هند الفهّاد ترصد ملامح المرأة السعودية في «مقعد خلفي»

مشهد من فيلم «مقعد خلفي» من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال المخرجة السعودية الشابة هند الفهّاد تتذكر معاناة تصوير فيلمها "مقعد خلفي" في مواقع خارجية بالمملكة العربية السعودية قائلةً في حوارها مع"البيان": "واجهنا الفضول المجتمعي واستنكار الناس لرؤية ممثلة وإضاءة وكاميرا، كنت أجلس في السيارة مع سائقي، وأنتظر المصور ليأتيني بكل لقطة لمراجعتها،وليعيد تنفيذها، وخلال ذلك، عشت معاناتي مع السائق، الذي لم يكف عن التملل والتعبير عن رغبته في الرحيل، فشكل هذا المشهد جزءاً من مضمون (مقعد خلفي)"، لافتةًإلى أن الفيلم الذي شارك ضمن فئة الطلبة في مهرجان الخليج السينمائي في دورته السادسة،لم يستهدف قيادة المرأة السعودية للسيارة، كما يعتقد البعض، ولكنه ناقش مكانة المرأة في المملكة باعتبارها مواطنة من الدرجة الثانية،وأن المقعد الخلفي هو المكان الذي تجلس فيه أمام الغلبة الذكورية.

فن أم قضية؟

مقعد خلفي تجربتك السينمائية الثانية، نرى فيها معاناة الطبيبة،التي تنتظر (سائق المشاوير)،الذي سينقلها إلى المستشفى.لماذا شاركت ضمن فئة الطلبة في مهرجان الخليج، وكيف تنظرين إلى قضايا المرأة ومفهوم اعتبار السينما فناً،وليس منصة لإثارة الرأي العام؟

تأتي مشاركتي في فئة الطلبة من موقعي الحالي كطالبة تدرس الماجستير في الإعلام، يدعمه إصراري على عدم خوض تنافسية الأفلام القصيرة إلا بوعي، ما من شأنه أن ينسج أفقاً أوسع لمفهوم الصناعة في السينما الخليجية.

وفي سياق اعتبار ممارسة فن صناعة الفيلم فناً لا يحتمل التوجيه أو إثارة الرأي العام، فأنا متفقة مع فكرةالمكنون الجمالي والتقني للسينما،ولكن جعبة السينمائيين السعوديين مليئة بقضايا كثيرةيودون البوح بها،ونحن نعيش في السينما حالة الفن ورسالة للرأي العام معاً.

روح المكان

هل فكرت في تصوير فيلمك المقبل خارج السعودية؟

هذاالسؤال يقودني إلى التقدم الذي يحققه الفيلم السعودي خارج المملكة، وأنه على الرغم من المتابعة الواسعة للإنتاج السينمائي السعودي،إلا أن المجتمع لا يزال ينظر لها بسطحية، وبالتأكيد،فإن هناك الكثير ممن يفكر في البحث عن مجال أوسع للتصوير خارج السعودية،لكن روح المكان مهمة في صياغة تنامي القصة السعودية،لذلك، فإن المواضيع تضطرك للتصوير في المملكة.

معادلة التفاؤل

تتحدثين عن المناطق السعودية بالكثير من الانتماءوالحب،فهل هناك تصور مستقبلي للفيلم الوثائقي في سيرتك السينمائية؟

عندما أنظر إلى السجال التراثي المفعم بعناصر الثقافة المتنوعة في السعودية،أشعر برغبة جامحة لتوثيقها،وأتطلع إلى العمل ضمن مشروع متكامل يرصد هذا البعد.

اليوم وبالنظر للمعادلة النسبية القائمة عـلى التفاؤل، وما صنعته مواقع التواصل الاجتماعي، من حالة زهو معرفي نشهد فيه بصيص أمل للحراك المجـتمعي الإيجابي، رغم بطء وتيرته عمــوماً،إلا أنه سيكفل بروز للأعمال السينمائية الوثـائقية، وممارسة دورها القائم على إثارة علاقة بين الفعل التاريخي والمفاهيم الدخيلة في الموروث المجتمعي.

 

تحرر المرأة

أوضحت هند الفهّاد أن فيلم "مقعد خلفي" شهد احتفاءً خاصاً من قبل زميلاتها في الدراسة، بعد إقدامها على عرضه لهن، متلقية خلال ذلك استحسانا خاصا، لفتن عبره أنهن في مواجهة يومية مع أطروحة الفيلم، بينما يقف السينمائيون السعوديون أمام التصنيف المجتمعي الذي يعتبر طرحهم لقضايا المرأة دعوة لتحررها، متناسين البعد الإنساني لمسوغات الصناعة السينمائية.

Email