فخور بإطلاق «البيان» عليه لقب «شاعر التأمل والطبيعة»

عتيق خلفان الكعبي: الشعر «وزارة إعلام» قوية التأثير

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعيداً عن الغزل والعاطفة، يجد الشاعر عتيق خلفان الكعبي نفسه في القصيدة التي تخاطب كل ما حوله في الكون في دعوة للتأمل بالطبيعة بكل تفاصيلها من أشجار وأزهار وجبال، فهو يؤمن بأن هناك لغة لا يفقهها الإنسان تختص بها تلك الكائنات، ويدعو لحسن معاملتها، فهي تملك إحساساً كبني البشر. ومع وتيرة الحياة المتسارعة يؤكد الشاعر الكعبي في حواره مع «البيان»، أن التفرغ للكتابة ضروري مع ضيق الوقت وتكالب المسؤوليات والضغوطات. عتيق خلفان الكعبي ضيف حبر وعطر في هذا الحوار...

صدر لك ديوان «ملاذ الطير» في العام الماضي.. وأخيراً «عطر عمري».. ماذا عنهما؟

يحتوي الديوان الأول على قصائدي التي كتبتها منذ بداياتي، أما ديواني الجديد والذي حمل عنوان «عطر عمري». فهو يحتوي على قصائد جديدة لم تنشر من قبل في المجلات الشعرية أو الجرائد، وأتناول في الديوانين فلسفتي التأملية الخاصة في الحياة حين أكتب عن الحياة والطبيعة والإنسان، وكل ما حولنا...

قصائد وقضايا

إذاً، أنت تؤمن أن للشعر رسالة مهمة في المجتمع؟

الشعر رسالة، وكما قيل ويقال: الشعر وزارة الإعلام، فبإمكان قصيدة أن تحرك جيشاً وترفع معنويات الجنود، وربما أفضل مثال على مستوى العالم هو النشيد الوطني لكل دولة، والذي هو عبارة عن قصيدة شعرية، ومن وجهة نظري الشخصية، فعلى الشاعر أن ينوع في الأغراض الشعرية التي يكتبها ولا يكتفي بجانب واحد، مهم جدا تناول قضايا مجتمعية لها وقع مباشر على الناس، خاصة إذا تناول الشاعر من خلال قصيدته قضية تهمهم وتناقش هموهم ومشاكلهم.

أين هو النقد للشعر الشعبي في الساحة؟

لا توجد على مستوى الخليج العربي، مدارس نقدية معترف فيها، وما طرح ويطرح من نقد عبارة عن اجتهادات تتناول قصائد لشعراء مهمين وعلى مستوى من الخبرة، بينما الشاعر المبتدئ أولى بالنقد ليطور ملكة الكتابة الشعرية لديه، لأن النقد الإيجابي البناء يسهم بلا شك في ذلك، وعلى المستوى الشخصي تناول الشاعر الدكتور غسان الحسن، وهو أحد أعضاء لجنة التحكيم في برنامج شاعر المليون، عددا من قصائدي بالتحليل. وقد سعدت بذلك، فهو له فعلياً أثر جيد.

دعم لن أنساه

بالحديث عن الشعراء المبتدئين، ظهر في الآونة الأخيرة، جيل من الشعراء الشباب. ألا ترى أنهم مندفعون ومتسرعون في ما يقدمونه للساحة الشعرية؟

فعلاً، أراهم متسرعين لأضواء الشهرة ولم يحسبوا خطواتهم جيداً، التأني أمر ضروري لا سيما في البدايات والتي يوجد فيها الكثير من الإحباطات، وأنصحهم بالتريث ومجالسة الشعراء والاطلاع على مختلف التجارب الشعرية، وأيضاً عليهم بالقراءة، ذلك ليس في فقط في مجال الشعر بل في حقول كل الثقافات ومختلف العلوم والتراجم، ومن المهم عدم التسرع في طرح نتاجهم الشعري وأخذ المشورة من أهل الدراية والخبرة.

في إحدى المناسبات، قال الشاعر سيف السعدي، إن عتيق الكعبي شاعر لا يشبه إلا نفسه، ما رأيك بهذا الكلام الذي يصدر عن شاعر كبير في الساحة الشعرية؟

أعتبر رأيه هذا (تاجاً على رأسي) وشهادة ووساماً أعلقه على صدري، خاصة وأنه من شخصية تقدر الشعر والشعراء، وشاعرنا سيف السعدي من القلائل الذي أخذوا بيدي في بداياتي ولا يزال يدعمني، أنا وغيري من الشعراء، ولا يبخل علينا بالرأي والمشورة ويتفق معي في هذا الرأي بشأن هذا الكم الكثير من الشعراء.

الإمارات رائدة

هل سحبت مواقع التواصل الاجتماعي البساط من الصحف الورقية والمجلات، فيما يتعلق بالنشر؟

أنا أنتمي إلى الجيل الذي ارتبط، ويستمر، بعلاقة حميمة مع الكتاب الورقي، ولا أستطيع الاستغناء عنه، أرى أن الناس هم الذي انسحبوا، القراءة من الكتاب أو الصحف والمجلات وغيرها تمنحك أريحية وحميمية مفقودة عبر وسائل التواصل، وهذا لا يمنع انخراطنا في هذه الوسائل التي تتوافر لمختلف الشرائح ويتابعها الجميع، من دون استثناء، وعندما تطرح قصيدتك وتنشرها عبر هذه الوسائل تنتشر بسرعة، لكن بلا تنقيح، أو حتى توثيق لاسم الشاعر وكاتب القصيدة، بينما مع المجلات والجرائد فالنشر فيها موثق باسم الشاعر. وهناك مشرفون على النشر، لذا تكون على ثقة بجودة ما يطرح ويقدم لك، بينما يختلط الغث بالسمين في هذه المواقع. فلا رقابة ولا مسؤولية فيها.

أتتفق مع الآراء التي تجد أن برامج الشعر والمسابقات خدمت الشعر والشعراء؟

يجب القول، إن الإمارات هي التي أسست أرضية صلبة لهذه النوعية من البرامج المدعومة من شخصيات كبيرة ومهمة في الدولة، وهي بلا شك خدمت الشعر في كل مجالاته، كأدب عالمي اخترق كل الحواجز، حيث شاركت دول المغرب العربي في برامج الشعر الشعبي التي أطلقتها الإمارات.. وغيرها من الدول الأخرى. فالأمر لم يقتصر على دول الخليج العربي. إن تلك المسابقات والبرامج لم تؤثر على جودة الشعر، وبالإمكان تشبيهها بسوق عكاظ، كل شاعر يقدم ما هو مختلف عن الآخر، مع الأخذ بعين الاعتبار، الفروقات. لكن الشاعر في النهاية، يبقى شاعراً.

نعم...

ساهمت هذه البرامج في انتشار الألقاب الشعرية، ما رأيك في هذا الرأي.. وهل حظيت بلقب ما؟

لست ضد الألقاب إذا منحها الجمهور للشاعر وارتبطت به، بل هي هدية أفراد الجمهور له، ودليل على أن فكره وشعره قد وصل للمتلقي، أما عن آخر لقب حزته فهو «شاعر الطبيعة والإنسانية» وأشعر أنه يلامسني ويعكس شخصيتي وأفخر به وشرفتني به صحيفة «البيان» في لقاء سابق.

ماذا عن رأيك في مسألة تنادي بها أصوات إبداعية كثيرة، فحواها: ضرورة أن يكون الشاعر متفرغاً حتى يستطيع تقديم إبداع شعري رفيع المستوى؟

نعم، هو يحتاج حالياً إلى التفرغ ليبدع نتاجاً مهماً.. ذاك بسبب ضيق الوقت وتغير وتيرة الحياة التي غلب عليها الطابع السريع وزيادة الضغوطات. والشاعر يكره أن يضيق عليه ويكبله عدم توفر الوقت أو المكان المناسب.. دوماً هو يحتاج إلى المساحة من الوقت والمكان لكي يبدع.

أمنية

أيهما أجمل في التعبير: الشعر الفصيح أو النبطي؟

اللغة العربية الفصحى هي اللغة الأم التي يستنبط منها الشعر النبطي. وهي رافد نوعي لمكون حياتنا الثقافية. واللغة العربية هي المصب الأرحب، لذا لا بد من أن نرجع إلى اللغة الأم في بعض المفردات.

Email