانة عن مضامين للشخصية التي تحمل هذا الاسم. أما اسمي فلن يكون إلا بهذا المعــــنى الذي اتصفت به ولم يسبق لي الكتابة باسم غيــــــره إطلاقاً.

تضاريس شعرية

متى تعلنين عن اسمك الحقيقي للمتابعين ؟

لا أعتقد أن ذلك مهم بعد أن عرفني المتلقي بـ«فتاة تهامة». أفضّل البقاء في عباءة هذا الاسم الذي تلبسني وتلبسته، رافقــــني كما لـــو أنه تضاريس أرضي الشعرية.

أسستِ ومجموعة من الشاعرات (نخبة النــــون)، ما الهدف من تأسيس هذه المجموعة؟

النخبة امتداد للحركة الشعرية النسائية وسياق عام داخل منظومة أدبية وثقافية، لم نقصد من إنشائها التراكم الشعري وإنما موازاة ومواكبة ما يطرح من قصائد وأعمال إبداعية أخرى بأقلام ناعمة، وما يميز هذه المجموعة أنها تحت إدارة مجموعة شاعرات ثقة هن من المجموعة كاملة كما أانها تتميز بنبذ المركزية والتي تحتكر جهود المجموعة ونجاحاتها فتحصرها باسم بعينه. وهذا ما رغبنا في تلافيه، وعملنا على إبراز جهد كل عضوة والنجاح يحتسب للمجموعة ككل متكامل وكل عضو تأخذ حقها في النشر والأمسيات على بشكل عادل وبمساواة وآليات انتقاء تميل معاييرها لصالح الجزالة ومستوى النتاج، بعيداً عن العنصرية والشللية.

نكمل بعضنا البعض

أنت، أيضاً، عضو في (منتدى شاعرات الإمارات)، إلى جانب «نخبة النون». ما هدف ومبرر وجود أكثر من كيان معني بشعر المرأة، بينما لا يوجد للشعراء الرجال مظلة وجهة متخصصة بدعمهم والاهتمام بمتطلباتهم؟

ليس بالضرورة أن يكون الوجود والعضوية في أكثر من منبر معناه التشتت أو البحث عن ضوء أكثر. الأمر أبسط من ذلك بكثير. فكون الشاعر أو الشاعرة، مساهماً في أكثر من منبر فهذا جيد، شريطة أن يكون المنتج أدبي إبداعي وليس عبارة عن فائض وعلى الهامش. ونحن الشاعرات والشعراء مكملون بعضنا بعضاً، فما يجمعنا ويربطنا هو هدف واحد أسمى يتمثل في خدمة وتعزيز دور الشعر وقيمة الموروث الشعبي بشكل عام.

وهل حققت المجموعات الشعرية والأدبية النسائية، المتنوعة، الأغراض المنشودة؟

لا نستطيع الحكم المطلق إزاء نجاحها أو فشلها، ذاك لأن العمل الإبداعي ممتد وتكاملي وحركي في الوقت ذاته. فربما نصل إلى نقطة معينة ثم نتطلع إلى مواطن أخرى فننتقل إليها.. وهكذا. القصد هو إثراء العمل الأدبي بشكل دائم، وهذا هو المهم.

لا

ألم تسهم هذه المجموعات في دعم الشللية فعلياً؟

لا أعتقد ذلك. فطالما الأعمال والمجموعات تصب في مصب واحد وهو مصلحة وارتقاء العمل الأدبي، لا مجال لأن تكون هذه المنابر مكاناً للتنافس والنزاع والانقسام بين الأدباء.

جاهزية

توزعين اهتماماتك واشتغالك ما بين الإعلام والشعر. في أي الحقلين تجدين نفسك أكثر ؟

طبعاً في الشعر. إنني أمارس العمل الإعلامي كونه يوفر لي نافذة ووسيلة خلاقة للنشر والمساهمة في رفد وإغناء الحراك الثقافي ليس إلا.

قريباً تشاركين كشاعرة في الأمسية الأولى، ألم تأتِ هذه المشاركة متأخرة نوعاً ما؟

لا أظن، المشاركات والأمسيات تضيف إلى الشاعر أو الشاعرة في حال اكتمال الأدوات وتوافر المقومات. وكلما تأخر الظهور نضجت التجربة، وفتاة تهامة غابت عن سماء الأمسيات كمشاركة لأنها لم تستهوِها يوماً. ولكن عندما وجدت الأمسية المحفزة والمهيأة بالشكل المناسب، فلم ولن تتأخر عن المشاركة.

واقع حقيقي

مَن مِن الأسماء الشعرية النسائية الشابة تلفتكِ في ساحة الشعر الشعبي، وما رأيك في الشعر النسائي بوجه عام؟

إنها كثيرة جداً. ولا أستطيع إعطاء أسماء محددة خوفاً من نسيان إحدى المبدعات اللواتي تلفتني تجاربهن وأقدر عطاءهن.

في الواقع، لست ناقدة أو خبيرة ومسؤولة تقييم حتى أعطي رأياً مفصلياً ومطلقاً في هذه المسألة. الشعر عند النساء موجود منذ فجر التاريخ. والقصيدة النسائية حاضرة. وهذا واقع لا مناص منه. والبركة في جميع الشعراء والشاعرات الذين يدفـــعون بعجلة الشعر باتجاه التطور والرقي.

اتهام باطل

بمَ تنصحين المواهب الشابة في ساح الشعر؟

التأني في كتابة القصيدة، فليس المهم النشر والظهور بقدر ما هو النضج والاشتغال على إنضاج التجربة والاستفادة من تجارب الآخرين.

ما سبب الحضور القوي للآراء التي تشيع وتتهم المرأة الشاعرة، دوماً، بأن قصائدها كتبها لها شاعر رجل.. أيعقل أن يكون الإبداع الشعري حكراً على الرجل؟

هذا اتهام باطل عــــفى علـــيه الزمن من يؤمن بهذه المقولة أعتقد أنه يناقض التاريخ ويلغي منه شعر المرأة عن بكرة أبيه، ومن أراد أن يتيقن فليقرأ التاريخ إذ سيجد عشرات الشاعرات أثرين العمل الإبداعي والحراك الشعري من دون الانتقاص من الشاعر الرجل. فالميدان الشعري يتسع للجميع وليس حكراً على شاعر من دون شاعرة.

ما دور وسائل التواصل الاجتماعي في رفد الساحة بشعراء جيدين، في ظل ندرة وجود مطبوعات تعنى بالشعر الشعبي؟

لكل زمن نافذته ولكل عصر وسيلته. أعتقد أنها نوافذ متعددة ووسائل جيدة للنشر والظهور في حال ركزنا على تقديم منتج قيم غني، ومن لديه موهبة حقيقية سيصل عاجلاً أو آجلًا.‏

Email