1150 خبيراً في الدولة يحللون الشخصية من خط اليد

أحمد جمال: أكتشف الشخصية بجرّة قلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما تُمسك بقلم لتكتب، وربما ترسم على ورقة أشكالا، فاعلم أن كل ما تخطه يدل مُباشرة على دلائل شخصيتك، ويعكس سماتك وصفاتك.. ولعل ذلك ليس كقراءة الطالع أو الغوص في متاهات الفنجان أو خطوط اليد في الكف.. ولكنه علمٌ يقوم على أسس، بل يعتمد على معادلات هندسية لفك طلاسم خط اليد، للإخبار عن واقع صاحبه.

«الحواس الخمس» التقى د.أحمد جمال الرئيسي، رئيس مجلس إدارة مركز التفوق للتدريب والتنمية البشرية، وحاوره حول تحليل الشخصية من خلال خط اليد، مؤكدا أن هذا العلم يعرف بـ «الجرافولوجي» المعني بالاتصالات الإنسانية غير اللفظية، ويخضع للأسس والقواعد العلمية الموضوعية.. الرئيسي يستطيع تحليل شخصية الفرد ومعرفة جوانبه النفسية والمزاجية والعصبية.

هل يعد تحليل الشخصية من خلال خط اليد عِلماً؟

نعم، وهو الجرافولوجـي، وهو علم تحليل الشخصية من خلال خط اليد، ويستطيع أن يكشف معظم السمات الجسمية والصفات النفسية للكاتب من خلال خط يده.. وبدأ في عام 1662، وذلك في أوروبا، وتحديدا في بداية النهضة الأوروبية، وتطور هذا العلم في التسعينات ليستخدم في التحقيق الجنائي أكثر من استخدامه في مجال تحليل الشخصية.. ويُدرس هذا العلم أيضا في جامعات أميركا وبريطانيا وفرنسا.. ونحن كفريق متكامل مع الدكتور فؤاد أسعد عطية الخبير العربي في علم الاتصالات الإنسانية غير اللفظية واستشاري الهندسة البشرية الذي يحمل لواء البحث في تطبيقات هذا العلم على الخط العربي، استطعنا من خلال عدة بحوث التعرف إلى أن هذا العلم قديم جدا، وفي عصرنا الحديث قام د. فؤاد أسعد عطية بنقل هذا العلم من الحروف اللاتينية إلى العربية في ..1974 وما أود ذكره أنه في أوروبا 70 ألفاً، وفي دولة الإمـارات .1150

وما سر توجهك للتخصص في تحليل الشخصية من خلال الخط؟

أنا متخصص في أنماط الشخصية، لكن كنتُ أعد دراسات كثيرة، بمعنى محاولاتي الحثيثة لإسقاط كل حرف على الأنماط الشخصية.. بمعنى فهناك أحرف معنية خاصة بالحدس وأخرى بالحس، والعاطفة والتفكير.. وحاليا أستطيع اكتشاف كل الشخصيات التي أقابلها بجرة قلم، لأن هذا العلم يقوم على حقيقة أن الأشكال الموجودة في حياتنا لها دلالاتها، مُضيفــا أن الخط يعد بصمة للإنسان، فهناك عامل متغير شديد جدا بصرف النظر عن البداية بقواعد الخط الثابتة، وهذا يدل على تفرد الخط بإظهار سمات الشخصية ومعالمها.

وهل يمكن تقسيم هذه الأحرف بناء على الشخصية ؟

نعم، في الأسـاس فإن الأحرف مقسمة إلى ثلاثة أقسام، وهي الأحرف العقلية، والجسدية والقدرات القيادية، وأخرى عاطفية.

وكيف تسعى إلى تفعيل هذا العلم مجتمعياً؟

من خلال الدورات التدريبية، كما لي كتاب سيصدر قريبا بإذن الله باللغتين العربية والانجليزية وهو بعنوان «الأسس العالمية في مسار بناء الشخصية».. وهناك أيضا برنامج تدريبي آخر سأنظمه مطلع العام حول هذا الموضوع، وسيكون بإشراف مركز التفوق للتدريب والتنمية البشرية، والهدف الأساسي من البرناج هو معرفة الأنماط الشخصية للمُشارك، ومنها استطاعته على إرشاد نفسه وأسرته وأصدقائه إلى مهارات التحفيز ومواجهة الأزمات، واختيار التخصصات العلمية، واختيار المسار الوظيفي المتوافق مع الإمكانات والميول، ومهارات اختيار شريك الحياة المناسب، والتخطيط الاستراتيجي الشخصي.

ما أهمية وجود هذا العلم في الوقت الحالي؟

نحن كمدربين نود من النـاس الإقبال على تعلم علم تحليل الشخصية من خلال خط اليد ليتعرفوا إلى سماتها وشخصيتها.. وهنا أدعو طلبة المدارس والجامعات لتعلم هذا العلم لتحديد التخصصات، وبناء اتجاه لحياتهم، فالإنسان الذي لا يحدد اتجاهه في حياته سيتخبط حتمـا.. وأي إنسان يود الدخول لأي مشروع عليه أن يخضع لهذا العلم.. والدعوة هنا أيضا إلى كل رياضي يريد أن يتخصص في عالم الرياضة عليه أن يتعلم تحليل شخصيته من خلال الأنماط والخط لتحديد المجال الرياضي الذي يناسبه ويحقق إبداعه فيه، فنحن نملك رياضيين يتجاوزن الألف، وبعد عشرة أعوام سيصل عددهم إلى خمسين، وهنا يأتي السؤال الذي يفرض نفسه: أين ذهب الألف لاعب؟ وتأتي الإجابة بوضوح: لم يكن هناك تحديد واضح للمجال الرياضي الذي يناسبهم من البداية، فمن الممكن أن يكون أحدهم لاعبا محترفا، والآخر مشرفا، أو مدربا، أو إداريـا حتى، وربما قياديـا.. لذا فإن هذا العلم يؤسس هذه الاتجاهـات.

وهل يُعبر التوقيع عن الشخصية أيضا؟

بكل تأكيد، فالتوقيع بصمة واضحة للشخصية، ويعطي صورة دقيقة عنها، وهو عبارة عن عملية تحرر من قواعد الخط، ومن ثم فإنه يعكس اتجاهات الشخصية ومعالمها وسماتها بدقة وأمانة، وحيث إنه من اختيار الشخص، ويروق له بعد عدة خيارات قام بها، ويقوم به بشكل تلقائي، ولا ينساه، فهو جزء منه، وبالتالي يمكن قراءة سمات الشخصية من خلال التوقيع بكل سهولة.

هل حدثت معك مواقف طريفة حول موضوع تحليل الشخصية بخط اليد؟

يبتسم قائلا: أثناء مشاركتي في حضور أحد البرامج التدريبية، استنكرت إحدى السيدات قدرتي على تحليل شخصيتها من خلال خط يدهـا، فطلبت منها كتابة بعض الكلمات، وبادرتُ بعد ذلك ببدء التحليل وذكر صفاتها وسماتها وجوانب من شخصيتها، وتفاجأت كثيرا بذلك !

كما جاءني شاب يخبرني بموضوع خطبته، فطلبت منه أن يحضر ورقة مكتوب فيها بعض الكلمات بخط خطيبته.. وبمجرد تحليلي للخط أخبرته بأن خطيبته لا تناسب شخصيته أبدا، ولكن إن أردت إكمال مشروع الزواج معها فسأرشدك لخطة في كيفية التعامل مع شخصية خطيبتك، إلا أنه أصر على الإكمال.. وبعد فترة أسبوعين، أخبرني هذا الشاب بإنهائه لموضوع خطبته مع تلك الفتاة لاختلاف الطبائع في كلا الشخصيتين، وعدم التوافق في السمات والصفات.. وأؤكد هنا أن هذا العلم يسهم بفعالية كبيرة في مجال العلاج الأسرى.

تطرقت أيضاً إلى الطاقة الذهنية الرياضية، حدثنا عنها..

ذهبت إلى الهند والتقيت بشخص هندي تقليدي كبير في السن يعيش كل البعد عن المدينة، وتعرفت على يده إلى الطاقة الذهنية، وطبقت بعدها هذه الطاقة الذهنية على شخص كان يعاني من إصابة، وعالجت إصابته، ليدخل بعدها الملعب في فترة قصيرة جدا.. في الوقت الذي نصحه الأطباء وللأسف الشديد بأنه سيبتعد عن الملعب في فترة لا تقل عن الثلاثة أشهر.

وبجلوسي معه عاد إلى الملعب بعد عشرة أيام.. وبعد نجاحي بفضل الله في تجربتي مع هذا اللاعب، اكتسبت ثقة كبيرة بنفسي، وبدأت بممارستها مع إحدى الفرق الرياضية، واستطعت من خلال مسيرتي مع هذا الفريق تحقيق نجاح الفريق بتخطيه للكثير من العقبات.. والذي أنوه إليه هنا أن الشارع الرياضي عموما غير مستوعب لموضوع الطاقة الذهنية الرياضية.. وأتمنى فعلا أن تسنح لي الفرصة لأكون متخصصا في الطاقة الذهنية الرياضية لمنتخبنا الوطني.. وأوضح أني تلقيت عرضا حول هذا الموضــــوع مـــن أحد المنتخبــــات الخليجيـــــة، إلا أننـــي وبصراحة أتمنى أن تنطلق تجرتبي مع منتخب دولة الإمـارات.

Email